نصرة للشيخ جراح.. دعوات لإسقاط سلطة عباس "المتواطئة" والانتفاض ضد الاحتلال

12

طباعة

مشاركة

يتواصل عدوان المستوطنين الإسرائيليين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس على المرابطين في منازلهم لتهجيرهم قسريا منها وسط حراسة من شرطة الاحتلال الصهيوني، بعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة 31 فلسطينيا واعتقال 12 آخرين.

وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ظهر 13 فبراير/ شباط 2022، من قمعها لأهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم، تزامنا مع اعتداءات المستوطنين ضدهم المستمرة منذ أيام.

وفي حين تصدى الأهالي للمستوطنين اعتدت قوات الاحتلال عليهم بقنابل الغاز من مسافة قريبة ما تسبب في حالات اختناق بدلا من اعتقال المستوطنين المعتدين على الأهالي بقيادة عضو الكنيست الإسرائيلي​ اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير.

وعاد بن غفير إلى خيمة سبق ونصبها في حي الشيخ جراح، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف بالمدينة، قبل أيام قليلة من اشتعال التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في مايو/آيار 2021.

وموجة التصعيد الحالية الأشد غطرسة أثارت غضب الناشطين على تويتر، ودفعتهم لاتهام السلطة الفلسطينية بالخيانة والتماهي مع الكيان عبر التنسيق الأمني معه.

وأعرب ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الشيخ_جراح، و#انقذوا_الشيخ_جراح، وغيرها عن تضامنهم مع أهالي الحي، موجهين التحية والثناء لهم على صمودها وثباتهم وتمسكهم بأرضهم.

وأثنى ناشطون على موقف حركة حماس التي وصفت التصعيد الإسرائيلي بأنه لعب بالنار، محذرة على لسان المتحدث باسمها محمد حمادة، من تداعيات الهجوم التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك. 

وأكد ناشطون أن تصعيد المقاومة بكل أشكالها أبلغ رد على جرائم العدو ومستوطنيه، لأن من أمِن العقوبة أساء الأدب، وهذا ما يحدث في ظل السلطة الفلسطينية القائمة التي يعلم الاحتلال أنه لا رادع "أمنيا أو عسكريا" يعرقل جرائمها في القدس.

واستنكر ناشطون تجاهل الأنظمة العربية والخليجية وإمعانها في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتجاهلها لعربدة المستوطنين في الشيخ جراح وسط حماية قوات الاحتلال واستفزازات أعضاء الكنيست، مؤكدين أن تحرير القدس يستوجب إسقاط السلطة الفلسطينية والأنظمة المطبعة. 

سلطة رخيصة

وصب ناشطون غضبهم على السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس، مستنكرين استمرار تنسيقها الأمني مع الكيان المحتل رغم كل الجرائم التي يرتكبها بحق أهالي الشيخ جراح.

وتساءل الكاتب السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة: لماذا سيتراجع هؤلاء، وفي رام الله "عصابة توفّر لهم أرخص احتلال في التاريخ"؛ بحسب تعبير زعيمها، ثم تخطب كأنها سيدة الثورة؟!

ورأى المحامي محمد أبو ريا أن "لا قيمة وطنية لسلطة عباس التي تجاهلت الاشتباكات في الشيخ جراح بالقدس وبلدة السيلة الحارثية في الضفة ويقتصر دورها على خدمة الاحتلال مقابل العلف". وأكدت هدى صوالحة أن السلطة الفلسطينية لن تسمح ببروز مقاومة ضد الاحتلال وستضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ على الاشتباك مع الاحتلال والإخلال بالتنسيق الأمني المعني باستباحة دماء كل من يقف ضد الاستيطان. كما برزت تغريدات أعضاء حركة حماس ودعمهم لأهالي الشيخ جراح، فيما أثنى ناشطون على موقف الحركة التي أكدت أن تصعيد المقاومة بأشكالها كافة سيكون الرد العملي على الاحتلال ومستوطنيه.

وكانت الحركة قد أشارت إلى أن تصاعد العدوان وتشريد العائلات من منازلها في حي الشيخ جراح والنقب، سيكون وقودا لثورة الشعب في أماكن وجوده كافة.

