خبير سياسي يمني لـ"الاستقلال": الرياض وأبوظبي وطهران تواطؤوا لخدمة الحوثي

12

طباعة

مشاركة

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة اليمنية، فيصل الحذيفي أن النظام السعودي يمول كل الثورات المضادة بالعالم العربي، ولا يريد لليمن بنظامه الجمهوري أن يستقر وينجح حتى لا تنتقل عدوى التغيير إليه.

وقال الحذيفي في حوار مع "الاستقلال"، إن انقلاب 2014 عطل المسار الثوري بتواطؤ سعوي إماراتي إيراني، ومكن مليشيا الحوثي من ابتلاع السلطة باليمن.

وأضاف أن التحالف السعودي الإماراتي متربص شرا باليمن، وأسهم بالتفتيت وتشكيل مليشيات مسلحة تتبعه تمويلا وتسليحا، وأفقد المناطق المحررة من الأمن، وجعلها في موضع صراع، ما ساهم بمنح مناطق الحوثيين أفضلية للنزوح والاستقرار.

وأشار الخبير والمحلل السياسي اليمني إلى أن احتلال الإمارات لمواقع إستراتيجية باليمن فعل طارئ مؤقت إلى حين، بسبب تفريط السلطة بالسيادة واستقلال القرار الوطني.

وشدد على أن شعار الشعب اليمني الثائر اليوم أنه لا رجعة عن استكمال التغيير حتى النهاية مهما بلغت الكلفة وطال الزمن، وقوى الثورة تقود حاليا حركة التنوير ضد النهج الطائفي والاحتكارات العصبوية والعائلية.

ونجحت ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 في اليمن بالإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفق تسوية سياسية رعتها مبادرة دول الخليج العربي، قضت بتنازل صالح عن سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي.

غير أن الحوثيين سيطروا في 2014 على أنحاء واسعة من اليمن بينها العاصمة صنعاء، عقب انقلابهم على الرئيس هادي، بتحالفهم مع صالح.

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بالتحالف السعودي الإماراتي، والحوثيين المدعومين من إيران، ما تسبب بأزمة إنسانية هي الأسوأ بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

ثورة فبراير

ماذا تمثل لكم ذكرى ثورة 11 فبراير؟

ثورة فبراير إحدى محطات التجديد الثوري الضرورية لثورتي 26 سبتمبر/ أيلول 1962، و14 أكتوبر/ تشرين الأول 1963 ضد المحتل الأجنبي.

وهي استكمال لنضال الآباء الأحرار، لتنفيذ الأهداف الكبيرة التي لم تتحقق بعد.

مع اقتراب حلول الذكرى الـ11، أين أصبحت ثورة فبراير اليوم؟ 

لا شك أنه تم تعطيل مسار الثورة منذ عام 2014 بانقلاب اشترك فيه بعض الأطراف الداخلية والخارجية، انتقاما من الثورة وعقابا للشعب اليمني.

وحين تم فرض الانقلاب والحرب على اليمنيين، التحق معظم المؤمنين بالثورة والتغيير بركب المقاومة والجيش الوطني للدفاع عن الجمهورية واستعادة الدولة المختطفة.

وستنتصر الإرادة العامة باعتبارها صاحبة الحق في تقرير مصيرها السياسي.

  ما القوة الحقيقية الفاعلة في ثورة فبراير؟

القوة الثورية الحقيقية تكمن في الشعب اليمني المتطلع إلى الحرية والتغيير بجميع مكوناته السياسية والمدنية بما في ذلك شباب الثورة.

فالجميع شكل تلك القوة الفاعلة التي أطاحت بالاستبداد، ورفضت التأبيد السياسي، ومنهج التوريث العائلي في نظام جمهوري، وحققت منجز التغيير السياسي الذي لم يكتمل بعد بسبب المؤامرات والثورة المضادة.

ما مصير تلك القوى والكيانات الثورية وفي القلب منها شباب الثورة؟

حتى اليوم هذه القوى فاعلة في صلب المقاومة والجيش الوطني والإعلام، وتقود حركة التنوير ضد النهج السلالي، والطائفي، والمناطقي، والاحتكارات العصبوية والعائلية.

