غزو الدب الروسي لأوكرانيا.. هل يشجع التنين الصيني على ابتلاع تايوان؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية عن احتمالات تكرار سيناريو غزو "الدب الروسي" لأوكرانيا في منطقة أخرى من العالم، حيث يهدد "التنين الصيني" بالسيطرة على تايوان.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب إيفان بولوفينين إن الصين نشرت قواتها في العاصمة التايوانية "تايبيه"، وهذا ما أثار قلق السياسيين مع التنبؤ بشن حرب أخرى. 

الصين تهدد تايوان 

وفق ما ذكره الكاتب، تخشى وسائل الإعلام الغربية من تهديد الصين بإيجاد حل قوي لقضية تايوان بعد إجراء روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا.

 رفعت تايبيه بالفعل مستوى الاستعداد القتالي لقواتها بعد أن اخترقت الطائرات المقاتلة الصينية مجالها الجوي.

في الوقت نفسه، لا تستبعد وسائل الإعلام أن بكين تراقب الوضع بشأن روسيا من أجل تحديد المخاطر المحتملة للعملية في تايوان. ولكن، هل ستستطيع الصين حسم قضية تايوان بالوسائل العسكرية؟

حسب قناة "سي إن بي سي" الأميركية، تراقب السلطات التايوانية بقلق تطور الأزمة في جميع أنحاء أوكرانيا، حيث شنت روسيا عملية عسكرية خاصة في 24 فبراير/شباط.

كما صدقت موسكو واعترفت بانفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.

ولا تستبعد تايبيه أن تستغل الصين الوضع الحالي وتشن هجوما على الجزيرة التي تعتبرها جزءا من أراضيها. 

وأضاف الكاتب أن تايوان قررت زيادة مستوى الاستعداد القتالي لقواتها. وبحسب قناة "فوكس نيوز" الأميركية، فإن الطائرات التايوانية تستجيب بانتظام لحوادث محتملة من خلال مراقبة تصرفات الطيران الصيني.

 في الوقت نفسه، فإن السلطات الأميركية على علم بذلك وتشعر بالقلق إزاء الاستفزازات الصينية ضد تايوان. 

وقد صرحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بالفعل أن مثل هذه التحركات من قبل بكين تزعزع استقرار الوضع وتقوض السلام في المنطقة. 

لكن الصين لا تشاطر واشنطن مخاوفها، وتطالبها بوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدولة.

علاوة على ذلك، أكد "هوا تشون ينغ"  الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الصينية أن قضية تايوان يجب ألا ترتبط بالأزمة حول أوكرانيا.

وحسب الكاتب، تعتبر قضية تايبيه من أكثر القضايا إيلاما لبكين. على الرغم من التزام معظم دول العالم بـ"سياسة الصين الواحدة" ، فإن تايوان ، أصبحت بحكم الواقع دولة مستقلة منذ نهاية الحرب في عام 1949. 

ولكن بالنسبة لبكين فإن تايوان جزءا لا يتجزأ من الصين. وأعرب قبل ذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن السلطات الصينية قد تعتبر الأزمة حول أوكرانيا إشارة للعمل. 

ووضح توقعاته حتى قبل بدء العملية الروسية بعد اعتراف موسكو باستقلال ما تسمى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في 21 فبراير.

ووفق ما ذكره الخبراء في مقابلة مع صحيفة غازيتا دوت رو الروسية، فمن غير المرجح في ظل الظروف الحالية أن تحاول الصين استخدام القوة لحل المشكلة. 

وهكذا، يشير "أندري كارنيف" رئيس جامعة البحوث الوطنية للدراسات الشرقية في روسيا إلى أنه أخيرا قال عدد من المسؤولين التايوانيين إنه إذا كانت الصين ليست مستعدة الآن فإنها في غضون 10 سنوات ستكون قادرة على ضم الجزيرة بالوسائل العسكرية وذلك حسب حالة قواتها العسكرية.

