وسط قطيعة مع حماس.. موقع أميركي يكشف أهداف زيارة وفد "فتح" للنظام السوري

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع المونيتور الأميركي أن وفدا رفيعا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، زار سوريا في 6 يناير/كانون الثاني حاملا رسالة من الرئيس محمود عباس.

تطرقت الرسالة التي وصلت لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى ضرورة إعادة القضية الفلسطينية لطاولة المفاوضات في الفترة التي تسبق القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في مارس/ آذار 2022.

ويواصل نظام الأسد تبني سياسة القطيعة تجاه حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ عام 2012 عندما قررت الأخيرة دعم الثورة السورية.

انفراج سياسي

في غضون ذلك، لا يزال الانفراج السياسي بين النظام و"فتح" مستمرا، حيث بدأ عندما أعاد الأسد فتح مكاتب الحركة في دمشق عام 2015. 

وترأس الوفد أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، وضم أعضاء اللجنة روحي فتوح وسمير الرفاعي وأحمد حلس.

وفي 9 يناير، سلم وفد فتح رسالة عباس إلى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماع في دمشق. وناقش الطرفان آليات تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. 

وأعلن الرجوب خلال مؤتمر صحفي عقده بدمشق في 10 يناير عن زيارة وشيكة لعباس إلى سوريا من شأنها أن "تمثل انفراجا حقيقيا في الوضع الفلسطيني وسط تصعيد غير مسبوق من جانب الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء القضية الفلسطينية".

وتابع: "وجود سوريا خارج الجامعة العربية وصمة عار على العرب كافة. لقد كانت دولة مؤسسة للجامعة ويجب إعادة قبولها". 

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا بسبب قمع النظام العسكري للاحتجاجات الشعبية التي دعت إلى انتقال سلمي للسلطة. 

وفي 7 يناير شارك وفد فتح في حفل إحياء الذكرى الـ57 لتأسيس الحركة كحزب سياسي والذي أقيم في مخيم اليرموك جنوب دمشق.

وقال الرجوب في كلمة ألقاها خلال الحفل إن "اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لهم أهمية مركزية داخل حركة فتح".

وأردف: "قررنا اعتماد مبدأ التوازن القائم على كفاح عناصر فتح بسوريا في تشكيل المؤتمر العام الثامن للحركة المقرر عقده في 21 مارس".

وكانت العلاقات بين فتح والنظام السوري قد قطعت منذ عام 1983، عندما دعم الأخير انشقاق بعض أعضاء الحركة عنها.

وجرى وقتها تشكيل حركة "فتح الانتفاضة" الخاصة بهم بقيادة سعيد موسى مراغة المعروف بالاسم الحركي أبو موسى. 

في ذلك الوقت، سلم النظام مكاتب فتح في سوريا إلى الحركة المشكلة حديثا. 

وبحسب نقاد، دعم النظام السوري "فتح الانتفاضة" نكاية في ياسر عرفات، الرئيس السابق للحركة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

وحرص عرفات وقتها على نقل مقر منظمة التحرير من لبنان إلى مصر، ثم تونس والجزائر، وليس دمشق، في محاولة منه لمنع التدخل السوري في حركته.

واستمر الخلاف بين الجانبين بعد أن وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو عام 1993 مع إسرائيل والتي رفضتها سوريا. 

وفي عام 2013، نأت فتح بنفسها عن المحاور السياسية المختلفة تجاه الأزمة السورية، وتحديدا "محور الاعتدال العربي" الذي يضم مصر والسعودية والإمارات، و"محور المقاومة" بما في ذلك إيران وحزب الله والنظام السوري.

 وبعد فترة وجيزة، بث النظام السوري على تلفزيونه عام 2013 احتفالات الذكرى السنوية لتأسيس فتح كحزب سياسي. 

وفي عام 2015، أعلنت دمشق إعادة فتح مكاتب الحركة في العاصمة.

القمة العربية

وبعد رحيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أعلن خطة السلام في الشرق الأوسط المعروفة بصفقة القرن، وصعود جو بايدن إلى الرئاسة وكذلك رفض الحكومة الإسرائيلية التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين، يبدو أن فتح بقيادة محمود عباس تسعى إلى مزيد من الانفتاح مع الدول العربية والخليجية. 

