موقع أمريكي: قطر هي الأمل في حل أزمة إيران.. كيف؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع "ذي أمريكان كونسيرفاتيف" الأمريكي، مقالا للكاتب مارك بيري، أشار فيه إلى أن قطر هي الأمل في حل الأزمة الدائرة مع إيران، بغض النظر عما يقوله أصدقاء السعودية وإسرائيل في الولايات المتحدة، مبينا أهمية ما تمثله الدوحة بالنسبة لواشنطن.

وقال مارك بيري في مقاله: إن "الصداقة التي تجمع بين الدولة الخليجية وطرفي الأزمة (طهران وواشنطن) قد تكون السبيل لحل الأزمة".

كلمة السر

واستعرض الكاتب مظاهر الصداقة الأمريكية القطرية، قائلا: "تستضيف قطر قاعدة العديد الجوية المترامية الأطراف، مقر القيادة الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة وموطن الجناح الاستطلاعي رقم 379 التابع للقوات الجوية، وهو أهم قيادة جوية أمريكية في الخارج".

ومضى الكاتب يقول: "يعتمد الجيش الأمريكي على قطر. بدون العديد، ستضطر الولايات المتحدة إلى بناء مركز متقدم جديد للتجسس حول إيران، ونقل مقر العمليات المتقدم الخاص بالقيادة المركزية الأمريكية، وإيجاد قاعدة جوية مختلفة لشن حملاتها العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا"، مشيرا إلى أن "أمريكا أنفقت مليارات الدولارات على بناء قاعدة العديد وصيانتها، وكذلك فعلت قطر".

وأردف: "أخبرني مسؤول يتبع القيادة العليا للقوات الجوية في الأسبوع الماضي: قاعدة العديد ليس مهبطا ريفيا يعمل بالرياح. إنها المكان الوحيد في الخليج الذي يمكن أن تنتظر فيه قاذفات من طراز بي 52. ومع أن قطر نعمة بالنسبة للجيش الأمريكي، إلا أنها مشكلة بالنسبة للحكومة الأمريكية".

وبرأي الكاتب، فإن "التحدي الذي تواجهه واشنطن هو أنه بينما تستضيف قطر قاعدة العديد، إلا أنها صديقة أيضا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتخذ من غزة مقرا لها، وهي قريبة من قيادة حزب الله (حيث ساعدت في إعادة بناء جنوب لبنان في أعقاب حرب إسرائيل هناك)، وتدعم تنظيمات الإخوان المسلمين في المنطقة، كما أنها تستضيف وفدا من مسؤولي طالبان في أحد فنادقها من فئة الخمس نجوم، ولها علاقات حميمة مع إيران".

وزاد قائلا: "في الواقع، إذا لم تكن قطر استضافت أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، فربما تعرضت لضغط من الولايات المتحدة لوقف الكثير من هذا السلوك. لم يحدث هذا، على الرغم من الجهود الدؤوبة التي بذلها جيرانها وأصدقاء إسرائيل في واشنطن".

ومضى الكاتب يقول: "في يونيو/حزيران 2017، قطعت السعودية والإمارات ومجموعة من الدول العربية الأخرى العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت حصارا اقتصاديا، وأطلقت حملة ضغط مكثفة في واشنطن لتقويض العلاقات الأمريكية القطرية".

ونوه مارك بيري إلى أن "هذا الجهد قاده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصديقه جاريد كوشنر"، مشيرا إلى أنه من بين الموضوعات التي كانت تتصدر جدول الأعمال السعودي الإماراتي المناهض لقطر هو إقناع الولايات المتحدة بنقل العديد.

قطر لا يضاهيها أحد

وتابع الكاتب: "في الواقع، أشار أحد الضباط المتقاعدين من القيادة المركزية الأمريكية، إلى أن وفدا قطريا زار واشنطن لاستطلاع وتقييم الحملة التي تضغط لنقل العديد، قيل له: بينما درس الجيش الأمريكي خيارات لقواعد أخرى، فلا يمكن لأحد أن يضاهي التزام قطر".

ونقل عن الضابط قوله: "لقد قدم الإماراتيون عرضًا، لكن بالمقارنة مع القطريين، كان الأمر مثيرا للشفقة. إن اتفاقية التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وقطر أفضل ما يمكن الحصول عليه".

كما نقل الكاتب رأي الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، وهو قائد سابق في القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) واستعانت به وزارة الخارجية للتوسط في النزاع السعودي-القطري قوله: "نقل قاعدتنا من قطر ليس له معنى".

ولفت مارك بيري إلى فشل الجهود السعودية والإماراتية في عزل قطر وتجويعها كي تخضع، موضحا أن العلاقات القوية بين قطر والولايات المتحدة من ناحية وصداقة الدوحة بطهران من ناحية أخرى يمكن أن يحدثا فارقا بين الحرب والسلام.

واستطرد الكاتب قائلا: "كان ذلك حقيقة واضحة الأسبوع الماضي، عندما وصل وزير الخارجية القطري محمد بن آل ثاني، في خضم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، إلى طهران لإجراء محادثات تهدف إلى تخفيف حدة الأزمة".

وأردف: "بينما لا نعرف ما قاله آل ثاني، جادل كبار ضباط القوات الجوية الأمريكية منذ فترة طويلة بأن إستراتيجية الردع الأمريكية في الخليج تبدو استفزازًا للإيرانيين. يقولون أيضًا أن قرار إدارة ترامب بإرسال قاذفات إضافية إلى العديد ومجموعة أخرى حاملة طائرات إلى الخليج سوف يُنظر إليه في إيران على أنه استعداد للحرب".

وتوقع الكاتب أنه "من المحتمل أن آل ثاني قدم رسالة مغايرة تفيد بأن عمليات النشر الجديدة ليست استعدادًا للحرب، ولكنها محاولة لمنعها. بحسب كبار المسؤولين في البنتاغون، فإن آل ثاني استمر في هذه الجهود حتى نهاية هذا الأسبوع. السؤال هو: هل سيتم تصديقه؟".

واختتم مارك بيري حديثه بالقول: "أخبرني جون ديوك انتوني إن الشيخ آل ثاني واحد من أفضل الدبلوماسيين"، مضيفا: "ربما يكون الإيرانيون منزعجين قليلا لرؤيته؛ لأنه ليس ممثلا لقوة عظمى، لكنهم يعلمون أن لديه علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ونفوذها في واشنطن، وهذا هو المهم".