حكم بإعدام طفل.. هكذا يواصل ابن سلمان انتهاكاته بحق أبناء قبيلة الحويطات
بعدما بح صوت أمه من مناشدة الجهات السعودية المعنية، من أصغر سلطة في المملكة إلى أكبرها، قضت محكمة تبوك الجزائية في 2 مارس/آذار 2022 بالإعدام "قصاصا" للمرة الثانية على المعتقل عبد الله الحويطي، الذي اعتُقل وهو قاصر.
الأم التي لم تكل من إطلاق حملات إنقاذ نجلها واحدة تلو الأخرى، طالبت عبر حسابها بتويتر الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، عقب إصدار الحكم بالتدخل الفوري، لإنقاذهم من الظلم الذي نال ابنها الحدث عبدالله، على قضية لا يعلم عنها شيئا.
وتعود حيثيات القضية، إلى اقتحام سارق في مايو/ آيار 2017، محل مجوهرات في مدينة ضباء السعودية، متنكرا بزي امرأة، وحطم زجاج المحل، وأطلق النار على اثنين من الموظفين وأصابهما بجروح، وسرق مجوهرات بقيمة 200 ألف دولار.
وأطلق اللص أثناء هروبه النار على ضابط شرطة مما أدى إلى وفاته؛ وألقت قوات الأمن القبض على عبدالله الحويطي حين كان عمره 14 عاما، واتهمته بالسرقة والقتل؛ رغم تأكيده تعرضه للتعذيب الشديد بهدف انتزاع اعترافات منه.
وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أصدرت المحكمة الجزائية بمنطقة تبوك حكما بقتل الحويطي حدا، بتهمة السطو المسلح على محل المجوهرات وقتل عسكري، وأُدين خمسة آخرون معه بالتورط في نفس الجريمة.
غير أن المحكمة السعودية العليا ألغت الحكم في 2021، لتعاد من جديد محاكمة الحويطي أمام محكمة تبوك بموجب "القصاص"، ولم يتبين على الفور إن كان الحكم الجديد نهائيا أم قابلا للطعن.
وطالبت والدة الحويطي بنقل القضية بكامل مجرياتها إلى الرياض والتحقيق فيها وفي ملابساتها حتى يظهر الحق وفساد المحققين والقضاة بتبوك، مؤكدة أن "فساد تبوك لا يريد أن يفضح نفسه لأن براءة عبدالله تشكل عليهم خطرا كبيرا وتكشف تزويرهم وتلاعبهم بالقضية".
ويأتي الحكم، رغم ما أعلنته السعودية من تغييرات قانونية لمعالجة المخاوف الدولية من استخدام السلطة لعقوبة الإعدام كإجراء استبدادي؛ وذلك ضمن حملة إصلاحات مزعومة أطلقها ابن سلمان، ويؤكد مراقبون أنها لمغازلة المجتمع الدولي.
وبحسب تأكيدات منظمات حقوقية، فإن الحكم بحق عبد الله جاء بناء على أقوال منتزعة تحت التعذيب، وتنتهك اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها المملكة عام 1996، ويخالف قانون نظام الأحداث المحلي الذي ينص صراحة على منع إصدار أحكام الإعدام بحق الأطفال.
وأطلق ناشطون على تويتر حملة لإنقاذ الحويطي، واستنكروا خلالها الحكم الصادر بحقه، واتهموا القضاء في تبوك بالفساد والمحسوبية وحماية القاتل الحقيقي والتستر عليه، معربين عن تضامنهم مع الحويطي ووالدته وطالبوا بوقف إعدامه وضمان محاكمة جديدة عادلة له.
واتهموا في تغريداتهم على وسم #حدث_تبوك_يحاكم_ظلم، و#عبد_الله_الحويطي، السلطات السعودية بمخالفة المعاهدات والمواثيق الدولية وانتهاك القانون وتجاهل الأدلة والوثائق التي تثبت أن الحويطي لم يكن موجودا في مكان الحادث.