وتحاول فتح أن تضع القضية الفلسطينية في صدارة الأجندة العربية قبل القمة العربية المقرر عقدها في مارس بالجزائر، بعد أن رفضت الحركة المشاركة في مؤتمر المنامة بـ 25 يونيو/حزيران 2019.

وضم المؤتمر الأخير مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب والتي وعدت بتقديم 50 مليار دولار في شكل منح واستثمارات في الضفة الغربية وقطاع غزة، متجاهلة أي حل سياسي للقضية الفلسطينية. 

وفي 9 يناير، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس إن "الوفد في سوريا عقد سلسلة اجتماعات مع فصائل منظمة التحرير بهدف التحضير لاجتماع المجلس المركزي للمنظمة المقرر عقده في 20 من ذات الشهر".

وتمنى حلس أن تكون جميع الفصائل حاضرة في الاجتماع القادم للجنة التنسيق السياسية.

وعن سبب عدم مشاركتهما، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لـ "المونيتور": "حماس والجهاد الإسلامي ليسا من أعضاء المنظمة".

وأضاف: "من أجل الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، تصر حماس على عدم الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة من قبلها بأن يجرى التمثيل على أساس الانتخاب".

ومع ذلك، قال أبو يوسف إن اجتماع اللجنة الدائمة سيجرى تأجيله من 20 يناير حتى إشعار آخر، بسبب التزامات سفر عباس خارج فلسطين".

وقال المسؤول في فتح من رام الله عبد الله عبد الله: "تأتي زيارة وفد الحركة إلى دمشق ضمن خطة العمل التي وضعها الرئيس خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر 2021". 

وفقا لعبدالله، تتكون خطة عباس من ثلاثة محاور، أولها العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية. 

وثانيا، على المستوى الإقليمي، هناك حالة عامة من التفكك، ولذلك تسعى فتح إلى حشد الدعم العربي لجعل القضية الفلسطينية قضية مركزية من جديد، مع الالتزام بالحد الأدنى من مبادرة السلام العربية المعلنة في بيروت عام 2002، التي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام. 

وبين أن هذه التعبئة يجب أن تجرى قبل القمة العربية في مارس بالجزائر. ثالثا، يجب أن يكون هناك عمل على المستوى الدولي. 

وأردف: "هناك بالفعل تنسيق مع القيادة الروسية واتصالات مع الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية من خلال المسؤولين الذين يزورون رام الله".

وأضاف: "السلطة الفلسطينية حريصة على تفعيل اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تأسست عام 2002 وتضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، في محاولة لمنع الجرائم التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون تحت حماية من الجيش".

وقال الباحث السياسي من رام الله جهاد حرب إن زيارة الوفد إلى سوريا تأتي تمهيدا للقمة العربية، في إطار جهود إحياء الخطاب العربي الداعم للقضية الفلسطينية والمفاوضات أو عملية السلام، وتأمين الدعم المالي العربي للسلطة. 

ولفت إلى أن زيارة عباس إلى الجزائر في 5 ديسمبر/كانون الأول 2021، كانت تهدف أيضا إلى تأمين الدعم المالي وأنه من المرجح أن ينفذ الرئيس جولة في العديد من دول الخليج لنفس الهدف نظرا لأن الدول العربية المانحة قد فشلت في الالتزام بالتزاماتها المالية تجاه السلطة الفلسطينية. 

ناهيك عن خصم إسرائيل 50 مليون دولار من أموال الضرائب من إجمالي الديون المستحقة للسلطة الفلسطينية، وبالتالي منعها من تنفيذ التزاماتها المالية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وبين الكاتب والمحلل السياسي من غزة طلال عوكل "أن اجتماعات وفد فتح مع فصائل منظمة التحرير تأتي في إطار التحضير لاجتماع المجلس السياسي الفلسطيني، والذي من غير المرجح أن يسفر عن نتائج إيجابية فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية".

وأرجع ذلك إلى أن "حماس قررت عدم المشاركة في اجتماع وفد فتح في سوريا، فيما تعد شريكا سياسيا معها في موضوع الانقسام المستمر منذ عام 2007".