كما أنها ترفض عودة اليمن إلى مجتمع ما قبل الدولة، وترفض التفريط بالنظام الجمهوري، وتخوض معارك نضالية على كل الجبهات.

محطات الثورة

ما ملامح التغيرات التي حدثت في الداخل اليمني ومحيطه الإقليمي منذ الثورة وحتى اليوم؟

أهم ملامح التغيير انفجار حالة الوعي الجمعي، وتطلع المجتمع اليمني والعربي إلى الحرية والكرامة والديمقراطية ودولة القانون، وعدم خشيته من القمع وأنظمة الاستبداد.

وساعدت وسائل الاتصال العصرية على كسر حاجز الخوف واحتكار المعلومات ووسائل الإعلام، وأطاحت برهبة المستبد أرضا من خلال الرفض العلني للاستبداد، وفضحت مساوئ الحكام المستبدين.

وشعار الشعوب الثائرة اليوم أنه لا رجعة عن استكمال التغيير حتى النهاية مهما بلغت الكلفة وطال الزمن، والنظم الاستبدادية العربية والكهنوتية والمشيخات الخليجية تدرك ذلك.

ما أهم المحطات التي مرت بها ثورة فبراير منذ اندلاعها وحتى اليوم؟

هناك منعطفان، الأول متمثل بالتغيير السلمي ونقل السلطة، والثاني هو المقاومة العسكرية للانقلاب والثورة المضادة.

هل ما زال هناك دعم لشباب الثورة حتى الآن؟

لا تزال توكل كرمان أهم رموز الثورة مع رفاقها من شباب الثورة.

ولا أعتقد أن رموز الثورة يمتلكون الأموال للقيام بالدعم سوى بما تيسر من خلال مؤسسة توكل كرمان في الجانب الإنساني والإعلامي والتعليمي والإغاثي المحدود.

لكن هناك توثب مرتقب في أي لحظة سانحة لبدء تشكيل مرحلة ثورية جديدة تعيد الجميع إلى المسار المطلوب دون ارتهان.

ما الشعارات التي رفعها الشعب اليمني في ثورة فبراير، ولو عاد الزمن بالثوار هل تعتقد أنهم سيغيرونها؟

هناك شعارات كثيرة، ومن بين المحورية منها، الدولة المدنية، والمواطنة المتساوية، والحرية، والعدالة، والدولة الاتحادية، والعدالة الانتقالية، والحفاظ على النظام الجمهوري.

ولا أعتقد أن الشعارات سينالها تغيير، فهي بمجملها تعبير عن أهداف الثورة والتغيير ولا يمكن التخلي عنها، لكن في حال تم تحقيق هذه الأهداف؛ فإن التحولات الاجتماعية العميقة ستفرض تجديدا وتطويرا للأهداف نحو أفق أرقى وأسمى.

الإعلام اليمني في الداخل والخارج ما دوره في دعم أهداف ثورة فبراير؟

إعلام الثورة يقوم بأدوار تنويرية وتنمية الوعي المجتمعي وتحصين المجتمع من أي دعوة للاستلاب والاستسلام، فضلا عن نقل الحقيقة للجمهور ومواكبة الأحداث لحظة بلحظة.

أعداء الثورة

لماذ يوجد أعداء للثورة من داخل اليمن؟

بالتأكيد كل المتضررين من الثورة شكلوا ثورة مضادة، حتى أنه تم التحالف بين المتناقضات.

فالنظام الساقط الذي ظل يحارب الحوثية الطائفية السلالية المتربصة شرا باليمن واليمنيين ونظامهم الجمهوري عقدا من الزمن تحالف معها ضد الثورة.

وهو ذاته الذي ظل يرفع شعار النظام الجمهوري والديمقراطية، لكنه انقلب ضدها.. وقد شكلت هذه التحالفات ثورة مضادة منذ انقلاب 2014 الذي عطل مسار استكمال الانتقال السياسي لتحقيق أهداف الثورة.

كيف صعد الحوثيون من ركن مغمور في محافظة منزوية ليستولوا على صنعاء؟

حدث ذلك بدعم داخلي بتحالف النظام الساقط مع الحركة الحوثية وتسليمها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، إضافة إلى دعم إقليمي، سعودي، إماراتي، إيراني.