وأكد ناشطون أن الحكومة السعودية غير جادة في ترجمة وعودها بإجراء إصلاحات في ملف الإعدامات، ساخرين من حديث محسوبين على السلطة عن نزاهة القضاء السعودي وعدالة السلطة الحاكمة.
وكان جهاز أمن الدولة السعودي قد أعلن في 15 أبريل/نيسان 2020، مقتل المواطن عبدالرحيم الحويطي، في قرية الخريبة بمحافظة تبوك، وقال إنه مطلوب للجهات الأمنية.
جاء ذلك رغم تناقل حسابات سعودية على تويتر، خبر مقتل الحويطي منذ 13 أبريل/نيسان، لرفضه إخلاء منزله وقريته لصالح بناء مرافق تابعة لمشروع "نيوم" السعودي.
وقبل مقتله بأيام، نشر الحويطي مقطع فيديو يرفض فيه تهجير قبيلته لصالح المشروع، الذي يعد من أبرز المشاريع التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إطار رؤيته 2030.
وكان الحويطي قد تنبأ بقتله على يد قوات الأمن، وبعد صمتها عن الحادثة لمدة يومين، أقرت وزارة الداخلية السعودية بقتله، ووصفته بأنه "مطلوب أمنيا"، وادعت أنه بادر بإطلاق النار على قوات الأمن.
فساد القضاء
والدة الحويطي كتبت سلسلة تغريدات، أكدت فيها أنها لا تعلم من هو الشخص المهم الذي يضحون بابنها من أجله، مضيفة: "إذا حكم القاضي بدون أمانة وضمير وهو يرى الظلم بعينه في القضية يكون إما مرتشيا أو تحت ضغط يمارس عليه".
#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم
— ام عبدالله الحويطي (@am_abdallah111) March 3, 2022
اذا حكم القاضي بدون امانه وبدون ضمير وهو يرا الظلم بعينه في القضيه يكون اما مرتشي وما تحت ضغط يمارس عليه #هيئة_حقوق_الانسان #وزارة_الداخلية #وزارة_العدل
وأضافت أن محكمه تبوك الجزائية تحكم بالظلم والبهتان، مشيرة إلى أن الفيديو لدى القضاء وكل قاض شاهد عبدالله وهو على الكورنيش.
وأكدت أن العميد الحربي شاهد عبدالله هو وأخوه ورفاقه في الفيديو وأن عبدالله متواجد قبل وبعد وأثناء الحادث على الكورنيش وجزم العميد الحربي بذلك وشهد بأن إحداثيات جوالاتهم لم تكن على أبراج البلد القديمة التي وقعت فيها الحادثة.
وحث مغرد آخر، الجميع على المشاركة في تصحيح مسار العدالة التي لا وجود لها في محكمة تبوك الجزائية، وإعادة محاكمة الحويطي وكشف الحقيقة للرأي العام ومحاسبة الجناة الحقوقيين، من أجل إنقاذ طفل بريء من الموت ظلماً.الفديو عندهم واكيد كل قاضي شاهد عبدالله وهو على الكرنيش
— ام عبدالله الحويطي (@am_abdallah111) March 3, 2022
لان العميد الحربي شاهد عبدالله هو واخوه ورفاقه على الفديو وان عبدالله متواجد قبل وبعد واثناء الحادثه على الكرنيش وجزم العميد الحربي بذالك وشهد بان احداثيات جوالاتهم لم تكن على ابراج البلدالقديمه التي وقعت فيها الحادثه
وأكدت المغردة عزة فساد القضاء السعودي، مستنكرة التلاعب بقضية الحويطي رغم أن كل الأدلة تثبت براءته.#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم #عبدالله_الحويطي
— ⚡فتى الجنوب الثائر⚡ (@ThayirAljanub) March 2, 2022
من أجل انقاذ طفل بريء من الموت ظلماً نرجوا من الجميع المشاركة في تصحيح مسار العداله التي لا وجود لها في محكمة تبوك الجزائية. وإعادة المحاكمة و كشفها للرأي العام ومحاسبة الجناة الحقوقيون. الجمعه ٤/مارس ٨مساء طوال أسبوع #انقذوا_عبدالله_الحويطي pic.twitter.com/5cYQJcCMJD