القوة والاقتصاد

وعلق الكاتب أن هذا السيناريو القوي يحمل الكثير من المخاطر بالنسبة للصين.  

وبالفعل في ظل الظروف الحالية من غير المحتمل أن يحدث هذا السيناريو خاصة لأنه لا يوجد تفوق واضح للقوات الصينية. 

ففي العقود الأخيرة، أظهرت بكين أنها حذرة للغاية في حساب جميع خطواتها. 

وأضاف "أندري كارنيف" أنه في الوقت نفسه، من المحتمل أن ضباط الأركان يخططون لبعض السيناريوهات للعمليات المسلحة في مضيق تايوان. 

وأردف: "حتى الآن، إذا قارنا بين الولايات المتحدة والصين، فلا يمكننا القول إن بكين هي الأقوى، حيث لا يزال الجانب الأميركي في المركز الأول من حيث الإمكانات الاقتصادية والعسكرية".

لذلك، من المهم أن تخفض بكين مستوى التوتر، الأمر الذي من شأنه أن يصب في مصلحة الصين، التي تأمل أن تحافظ على وتيرة نموها الاقتصادي، وفق تقديره.

وبين أن هذا سيسمح للصين بتحقيق هدفها وهو أن تصبح أول اقتصاد في العالم.

يتفق "ميخائيل كاربوف" عالم سينولوجيا ومؤلف منشورات علمية عن الاقتصاد الصيني، مع هذا جزئيا، حيث قال إن الصين في الوقت الحالي لن تغلق القضية مع تايوان بالقوة.

وتابع: "بكين تلعب لعبة معقدة حيث تحاول أن تحصل على الدعم من العديد من الكراسي الأميركية والروسية".

في هذه الحالة، من المرجح أن تدعم الصين الولايات المتحدة، حيث إن روسيا بالنسبة لبكين هي مثل البالون الاختباري ، فهي تراقب ما سيحدث.

 وصرحت بكين بالفعل أنها لا تريد أن ترى نفس الوضع الذي يتكشف حاليا في أوكرانيا. ولخص الخبير قوله: "من غير المحتمل أن تكون هناك الآن إمكانية لحل قضية تايوان بالوسائل العسكرية". 

وعلق الكاتب أنه في الوقت الذي يركز فيه الإعلام الغربي على قضية تايوان، فإن المناقشة المتعلقة بالإجراءات المحتملة لبكين تحت عنوان "أحداث تتعلق بالعملية الروسية في أوكرانيا". 

في الواقع، قد يعتمد احتمال السيناريو العسكري على كيفية رد فعل الغرب على تصرفات روسيا. 

ولم يستبعد "هينو كلينك" نائب مساعد رئيس البنتاغون السابق أن الصين تراقب الوضع بشدة من أجل الحصول على مزيد من المعلومات حول احتمالية حدوث مخاطر.

وحسب "أندري كارنيف" رئيس جامعة البحوث الوطنية للدراسات الشرقية في روسيا، فإن الصين تراقب عن كثب تطور الوضع في أوروبا. 

مع ذلك، وفق قوله، فإن غزوا محتملا لتايوان لا يمكن أن يعادل عملية روسيا في أوكرانيا.

وأضاف "آندري" قائلا: "هناك عنصر أميركي في قضية تايوان والذي لم يذكر أبدا وهو أن واشنطن لن تدافع عن تايبيه".

فقد صرحت واشنطن عدة مرات فيما يتعلق بأوكرانيا أنها لن تقاتل الروس، أما بشأن تايوان فهناك حالة من عدم اليقين الإستراتيجي. 

فإذا أرادت الولايات المتحدة ذلك، فسوف يتدخلون ويشنون نوعا من العمليات العسكرية لحماية تايبيه. 

ولكن من الواضح أن تايوان لن تكون قادرة على الصمود بمفردها إلا لفترة قصيرة، وفق تقديره.

 بالإضافة إلى ذلك، هناك حليف للولايات المتحدة وهو اليابان، والتي بدأت في السنوات الأخيرة في اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن تايوان.