تنشر التفاهات وتهمل "فساد السلطات".. انتقادات واسعة لوسائل الإعلام المغربية

12

طباعة

مشاركة

تبرأ ناشطون مغاربة من إعلام بلادهم، واتهموه بتبني قضايا تافهة والابتعاد عن القضايا التي تمس المواطن المغربي وحقوقه.

ووفق قولهم، يغيب عن الإعلام المغربي القضايا المتعلقة بفساد السلطة والاتجار بالبشر وفساد الهيئات القضائية وغيرها من القضايا التي تمس المواطن بالدرجة الأولى.

واستنكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #الإعلام_المغربي_لا_يمثلني غياب إعلامهم عن الأحداث والقضايا المؤثرة في سياسة بلادهم وتركيز اهتمامه على الأفلام والشواذ جنسيا وتغطية المهرجانات حتى غير ذات الصلة بالمغرب من قريب أو بعيد.

وناشدوا المسؤولين عن الإعلام في بلادهم ليكونوا جزءا من توعية الشعب وتثقيفه والابتعاد عن سياسة قمع وتخوف الشعب وتحريف الأخبار أو تجاهلها أو بثها وفق توجهات الحكومة، منددين بسيطرة السلطة على وسائل الإعلام وتوجيهها.

ونددوا بغياب الاستقلالية المهنية عن وسائل الإعلام وقمع السلطة حرية الرأي والتعبير وتكميم الأفواه، وتضخيم الأحداث غير المؤثرة ونشر برامج الرقص والغناء والضحك والسهرات والمسلسلات، واستخدم أساليب غير قانونية لاحتجاز وملاحقة الناشطين والصحفيين والتشهير بهم.

ولفت ناشطون إلى ضعف المحتوى الذي يقدمه الإعلام المغربي للجمهور والذي وصل حد الإفلاس من جانب، وفقدانه المصداقية من جانب آخر، منتقدين احتكار الدولة للقطاع الإعلامي السمعي والبصري وغياب الرسالة الإعلامية والإساءة للعمل الإعلامي والصحفي.

حماية أخنوش

ومنذ تعيين حكومة عزيز أخنوش في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، اختفت بشكل واضح المقالات والأخبار المنتقدة للعمل الحكومي من مختلف وسائل الإعلام في المغرب، على عكس ما كان سائدا خلال ولاية حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي التي استمرت 10 سنوات.

وخلص مراقبون، في تقرير سابق لـ"الاستقلال"، إلى أن المقاربة الإعلامية في تغطية الشأن السياسي، بدت واضحة للعيان أنها تختلف إزاء حكومة أخنوش، التي يكاد تغيب الانتقادات الموجهة لها، مقابل "ضخ احتفائي" لأي مشاريع أو برامج لها، رغم أنها ما تزال على الورق.

سبق أن قال الكاتب المغربي هشام عميري، في مقال له بعنوان "الإعلام المغربي ولعنة الشارع" إن الأخير لم تعد تثيره المواضيع السياسية والثقافية الساخنة ولا حتى احترام الأذواق.

واستنكر أن الإعلام المغربي أصبحت تثيره مواضيع "السخافة" وكشف عورات الأسر المغربية، متعجبا ممن يدعي أنه صحفي ويرفع شعار "الصحافة ليست جريمة"، ويرتكب أفظع الجرائم وأبشعها في حق عقل الشارع المغربي.

مؤسسة مراسلون بلا حدود في تقريرها 2021 حول حرية الصحافة، صنفت المغرب ضمن قائمة البلدان ذات الـ”وضعية الصعبة” من حيث حرية الإعلام، مشيرة إلى تدنى موقع المملكة ضمن الترتيب العام وفق المؤسسة ذاتها.

وأشارت إلى تراجع المملكة بثلاث مراتب لتقبع في الرتبة 136 من أصل 180 دولة يشملها التصنيف، قائلة إن وسائل الإعلام المغربية لا تزال تتعرض لمتاعب قضائية، بالإضافة إلى استمرار المحاكمات التي تنال شخصيات إعلامية، مسجلة ملاحقة صحفيين بتهم جنسية.

حال الإعلام

وتبرأ ناشطون مغاربة من إعلام بلادهم، فيما أعرب آخرون عن ثقتهم في قدرته أن يكون ممثلا للشعب، وحث البعض الشعب المغربي على أن ينتفض لتغيير الإعلام.

واستنكرت المغردة صباح، أن الإعلام المغربي في جهة والمجتمع في جهة أخرى ووزارة الإعلام في الجهة المقابلة، متسائلة: "ماذا ينقصنا لنمتلك إعلاما هادفا في مستوى التحديات، إعلام لنشر الوعي بين المجتمع وليس العكس؟"

وأكد أحد المغردين أن الإعلام المغربي لديه من الإمكانيات البشرية والمادية واللوجستية ما تجعل منه قطبا رائدا وصورة مشرفة لدولة عريقة بحجم المغرب، لكن الواقع عكس ما نتمناه، معربا عن طموحه في الوصول لإعلام هادف يرسخ قيم المواطنة والوعي ويساهم في ثورة ثقافية وعلمية ويساير طموحات المملكة.

وقال بهاء حافظ: "التغيير لا يأتي إلا منا، نحن من نجعلهم في الواجهة، نحن من نؤدي ثمن الجهل والرداءة التي ينشرها الإعلام المغربي، ساهموا في طريقة تغييره وفي نشر العلم والمعرفة والقضاء على التفاهة الإعلامية، طريقة سهلة جدا: لا تفاعل لا مشاهدة".

وأكدت ندى فريبي، أن هناك مطالب بانفتاح الإعلام المغربي وجعله أكثر تطورا، لأن إعلامنا لا يمثلنا ولا يعبر عن طموحاتنا وتطلعاتنا كمغاربة.

دعوة للمسؤولين

وطالب ناشطون المسؤولين بإعطاء أهمية لعلاج مشاكل الإعلام والعمل على استقلاليته وتحسين أدائه ليكون ناقلا واقعيا للأزمات التي يعيشها الشعب.

ووجهت سرابي مراقوا، رسالة إلى المسؤولين عن الإعلام السمعي والبصري في المغرب في العصر الحالي، قائلة إن الاعلام سلاح ذو حدين يمكنه أن يرفع الأوطان أو أن يجرها للفتن.

ووجه ناشط آخر، نداء إلى الساهرين على الإعلام المغربي، قائلا: "من فضلكم كفانا نشر التفاهات والمسلسلات التركية".

وأردف: "نريد إعلاما هادفا، الشعب في حاجة إلى برامج ثقافية وعلمية وتربوية وتوعوية"، مستنكرا مساهمة الإعلام في تفشي الجهل بين الشعب.

وتساءل تميم عبد القادر: " ألا يستحق المغرب إعلاما يساهم في تطوير المجتمع؟".