فيما قال الناشط حسين القحطاني، إن محكمة تبوك تريد أن تضحي بطفل بريء، من أجل حماية الجناة رغم نقض المحكمة العليا؛ مضيفا: "يريدون أن يفجعوا أماً بولدها فقط ليسلم صاحبهم أو من وراءهم، لكن أين سيذهبون من بطش القهار؟".#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم
— Azaa ���� (@Aa_Aaz10) March 2, 2022
بفهم شغله ليه كل ذا الظلم على ولد لا حول له ولا قوة وش يستفيدون من اللعب بالقضية رغم انه كل الادله تثبت برائته ؟
فعلا القضاة فىاسدين الا مارحم ربي ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"القضاة ثلاثة اثنان في النار، وواحد في الجنة"
وتهكم آخر بالقول: "محاكم ولاة الأمر المباركة لا تحكم إلا بالشفافية والملوخية".محكمة #تبوك تريد أن تضحي بطفل بريء من أجل أن ينفد الجناة بجلدهم رغم نقض المحكمة العليا؛
— حسين القحطاني (@Husain_Alq) March 2, 2022
يريدون أن يفجعوا أماً بولدها فقط ليسلم صاحبهم أو من وراءهم، لكن أين سيذهبون من بطش القهار جل في علاه؟
��شاركوا��#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم https://t.co/uy059J8GE1
#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم
— المنبطح لولاة الامر (@PNWkyc43oT7CBt6) March 3, 2022
محاكم ولاة الأمر المباركه لا تحكم الا بالشفافيه والملوخيه.وكذا يعني
دلالات الحكم
وتحدث ناشطون حقوقيون عن دلالات الحكم وذّكروا بأحكام سابقة تم فيها إعدام أطفال قصر بالمخالفة للقانون، مستنكرين التلاعب بالقوانين والقضاء.
المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان كتبت تغريدة على لسان الحويطي يقول فيها: "أنا عبدالله الحويطي اعتقلت في عمر 14 عاماً، بتهمة القتل والسرقة، وتعرضت للتعذيب القاسي، وأجبرت للتصديق على اعترافات مكتوبة".
وتابع: "رغم إثبات الكاميرات وجودي في الكورنيش وقت الجريمة، ومطالبة الأمم المتحدة إطلاق سراحي، إلا أن النيابة العامة تصر على قتلي".
صباح الخير،
— المنظمة الأوروبية السعودية ESOHR (@ESOHumanRights) March 3, 2022
أنا #عبدالله_الحويطي. اعتقلت في عمر ١٤ عاما، بتهمة القتل والسرقة، وتعرضت للتعذيب القاسي، وأجبرت للتصديق على اعترافات مكتوبة.
رغم اثبات الكاميرات وجودي في الكورنيش وقت الجريمة، ومطالبة الأمم المتحدة إطلاق سراحي، إلا أن @bip_ksa تصر على قتلي.https://t.co/BJ5FKIqG21 pic.twitter.com/KmWluKEqno
وأشار المحامي والحقوقي طه الحاجي، إلى أن السلطة السعودية ألغت حكم قتله بحد الحرابة وحكم بالقتل قصاصاً، حددوا عقوبات القاصرين في نظام الأحداث في المادة 15 ثم أضافوا استثناء في المادة 16 يسمح لهم بقتلهم.
الغوا حكم قتله بحد الحرابة وحكموه بالقتل قصاصاً، حددوا عقوبات القاصرين في نظام الاحداث في المادة ١٥ ثم اضافوا استثناء في المادة ١٦ يسمح لهم بقتلهم، سبق لهم ان قتلوا مصطفى ال درويش تعزيراً رغم صدور نظام الاحداث. https://t.co/Xz0jEalXKU
— طه الحاجي (@tahaalhajji) March 2, 2022
نائب رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عادل السعيد، رأى أن إصدار محكمة تبوك الجزائية حكما بقتل القاصر عبدالله الحويطي، يشير إلى عدم التزام السعودية بقانون الأحداث الجديد، الذي ينص على عدم جواز قتل من لم يكمل 15 سنة، وقت ارتكاب الجريمة المدان بها.
