تغيير شامل.. الإندبندنت: لهذا استبعدت طالبان القادة الأوزبك من شمال أفغانستان

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

اعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن حركة طالبان التي تحكم حاليا أفغانستان أجرت تعديلات كبيرة في هيكل إدارتها، ركزت خلالها على استبعاد القادة من المكون الأوزبكي.

وأوضحت النسخة الفارسية للصحيفة في مقال للكاتبة الإيرانية "نيلوفر لنجر"، أن الحركة تساورها مخاوف من الوضع في شمال أفغانستان، مركز المكون الأوزبكي، لذا غيرت القادة هناك، وجلبت مكانهم قادة أمنيين معروفين.

وكانت طالبان أعلنت عزمها إدخال تغييرات على تشكيلة الحكومة الأفغانية المؤقتة التي شكلتها عقب انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في أغسطس/ آب 2021.

ولم يعترف المجتمع الدولي بعد بالحكومة الأفغانية التي يرأسها محمد حسن آخوند.

تغييرات جديدة

وذكرت الصحيفة أنه وفقا للأوامر الأخيرة لزعيم طالبان الملا هيبت الله آخند زاده، أجريت تغييرات جديدة في الرتب العسكرية والمناصب الإدارية للحركة في مدن أفغانستان المختلفة.

ونشر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في 3 مارس/ آذار 2022، إعلانا عن التغيرات الجديدة، التي شملت استبعاد عدد من المسؤولين العسكريين، وتعيين أسماء جديدة في مناصبهم.

ووفق هذه الأوامر عين زعيم حركة طالبان 28 شخصا في مناصب جديدة، وباستثناء بضعة أشخاص معروفين، كانت البقية أفرادا مغمورين حيث سُمعت أسماؤهم لأول مرة.

وتم تعيين المدعي العام، عبد الولي مشرف وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية، ومولوي عبد الرحمن حقاني نائب وزير الحدود والقبائل، والشيخ سيد رسول رئيسا لمكتب التفتيش الأعلى.

ومولوي عبد العلي جهاديار رئيسا لشؤون البناء بوزارة الدفاع، ومولوي قاسم فريد كنائب للتخطيط والسياسة بوزارة الدفاع، وأمير خان حقاني قائدا لفيلق الفتح 209 في شمال أفغانستان، وملا عبدالمنان آخند نائبا له.

 وجميع هؤلاء ضمن الأفراد الذين لم تُعرض أسماؤهم في وسائل الإعلام من قبل.

وأوضحت الصحيفة أنه تم استبعاد ثلاث شخصيات مثيرة للجدل في رتب طالبان من مقاعدهم، وتم تعيينهم في مناصب جديدة.

ومن أبرزهم مولوي عطاالله عمري من المكون الأوزبكي حيث كان يتولى قيادة فيلق الفتح في شمال أفغانستان، تم استبعاده من هذا المقعد، ومن ثم تعيينه نائبا لوزارة الدفاع في الأمور التكنولوجية واللوجستية.

مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يفقه أي شيء في هذا المجال.

وتواجه وزارة دفاع طالبان نقصا في القوى العاملة المتعلمة التي لها دراية في المجال التكنولوجي.

وهذا المنصب لقائد عسكري أوزبكي من المتوقع أن يكون رمزا لتواجد الأوزبك في رتب طالبان، ولكن لم يتم تطبيق ذلك.

قادة الأوزبك

وأشارت الصحيفة إلى أن مولوي عطاالله عمري من القادة الأوزبك رفيعي المستوى في رتب طالبان في شمال أفغانستان، وهو من مدينة أندخوي في مقاطعة فارياب التي أدت دورا مشهورا في الحرب ضد حكومة أفغانستان السابقة.

وفي أواخر يناير/ كانون الثاني 2022، خلال أحداث الاحتجاجات الشعبية الواسعة في فارياب، أمر بالقبض على مخدوم عالم رباني، قائد طالبان الأوزبكي، وأمره بقمع التظاهر.

