لم تقبلها أو ترفضها.. هكذا ردت أميركا على مطالب روسيا بشأن أوكرانيا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

كشفت صحيفة "لينتا دوت رو" الروسية أن رد الولايات المتحدة على المطالب الأمنية الروسية لاستعادة العلاقات مع الغرب لم يكن إيجابيا، وخاصة فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا.

وأشارت في مقال للكاتبة "فالنتينا شفارتسمان" إلى اشتراط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" وقف الحشود العسكرية على الحدود الأوكرانية لاستمرار الحوار وبحث النقاط الخلافية ومن ثم عود العلاقات إلى طبيعتها بين الجانبين.

وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول 2021 طرحت روسيا قائمة مطالب على الغرب للتهدئة، تتضمن عدم قبول عضوية أوكرانيا بالناتو، وسحب قوات الحلف من الدول التي كانت تمثل الحدود الغربية للاتحاد السوفييتي قبل انهياره عام 1991.

وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2022، أعلن الكرملين تسلمه رد واشنطن على المطالب، مؤكدا أنها لم تأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية، مضيفا أن موسكو "لن تتسرع" في الرد.

رد الغرب

وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة والناتو سربا لصحيفة "إل باييس" الإسبانية الوثائق الدبلوماسية التي جاءت ردا على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية.

ووصلت تلك الوثائق إلى وزارة الخارجية الروسية في 26 يناير، وأكد مصدر دبلوماسي لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية صحة الوثائق التي نشرتها الصحيفة الإسبانية.

وتماشى ذلك مع توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يجري تسريب رد الغرب عاجلا أم آجلا إلى وسائل الإعلام، للضغط على موسكو.

وحسب ما جاء في الوثائق فإن الغرب يوافق على إعادة العلاقات مع موسكو، بما في ذلك مناقشة المبادرات المقترحة للضمانات الأمنية في أوروبا.

وإضافة إلى ذلك، عرضت الولايات المتحدة "اتخاذ عدد من تدابير بناء الثقة" في المجال العسكري وخصوصا إنشاء خط اتصال للطوارئ من شأنه أن يساعد في منع وقوع الحوادث في الجو والبحر.

واشترط الرد وقف "العدوان على أوكرانيا" لإجراء مزيد من الحوار، غير أنه في الوقت نفسه، تهدد الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو بنشر المزيد من القوات في أوروبا الشرقية.

وحسب القيادة الأميركية، نشرت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وينفي الجانب الروسي هذه الأرقام، وكذلك الأحاديث حول وجود خطط لغزو أوكرانيا.

وحث مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا"، على عدم ربط مفاوضات موسكو مع حلف الناتو والولايات المتحدة بـ"الهجوم على أوكرانيا"، أي أنه إذا فشلت المفاوضات فسيحدث غزو. وهذا لن يحدث.

بينما رفضت الولايات المتحدة والناتو تقديم ضمان لموسكو بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضوية الحلف في المستقبل.

وكان هذا أحد المطالب الرئيسة التي قدمتها روسيا، وبحسب الوثيقة، سيستمر حلف الناتو في دعم سياسة الأبواب المفتوحة لجميع الدول.

انفتاح أميركي

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للتباحث مع روسيا في مسألة عدم قابلية الأمن للتجزئة، التي بموجبها لا ينبغي ضمان أمن دولة على حساب أمن دولة أخرى، بعدما أكد لافروف أن واشنطن وحلفاءها تحاول إغفال هذا المبدأ.

وتدافع واشنطن عن أن هذا المبدأ هو مجرد أحد نقاط اتفاقية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المبرمة عام 2010 في أستانا (نور سلطان حاليا)، ولا يمكن تجاهل البنود المتبقية من الاتفاقية، لا سيما حق كل دولة في الانضمام إلى أي تحالف.

كما اقترحت الولايات المتحدة أيضا أن مناقشة اتفاقات جديدة لتحل محل معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية "ستارت"، التي تم تمديد صلاحيتها خمس سنوات في عام 2021.

وتقترح واشنطن اتفاقيات تشمل أنواعا جديدة من الأنظمة النووية، فضلا عن مناقشة الأسلحة النووية التكتيكية، مؤكدة أنها تتعمد منع نشر أسلحة نووية في شرق أوروبا.

وتضمن الرد الأميركي أيضا استعداد الغرب لمناقشة آلية ستمنح روسيا الفرصة للتحقق من عدم وجود صواريخ "توماهوك كروز" في قواعد الناتو في رومانيا وبولندا.

وفي الوقت نفسه، طالبت واشنطن موسكو بإجراءات مماثلة فيما يتعلق بقاعدتي صواريخ أرضيتين من اختيارها على الأراضي الروسية.

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقا عن خطورة هذه المنشآت قائلا: "يوجد قاذفات بالفعل في رومانيا وستكون قريبا في بولندا. وهناك منشآت يمكن تثبيت صواريخ الهجوم البري توماهوك عليها، أليس هذا تهديدا لنا؟".

وتشير جريدة "إل باييس" الإسبانية إلى أن هذه الصواريخ، إذا تم نشرها في قواعد الدرع الصاروخي لحلف الناتو في أوروبا الشرقية، فيمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية عند إطلاقها.

وردا على الاتهامات الغربية التي تروج لها وسائل الإعلام الأميركية بشأن نشر روسيا تشكيلات كبيرة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا لغزوها، رفضت موسكو وجود هذه الخطط، لكنها أكدت حقها الكامل في نشر قواتها على أراضيها.