عضو دائرة العلاقات الوطنية بالخارج في حركة حماس زياد حسن، قال إن الاعتداءات الصهيونية بجيش حربها وقطعان مستوطنيها على أصحاب الأرض في القدس وحي الشيخ جراح تحدٍ واضح للأمة جمعاء.

وأضاف أن "المطلوب اليوم وقفة جادة من السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية إلى جانب الدول العربية والإسلامية للجم العدو عن غطرسته واعتداءاته".

 وأكد عبدالله الجالودي أن تمكين المقاومة ومنحها الانطلاق بكامل قوتها يحتاج إزالة العائق الأكبر المتمثل في ذراع الصهاينة في الضفة “السلطة الفلسطينية".

 اقتلاع السلطة

وحث ناشطون على استمرار المقاومة والتصدي للاحتلال واستخدام كل الوسائل الممكنة لردعه وإثنائه عن أفعاله الإجرامية، والثورة على السلطة الفلسطينية والاحتلال معا، مستنكرين تطبيع الأنظمة العربية والخليجية مع الكيان المحتل وتجاهلهم لمعاناة الشعب الفلسطيني.

وندد إياد قنوع بممارسة الكيان الإسرائيلي حرب تطهير ضد الفلسطينيين وسط صمت السلطة والأنظمة العربية، وترك الشعب يواجه مصيره وحده.

 وتساءل الإعلامي مصطفى الزوغي: أين النظام الإماراتي عراب التطبيع وأنظمة السعودية والبحرين والمغرب عما يقوم به الكيان الصهيوني العنصري الغاصب من إرهاب وأجرام وتهجير في حق أهلنا الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشريف؟!

وأكد أن المقاومة المسلحة تظل هي الحل الوحيد لردع العدو وتحرير فلسطين.

 ورأت المغردة عواطف، أن الحل لموضوع حي الشيخ جراح والأماكن الأخرى التي يسلب المواطنين الفلسطينيين بيوتهم بالقوة هو الانتفاضة على السلطة الفلسطينية لأن أكثر شيء يربك الاحتلال أن تكون فلسطين خالية من سلطة تنسق معها وتحميها.  وشددت أمل زروق أن تحرير "فلسطين المحتلة والقدس الشريف" من "المحتلين والغاصبين"، يبدأ عندما تحرر "الشعوب العربية" نفسها من "الانظمة" العميلة القمعية الفاسدة.

 ودعا الباحث راجي الهمص إلى تفعيل كل أدوات المقاومة في الشيخ جراح ومحيطه ضد قطعان المستوطنين، لأن ذلك هو صاعق تفجير الجغرافيا الفلسطينية في وجه المحتل

وأكد أن تعاضد الجبهات بداية من القدس يجلب قهرا للعدو وانكسارا لعنجهيته.

 تحية للصمود

وبالتوازي مع التنديد والاستياء من ضعف موقف السلطة الفلسطينية، وجه ناشطون التحية لصمود أهالي الشيخ جراح وتصديهم لتصعيد الاحتلال الإسرائيلي وتمسكهم بأرضهم وحقهم ومقاومتهم للاحتلال.

وكتب الناشط معتز أبو ريدة أن ما يجرى في الشيخ جراح ملحمة صمود وتصد تثبت أن الفلسطيني جدير بالموقع الإلهي الذي تموضع فيه في مقابل أعداء الإنسانية.

وأضاف أن ثغر القدس هو جبهة الأمة الأولى وبإذن الله ومع عدمية الدعم والانحياز لأهل القدس ستبقى الراية الفلسطينية خفاقة فوق قباب القدس وكنائسها.

 ووجه محمد عماد السلطان تحية قدسية للقدس المباركة لأهالي حي الشيخ جراح المرابطين، لجنين الثورة التي تغلي فداء للشهداء والأقصى، ولغزة ملبية نداء القدس بسيفها البتار.  كما وجه المغرد أبو العباس، تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني الصامد والمرابط والمقاوم في القدس والشيخ جراح والذي يقاوم كل هذه المخططات وحده دون أي دعم.  فيما أعرب الإعلامي أحمد دلول عن فخره واعتزازه بصمود وثبات أهالي الشيخ جراح بهذا الشكل في وجه لصوص الأرض من المحتلين، ومواجهة أهالي سيلة الحارثية لأولئك القراصنة، قائلا إنها "مواقف يجب أن يخلدها التاريخ بأحرف من نور".