"تعود عليها بالنفع".. وكالة روسية: أميركا حريصة على إبقاء حرب أوكرانيا مشتعلة

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

اتهمت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، الولايات المتحدة بأنها حريصة على إبقاء الحرب مشتعلة في أوكرانيا لما يعود عليها بالنفع في مواجهة خصومها كروسيا ومنافسيها كالاتحاد الأوروبي.

وادعت النسخة الفارسية للوكالة في مقال للخبير السياسي الإيراني "عماد آبشناس" أن أميركا كانت من أبرز أسباب اندلاع الحرب في أوكرانيا، وأنها إذا كانت ترغب في عدم وقوعها من الأساس لكانت قبلت بالتفاوض مع روسيا بشكل جدي.

رأي متفق عليه

وقالت الوكالة إنه بصرف النظر عن كونهم موالين أو مخالفين لأي طرف فيما يحدث بأوكرانيا، لكن عندما توجد في المحافل السياسية تلاحظ أن جميع الدبلوماسيين متفقون على أن أصل ما يحدث بأوكرانيا يعود إلى أداء الولايات المتحدة في أوروبا.

كما يرى أغلبهم أن أميركا لا تميل بأي صورة إلى انتهاء ما يحدث، وربما حتى تريد أن تصل النزاعات إلى أجزاء أخرى من أوروبا.

وأشارت إلى أن الجميع يتفق أيضا على أنه لو كان الأمريكان يرغبون لكانوا استطاعوا التفاوض مع الروس قبل بداية الأزمة الأوكرانية وكانوا توصلوا إلى اتفاقات تعمل على راحة الطرفين.

لكنهم سعوا بشكل متعمد إلى زيادة التهديدات الأمنية ضد روسيا؛ كي يجبروها على إبداء رد فعل، وفق الوكالة.

ولفتت إلى أن المصالح الأميركية تقتضي في الوقت الراهن تدمير المنافسين الاقتصاديين الرئيسين لواشنطن أي الاتحاد الأوروبي والصين.

والرئيس الأميركي جو بايدن بصدد تطبيق سياسة أميركا الرئيسة في العالم، تلك السياسة التي واجهت وقفة قصيرة في عهد سلفه دونالد ترامب.

وفي هذه السياسة لا يوجد ما يسمى بالكونفدرالية، وتقسم الدول على أساس كونها مطيعة أو عدوة.

ربما يعد الأوروبيون في الظاهر ضمن الكونفدرالية، لكنهم في الواقع، المنافس الاقتصادي لأميركا الذي يجب أن يُدمر كي تظل هي.

والأمر ليس كما نتصور، حيث قام الأميركيون بإحضار المرتزقة من حول العالم إلى أوكرانيا، ويدعمون موجة العنصرية التي هي نفسها النازية الجديدة؛ ليظل هذا الأمر منحصرا في الحدود الأوكرانية.

وأثبتت التجربة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن هذه الموجة يمكنها الانتقال بسرعة بالغة من منطقة إلى أخرى، ولا تعترف بما يسمي الحدود.

خلف الكواليس

وأشارت الوكالة إلى أن بعض الزعماء الأوروبيين قبل بداية العملية العسكرية الروسية، وكذلك بعدها قاموا بجهود بالغة لمحاولة إيجاد حل لهذه الخلافات.

لا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أجرى اتصالات كثيرة مع نظيريه الروسي والأوكراني.

وسبب ذلك أن الشخصيات مثل ماكرون مطلعون على الأحداث خلف الكواليس، وربما يفكرون لسنوات في دعم أوروبا من المستقبل الذي يرسمه لها الأميركيون.

وربما يتذكر البعض منذ بضعة أعوام مضت أن ماكرون تحدث بشأن حاجة أوروبا إلى جيش موحد يعمل على تأمينها.

وعمليا تم اعتبار حديث ماكرون حينها بمثابة استفزاز لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، لذا قامت أميركا عبر وكلائها في فرنسا، بإحداث تمردات في الشوارع ضده، فيما عُرف بحركة السترات الصفراء.

ومن الممكن أن يتصور البعض أن هذه الحركة يمكن اعتبارها رد فعل شعبي تعسفي، لكن حقيقة الأمر أن هناك تيارا قويا للغاية كانا يخطط من أجلها.

ونزل الشعب الفرنسي إلى الشوارع تحت تأثير هذا التيار الذي كان يعمل بشكل عام عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن عندما رحل ترامب، وتحسنت العلاقات بين باريس وواشنطن، وصرف ماكرون النظر عن تشكيل الجيش الموحد، عملوا على قمع المظاهرات، في الوقت الذي لم يصل فيه المتظاهرون إلى أي نتيجة مرجوة من تظاهراتهم.

وفي الوقت الراهن على الرغم من جهود زعماء الدول الأوروبية، وحتى سياسيي الدول المحبة الأوكرانية، إلا أن الأميركيين لن يسمحوا على الإطلاق بإخماد مسألة أوكرانيا؛ لأن مصلحتهم تكمن في إحداث فوضي في أوروبا.

معضلة زيلينسكي

وفي سياق آخر، لفتت الوكالة الروسية إلى أنه على الرغم من أن المجال الإعلامي حافل حاليا بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، لكن كثيرين ينتقدونه بشكل خاص على سماحه بوصول الأوضاع في أوكرانيا إلى هذا الحد.

لدرجة أنهم يعتبرونه أحمق؛ وفق الوكالة، لأنه وضع الشعب الأوكراني في تحديات كبيرة، وحتى يعتبره البعض وكيلا للأميركيين، وقد أخذ الثمن ليضحي بشعبه لصالح واشنطن.

وأفصح بعض الدبلوماسيين الأوروبيين المتواجدين في أوكرانيا من قبل أن الفساد متفش هناك بشكل واسع ومأساوي وخاصة داخل الطبقة الحاكمة للدولة.

ومن ثم يتضح أن السياسيين كانوا على أهبة الاستعداد للتدمير من أجل أخذ الثمن، فلا يبدو أمرا عجيبا.

وبحسب الأخبار المنتشرة فإنه عندما كانت لجنة المفوضين الأوكرانية تتباحث مع الروس، يخرج كل بضع لحظات أحدهم من قاعة الاجتماعات كي يتواصل مع الأميركيين.

ما يعني أنهم لا يتواصلون بشكل عملي حتى مع زيلينسكي، أو المسؤولين الأوكرانيين الآخرين، ويتلقون الأوامر مباشرة من الأميركيين.

وبلا شك لو كان الأميركيون يميلون إلى عدم الوصول إلى ما وصلت إليه أوكرانيا في الآونة الأخيرة، لكانوا يستطيعون.

ولا يزال بإمكانهم التباحث والتفاوض مع الروس بشكل مباشر، ومن ثم الالتزام بتعهداتهم الأمنية السابقة تجاه روسيا في أوروبا حتى تنتهي القضية.