 قمع عطاالله عمري الاحتجاج الشعبي في فارياب عن طريق إرسال كتيبة انتحارية، ونشر الدبابات المدرعة، وحذرهم بأنهم سيواجهون إطلاق الرصاص في حال استمرار الاحتجاجات.

وفي الوقت الذي زاد فيه توقع طالبان الأوزبك أن قرارات مولوي عطاالله بسبب وفائه إلى قيادة طالبان، تم استبعاده من منصب مهم كقائد عسكري لشمال أفغانستان، ووضعه في مقعد غير جدير بالأهمية.

وفيلق الفتح 209 الذي تغير اسمه إلى فيلق شاهين 209، هو أكبر وأهم مركز عسكري في شمال أفغانستان حيث يقع في مدينة مزارشريف، ويتولى مسؤولية الحفاظ على أمن 9 محافظات في الشمال والشمال الشرقي لأفغانستان.

في الوقت الراهن تم تعيين مولوي أمير خان حقاني، القائد الأول لشبكة حقاني بدلا من مولوي عطا الله عمري باعتباره قائد فيلق الفتح 209، ومولوي عبدالمنان آخند نائبا له.

وحتى هذه اللحظة لا توجد معلومات كثيرة متاحة عن صاحبي أهم منصبين عسكريين في الشمال والشمال الشرقي لأفغانستان، وفقا للصحيفة.

ووفق التغييرات الأخيرة، تم تعيين قاري صلاح الدين أيوبي وهو أيضا من قادة طالبان الأوزبك، نائبا للتخطيط والسياسة في وزارة التأهيل والتنمية الريفية.

ونشاط وزارة التأهيل والتنمية الريفية الذي كان يعتمد على مشاريع التوسع الأجنبي، تم إيقافه منذ سقوط حكومة أفغانستان السابقة وحتى الآن، وليس لديها أي خطة لأنشطة متطورة.

ويعد قاري صلاح الدين أيوبي أحد قادة طالبان المشهورين. وفي بداية عودة طالبان إلى السلطة، كان يعتبر أحد بضعة قادة أساسيين في طالبان حيث كان قائدا لجزء من محاربي الحركة.

وسعى المكون الأوزبك في طالبان لأن يصبح قاري صلاح الدين وزيرا للدفاع، لكن بعد شهور من الانتظار، وفي أوائل فبراير 2022 تم تعيبنه كنائب لقائد فيلق تندر 203 في مقاطعة بكتيا شرقي البلاد.

هدف الاستبعاد

وذكرت الصحيفة أنه غير محدد حتى الآن هل قبل مولوي عطاالله عمري وقاري صلاح الدين أيوبي منصبيهما الجديدين أم أنهما سيعصيان أمر زعيم طالبان؟

ويبدو أن الهدف الأول لطالبان من هذا التصرف هو الوقاية من نفوذ القادة الأوزبك الأعضاء في الحركة.

وأثبتت حكومات البضعة عقود الماضية في أفغانستان أن سلطة القادة الأوزبك تتسبب في العديد من المشاكل في شمال الحكومة المركزية.

وبأخذ هذا الأمر في عين الاعتبار، تسعى طالبان إلى التقدم في الحصول على السلطة، ومن ثم الحيلولة دون ظهور تهديدات في الشهور المقبلة عن طريق تعيين قادة رئيسين في شبكة حقاني في الشمال.

وتوضح التعيينات الجديدة في رتب طالبان عمق عدم ثقة قيادة طالبان في الأوزبك.

وتم استبعاد الأوزبك عن المناصب العسكرية الأولى، وإبعادهم عن شمال أفغانستان مقر سلطتهم ونفوذهم القومي.

وهذا الإجراء من قبل قيادة طالبان دليل على عدم ثقتهم في غير البشتون (المكون الرئيسي للحركة)، كما يوضح رعبهم الأعظم من التهديدات في شمال أفغانستان.