وأكد أن الحكم يتعارض أيضا مع نظام الإثبات الذي أُقِر في 28 ديسمبر/ كانون الأول 2021.
يشير إصدار محكمة تبوك الجزائية حكما بقتل القاصر عبدالله الحويطي، عدم إلتزام السعودية بقانون الأحداث الجديد، الذي ينص على عدم جواز قتل من لم يكمل ١٥ سنة، وقت إرتكاب الجريمة المدان بها. كما أن الحكم يتعارض أيضا مع نظام الأثبات الذي أُقِر في 28 ديسمبر 2021. pic.twitter.com/sKrpLvbeJF
— عادل السعيد (@AlsaeedAdil) March 2, 2022
براءة الحويطي
وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع الحويطي ووالدته متداولين روايتها عما يحدث والأدلة التي تثبت براءته، مستنكرين الصمت المطبق عن قضية الحويطي وداعين المعارضة السعودية للتحرك لحمايته ومنع تنفيذ الحكم بحقه.
سارة الغامدي لخصت القضية قائلة: "حادثة سطو مسلح على محل ذهب انتهت بقتل أحد رجال الشرطة، وحكم فيها على طفل عمره 15 سنة بالقصاص، ووالدته تنفي التهمة عن ابنها وأنه لا يعقل أن يكون من في الفيديو طفل عمره 15 سنة، وتقدم أدلة على حجة غياب الطفل وقت الحادثة".
وقال محمد القطيف: "يا ناس هذا الطفل القاصر عبدالله الحويطي بريء وكل الأدلة تقول إنه بريء من قتل العسكري براءة الذئب من دم يوسف".#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم #السعودية
— ســـارة الغــامــدي (@sarah_alghamidi) March 3, 2022
حادثة سطو مسلح على محل ذهب انتهت بقتل أحد رجال الشرطة، وحكم فيها على طفل عمره ١٥ سنة بالقصاص ووالدته تنفي التهمة عن ابنها وأنه لا يعقل أن يكون من في الفيديو طفل ذا ١٥ عام، وتقدم أدلة على حجة غياب الطفل وقت الحادثة. pic.twitter.com/26mmRQSOD5 https://t.co/4OLs6og4uc
وأضاف: "إذا نحن المعارضة لم ننجح في إنقاذ هذا الطفل فعلى المعارضة والإصلاحيين السلام".
واستنكر فارس المطيري الصمت الشعبي على الحكم الصادر بحق الحويطي، قائلا: "طبعًا الوطنجية الذين يقولون السعودي للسعودي ونحن مع السعودي ظالم أو مظلوم، لم نر ولا واحد منهم تكلم هنا لأنهم عارفين أن القضية فيها فساد من أحد آلهتهم آل سعود".ياناس هذا الطفل القاصر #عبدالله_الحويطي بريء
— Mohammmed al qatifi (@upside_down7) March 2, 2022
كل الادلة تقول انه بريء من قتل العكسري براءة الذئب من دم يوسف
واذا نحن المعارضة لم ننجح في انقاذ هذا الطفل فـ على المعارضة والاصلاحيين السلام
#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم pic.twitter.com/Yrkh5eZFxb
طبعًا الوطنجيه الي يقولون السعودي للسعودي و حنا مع السعودي ظالم او مظلوم ������
— الإعرابي فارس المطيري (@FarisRedpill) March 3, 2022
ما شفنا ولا واحد منهم تكلم هنا لأنهم عارفين ان القضيه فيها فساد من احد آلهتهم "آل سعود"
و كل الي فالحين فيه نباح على الدول العربيه و تطبيل لآلهتهم#حدث_تبوك_يحاكم_ظلم