رغم ثباتها على مواقفها.. موقع إيراني: مستقبل الكويت السياسي على صفيح ساخن

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

توقع موقع "إيران الدبلوماسي" أن تشهد التوجهات الكويتية السياسية، تغيرات مستقبلية، على خلفية عدة أسباب، في مقدمتها التنافس الحاد بين التيارين الجابري والسالمي بالأسرة الحاكمة، والعلاقات مع السعودية والإمارات.

وأوضح الموقع في مقال للكاتب محمد ناصحي، الخبير بالشؤون السياسية والاقتصادية لغرب آسيا وشمال إفريقيا، أن ما يزيد الوضع تأزما أن الأمير الحالي نواف الأحمد الجابر الصباح، كبير في السن ويعاني من أمراض خطيرة، وفق بيانات غير رسمية.

انتقال السلطة

وذكر الموقع الإيراني أنه في الكويت مثل سائر مشيخات دول الخليج العربي، هناك تقاليد عائلية مقبولة يتم انعقادها لانتقال السلطة.

ووفقا للدستور، حاكم الكويت يجب أن يكون من ذرية "الشيخ مبارك بن صباح آل صباح" الملقب بـ "الشيخ مبارك الكبير" المؤسس وحاكم الكويت في الفترة بين 1896 إلى 1915.

وبعد وفاته حكم ابنه "جابر المبارك آل صباح" حتى عام 1917، وحكم بعده ابن آخر للشيخ مبارك يدعى "سالم المبارك آل صباح" حتى عام 1921.

ومنذ ذلك الوقت، تقليد الخلافة في البلاد يجري بحسب تداول السلطة بين أبناء الشيخ جابر والشيخ سالم، حيث عرفت في الثقافة السياسية للكويت بالتقليد الجابري - السالمي.

وفي 29 سبتمبر/ أيلول 2020، أعلنت وفاة الأمير السادس عشر للبلاد، الشيخ صباح  وبداية عهد الشيخ نواف البالغ من العمر 85 عاما.

وأشار الموقع أنه مع  أخذ كبر سن الشيخ نواف في عين الاعتبار، وكذلك انتشار أخبار غير رسمية بخصوص مرضه بالسرطان، يتضح أن هذه الدولة ستشهد انتقالا للسلطة في السنوات القادمة مرة أخرى.

وللسبب نفسه اشتد التنافس بين المسؤولين حول مستقبل الكويت السياسي في فترة ما بعد نواف، ويعود أصل هذه النزاعات إلى التنافس على تعيين ولي عهد الشيخ صباح.

تنافس حاد

وأوضح الموقع الإيراني أنه بموت الشيخ صباح، اشتعل التنافس في العائلة على الإمارة، وتتبعت الشخصيات والتيارات السياسية القوية في البلاط الكويتي كيفية التأثير على مستقبل السلطة.

وسعى فصيل "آل سالم" حينذاك إلى التباحث حول موضوع الخلافة كثيرا لكي يحتفظوا بهذا المنصب لأنفسهم.

وكانت الشخصيات القوية التابعة لهذا التيار تشمل: "الشيخ محمد صباح السالم آل صباح" المولود عام 1955، و"الشيخ علي عبدالله السالم آل صباح" المولود في 1946، وكذلك "الشيخ أحمد صباح السالم آل صباح".

وبالإضافة إلى فصيل آل سالم، كانت هناك جزء من الاختيارات المحتملة للخلافة يجب أخذه في عين الاعتبار من فصيل آل جابر وهو الشيخ نواف المولود عام 1937، و"الشيخ مشعل الأحمد آل صباح" المولود عام 1940.

وإلى جانب الأفراد سالفة الذكر، كان أيضا "الشيخ ناصر صباح آل صباح" أيضا جزءا من الاختيارات المحتملة لخلافة أبيه الشيخ صباح.

والأخير كان أيضا صهر "الشيخ صلاح السالم آل صباح" حاكم الكويت في الفترة بين 1965 إلى 1977، وكان يعتبر نقطة الاتصال بين الفرعين الجابري والسالمي، لكن وفاته في 2020، تسببت في خروجه من عجلة المنافسة.

وعلى الرغم من أن الأوضاع السياسية في الكويت أدت إلى وصول الشيخ نواف إلى الحكم في النهاية، لكن لم تنته أزمة الخلافة، بل وصل الأمر إلى الاختلاف على تعيين ولي العهد التالي أو خليفة الشيخ نواف، ومن ثم صارت المنافسة في المرحلة التالية مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر.

والشيخ مشعل هو شقيق الأمير الحالي الشيخ نواف والسابق الشيخ صباح، وتولى رئاسة جهاز "أمن الدولة" عام 1980، وفي عام 2004، تم تنصيبه نائبا لرئيس الحرس الوطني الكويتي، وظل في هذا المنصب طوال السبعة عشر عاما الأخيرة.

وأشار  إلى أن الشيخ مشعل يعد ضمن الشخصيات الأمنية الكويتية، وعلى الرغم من خبرته الطويلة في المجالات العسكرية؛ إلا أنه يفتقر إلى موقف سياسي واضح. وهذا أمر مهم، يعد بمثابة نقطة ضعف للحصول على منصب أمير.

ويربط مشعل تعاون وثيق بالسعودية والولايات المتحدة، التي تعد ثكناتها في الكويت إحدى أكبر المعسكرات الأميركية في الخليج؛ حيث يوجد فيها ما يزيد على 9 آلاف جندي أميركي.

والشيخ مشعل أحد أكثر المتصلين بالبنتاغون الرئيسين في المستويات العليا لحكم الكويت لكي يحل ويفصل في المسائل المتعلقة بهذه القاعدة العسكرية.

صفيح ساخن

ووفقا لهذا، اعتبر الموقع الإيراني أن مشعل يتمتع بدعم من الرياض وواشنطن، ما ساهم في حصوله على ولاية العهد، غير أن عدم اتخاذه لموقف سياسي رسمي، تسبب في امتلاكه لعدد قليل من الداعمين داخل الكويت.

ومن المسلم به أن السياسة الخارجية للكويت في فترة حكم الشيخ نواف لم تختلف كثيرا مع فترة الأمير السابق. وبناء على ذلك لا يجب انتظار التغيير والتحولات الخاصة في هيكل السياسة الخارجية على المدى القصير أو المتوسط.

ورد الكويت الصريح ضد تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني والتأكيد على استمرار أسلوب وساطة أمير الكويت الراحل في حل أزمة مجلس التعاون، نموذج على استمرار سياسة الأمير السابق من طرف الشيخ نواف.

وعلى هذا الحال فمن الممكن أن عدة عوامل تعمل على تغيير النهج المستقبلي لسياسة الكويت الخارجية.

وأهمها، كبر سن الشيخ نواف، والمشكلات الاقتصادية للدولة، والفجوات السياسية الداخلية بين قوة النخبة التي تتضمن التنافس بين الفصيلين السالمي والفصيل الجابري.

إضافة إلى توجه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد تجاه الإمارات والسعودية.

وأكد الموقع أن زيادة الانسجام بين سياسات الكويت في المنطقة مع المسؤولين المغامرين كالسعودية والإمارات، وقلة الحد من انضباط الكيان الصهيوني في الخليج يمكن أن ينتج عنه تغيير وتحول في السياسة الخارجية لزعماء الكويت.

وهذه المسألة يمكنها أن تقحم موقف الشيعة في خطر، وهم بحسب إحصائيات  غير رسمية يشكلون 30 بالمئة من سكان البلاد، فضلا عن تيار الإخوان المسلمين في الكويت.