التحالف والحوثي يتبرآن.. غضب واسع بعد قصف سجن صعدة وقطع الإنترنت عن اليمن

12

طباعة

مشاركة

لم يثن تبرؤ التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض حربا في اليمن منذ مارس/آذار 2015، من استهداف مركز احتجاز بمحافظة صعدة، الناشطين على تويتر، من توجيه أصابع الاتهام مباشرة له، وتداول صور ولقطات صادمة توثق الدمار الجديد.

وبحسب مصادر محلية، قتل ما يقرب من ثمانين شخصا على الأقل في غارة على سجن في صعدة شمال اليمن في 21 يناير/كانون الثاني، واتهم الحوثيون طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه، غير أن التحالف نفى ذلك.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان بـ"الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية والتي استهدفت سجنا في صعدة" و"أسفرت على الأقل عن ستين قتيلا وأكثر من مئة جريح" في صفوف السجناء.

وأشار إلى أن "ضربات جوية أخرى سجلت في أماكن أخرى في اليمن وكذلك مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال"، مطالبا بـ"تحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة" في هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #التحالف_يقتل_المدنيين_في_اليمن، #التحالف_يقصف_أطفال_اليمن، اتهموا طيران التحالف بشن غارات وقصف عدد من المحافظات، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وأضرار مادية في الممتلكات الخاصة والعامة.

وهو الأمر الذي دفع التحالف لنفي استهداف سجن بصعدة التي تعد أحد معاقل مليشيا الحوثي في اليمن.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد ركن تركي المالكي، إن هذه ادعاءات تبنتها المليشيات الحوثية وهي غير صحيحة.

إلا أن الناشطين بدورهم، تداولوا صورا وفيديوهات لنتائج القصف، وأخرى لعمال الإنقاذ ينتشلون الجثث من بين الأنقاض، مستنكرين قصر إعلان التحالف عن تنفيذ عمليات تستهدف الحوثي في مأرب فقط، دون الإشارة إلى الغارات التي شنت على صنعاء والحديدة.

وفي 22 يناير، قصف التحالف تبة الإرسال التلفزيوني، بمدينة الثورة شمالي صنعاء، في الوقت الذي يعيش فيه اليمن انقطاعا تاما عن الإنترنت قبل أكثر من يوم.

واختلف ناشطون حول الجهة التي تقف وراء قطع خدمات الإنترنت، إذ حمل ناشطون التحالف المسؤولية واتهموه بحجب الصورة والكلمة والخبر من المدن والقرى اليمنية التي تتعرض للقصف والمجازر، فيما اتهم آخرون الحوثي بذلك.

وأشاروا إلى أن المدنيين وخاصة الأطفال هم أكثر ضحايا الحرب القائمة في اليمن منذ قرابة سبع سنوات.

ويأتي تصعيد التحالف، بعد أيام قليلة من إعلان مليشيا الحوثي مسؤوليتها عن هجومين على الإمارات التي تعد حليفا للسعودية أسفرا عن انفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار المدينة، قتل خلالهما 3 أشخاص وأصيب 6 آخرون.

 جرائم التحالف

وصب ناشطون غضبهم على التحالف وشبهوه بالكيان الإسرائيلي، واتهموه باستهداف المدنيين، متداولين صورا لما خلفه القصف.

محمد عماد العمور، نشر صورة لطفل يحاول أحد إسعافه، قائلا: "لا أخي المواطن العربي أينما كنت هذه ليست صورة طفل فلسطيني قتلته إسرائيل، بل طفل يمني قتلته الإمارات حيث إن صنعاء تحت القصف الآن".

وقال أبو علي الناصري: "لا يوجد فرق بين الكيان الإسرائيلي والكيان السعودي، المؤسس لهم بريطانيا، والحامي لهم أميركا، وهم من يقتل الأطفال في فلسطين وهو نفسه يقتلهم في اليمن".

وتهكم المغرد عبدالرحمن قائلا، إن مبادرة السعودية لإيجاد حل سياسي في اليمن، أسفرت عن ضربة جوية "مزعومة" على #سجن_صعدة لا تلقى آذانا صاغية واهتماما في دوائر صنع القرار في #الولايات_المتحدة، خاصة والادعاء في سياق احتواء الخطر الحوثي، بالتزامن مع تصاعد تهديدات #روسيا و #الصين للأمن القومي الأميركي.

قتلى السجن

رئيس مركز هنا عدن للدراسات أنيس منصور، أشار إلى "ارتفاع عدد شهداء #سجن_صعدة إلى أكثر 250 وعشرات الجرحى"، راجيا من المغردين وكل من فيه ذرة إنسانية عربية وإسلامية تسليط الضوء على جرائم ما أسماه "تحالف الشر".

واتهم ابن اليمن، "الإمارات ومعها السعودية بارتكاب مجزرة جديدة في سجن في محافظة صعدة خلفت أكثر من 200 شهيد وجريح على الأقل وجاري انتشال جثث الضحايا حتى هذه اللحظة".

ونشر عبدالله السلمي، صورة لجثة مكفنة، معقبا بالقول: "هذا ليس علم اليمن هذه جنازة الضمير العالمي الذي يقف عاجزا أمام جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية والإمارات بحق المدنيين في صنعاء وصعدة والحديدة وغيرها من المدن اليمنية".

جريمة جديدة

وتباينت ردود الفعل حول انقطاع خدمات الإنترنت عن اليمن، إذ حمل فريق جماعة الحوثي المسؤولية، بينما اتهم آخر التحالف بتعمد قطع الخدمة.

معظم المحافظات اليمنية تشهد انقطاعا تاما لخدمة الإنترنت، منذ فجر 21 يناير، عقب تعرض مركز الاتصالات في محافظة الحديدة غربي البلاد، لقصف جوي، قالت الحوثي إن مقاتلات التحالف نفذته؛ وباتت على إثره جميع المحافظات البالغ عددها 22 محافظة معزولة عن العالم.

الكاتب نبيل البكيري، أشار إلى أن الإنترنت هو آخر ما تبقى لليمنيين يربطهم بهذا العصر والعالم من حولهم، بعد أن حولت المليشيات الحوثية اليمن إلى سجن كبير.

وقال: "سواء ضرب التحالف الإنترنت أو أوقفته المليشيات، فهذه جريمة لا تقل بشاعة عن أي جريمة أخرى ولا تقل جرما عن إبادة جماعية بحق اليمنيين جميعا". 

الصحفي اليمني سمير النمري، لفت إلى استمرار انقطاع خدمات الإنترنت عن معظم محافظات اليمن منذ منتصف الليلة الماضية بعد قصف التحالف السعودي الإماراتي مبنى الاتصالات بالحديدة.

فيما قال الصحفي محمد الضبياني، إن قطع خدمة الإنترنت في اليمن، هو فعل حوثي آثم! "وهذه نتيجة أن يتم ترك الاتصالات بيد عصابة إرهابية همها الوحيد استخدام الاتصالات في التجسس والإثراء وتمويل حربها وعدوانها على اليمنيين".