وذلك عبر تواطؤ من الرئيس منصور هادي لتعطيل مسار التغيير، وإحداث خرق ضد الثورة لإفشالها وإعادة المجتمع اليمني إلى نقطة الصفر، أي إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962.

النظام السعودي تاريخيا لا يريد لليمن أن ينهض أبدا.. ما حقيقة ذلك؟ ولماذا برأيك؟ 

النظام السعودي نظام ملوكي مطلق، وهو أشبه بشركة احتكارية بدعم استعماري، ويؤدي دور تمويل الثورة المضادة لكل ثورات الربيع العربي، وإفساد أي تقارب عربي أو نهضة عربية.

كما أنه لا يريد لليمن بنظامه الجمهوري أن يستقر وينجح حتى لا تنتقل عدوى التغيير إليه.

إلى أين وصلت محاولات تقسيم اليمن؟ وهل ترى أنها ستنجح في تقطيع أواصر الأشقاء في شمال وجنوب البلاد؟

هم يحاولون فرض الانفصال والتمزيق، ولكن واقع الحال جنوبا وشمالا لم يحقق لهم هذه الرغبات النزقة.

فالوعي المجتمعي بهذه المخططات كان سلاحا فعالا في إفشالها، وعدم الاستجابة إليها، بل نشأت ردات فعل مناهضة للإمارات والسعودية وسلوكهما على الأرض.

التحالف السعودي الإماراتي

ما تقييمكم لدور التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن؟

هو تحالف متربص شرا باليمن، وأسهم بالتفتيت وتشكيل مليشيات مسلحة تتبع دول التحالف تمويلا وتسليحا.

وأفقد السلطة والمناطق المحررة من الأمن والنظام والاستقرار، وجعلها في موضع صراع ما ساهم بمنح مناطق الحوثيين أفضلية للنزوح والاستقرار.

إلى أين وصل الغزو الإماراتي باليمن وكيف يمكن التصدي له؟

أوصل اليمن إلى التفتيت والتمزيق وتعطيل المؤسسات والمصالح ونهب الثروات، ويتم التصدي له حاليا بفضح الأفعال وتوثيق ونشر الجرائم المرتكبة في حق الشعب اليمني.

وسيتم التصدي له لاحقا بالتحرير الفعلي في حينه.

ماذا عن الاحتلال الإماراتي لمواقع إستراتيجية في اليمن؟

هو فعل طارئ مؤقت إلى حين، بسبب ارتهان السلطة للسعودية والإمارات والتفريط بالسيادة اليمنية واستقلال القرار اليمني.

ما حقيقة الوجود الإسرائيلي في موانئ اليمن، لا سيما باب المندب وخليج عدن؟

كل الاحتمالات واردة في ظل التطبيع الإماراتي العلني مع إسرائيل, والتطبيع غير المعلن بين السعودية وإسرائيل.

عبثت دول التحالف بسيادة اليمن البحرية والبرية والجوية، وفتحت الأبواب مشرعة لأطماع معظم الأطراف الدولية ومنها إسرائيل.

 الوضع الإنساني

كيف هو الوضع الإنساني في شمال اليمن وجنوبه؟

الوضع الإنساني بئيس ومؤسف، وقد استطاع الشعب اليمني التأقلم مع أسوأ الظروف والحالات الإنسانية.

وهو قادر على الصمود والخروج من هذا النفق المظلم والانقلاب والحرب الظالمة التي فرضت عليه.

ما كلمتك للشعب اليمني، وثواره الأحرار، والحوثي، والتحالف السعودي الإماراتي، والمجتمع الدولي؟

مهما طالت الحرب، ومهما بلغت الكلفة الباهظة، سينتصر الشعب اليمني.

وأقول لدول التحالف مهما بلغتم من الوقاحة والعبث، فإن الشعب اليمني يرصد سلوككم وهو ماض نحو أهدافه الثورية والتحررية، وستنتصر العدالة حتما وسيسقط الظلم مهما طغى وتجبر .

وسيرحل الغزاة،  وسيسقط الانقلاب، وإرادة الشعب اليمني ومن خلال قواه الحية كفيلة بتحقيق الأهداف.