جيف فليك.. جمهوري داعم للديمقراطيين يعادي تركيا ويقود سفارة أميركا في أنقرة

يوسف العلي | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

بدون بروتوكول رسمي، وصل السفير الأميركي الجديد لدى أنقرة جيف فليك، إلى تركيا، لتسلم مهام عمله خلفا لنظيره السابق ديفيد ساترفليد، الذي طرده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية دعوته للإفراج عن رجل الأعمال المعارض، عثمان كافالا.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قال أردوغان إنه أمر وزارة الخارجية بطرد سفير الولايات المتحدة وتسعة سفراء لدول غربية أخرى لدعوتهم للإفراج عن كافالا المسجون منذ أواخر 2017؛ لاتهامه بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

وصول غريب

السفير الأميركي فليك فور وصوله مع عقيلته تشيريل إلى مطار إسطنبول، في 7 يناير/كانون الثاني 2022، أدلى بتصريح مقتضب لوسائل الإعلام التركية، قال فيه: "سعيد بكوني هنا، شكرا على هذا الاستقبال الجميل".

لكن الغريب في قصة وصول السفير الجديد، غياب أي مسؤول تركي لاستقباله، فيما اكتفت وسائل الإعلام بنشر خبر وصوله إلى إسطنبول مدعما بمقطع فيديو وصور، مشيرة إلى أنه سيذهب في اليوم التالي إلى أنقرة.

وصادق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين فليك سفيرا للولايات المتحدة لدى أنقرة بعد ترشيحه للمنصب من طرف الرئيس جو بايدن في تموز/يوليو 2021.

وحظي ترشيح فليك بالموافقة خلال جلسة تصويت شهدتها الجمعية العامة لمجلس الشيوخ، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، أدى فليك اليمين الدستورية، في حفل أُقيم بمبنى المكتب الإداري أيزنهاور في العاصمة واشنطن.

وأدى فليك اليمين، واضعا يده على الكتاب المقدس، بحضور نائبة الرئيس الأميركي، كمالا هاريس، وزوجته تشيريل، حسب موقع "كارت" الإخباري التركي.

مواقف معادية

وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2021، نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية تقريرا ذكرت فيه أن الرئيس أردوغان صرح عقب ترشيح بايدن لـ"فليك"، بأن "تترك واشنطن سوريا عاجلا أم آجلا، وأن تتركها في أيدي الشعب السوري".

الصحيفة العبرية ربطت تصريحات أردوغان بتنصيب "فليك" سفيرا للولايات المتحدة لدى أنقرة، الذي أعرب عن موافقته على الاعتراف بمزاعم أحداث عام 1915 على أنها "إبادة جماعية للأرمن".

وتأييده هذا يأتي مخالفا لمواقفه المعلنة سابقا، ففي أعوام 2005 و2007 و2010 و2014 صوت فليك الذي مثل ولاية أريزونا في مجلس الشيوخ ضد قوانين الاعتراف بالإبادة الجماعية.

وعلى وجه الخصوص عندما سأله رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بوب مينينديز، عما إذا كان قد غير موقفه و"مستعد للانضمام إلى هذه الهيئة والإدارة في إعادة تأكيد الإبادة الجماعية الأرمنية"، قال فليك "نعم".

وفي جلسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وصف دور تركيا في الصراع الأرميني الأذربيجاني بأنه "مزعزع للاستقرار"، مضيفا "في حالة الموافقة على ترشيحي سأحث أنقرة على دعم جهود إيجاد تسوية شاملة ودائمة للصراع بين أرمينيا وأذربيجان".

كما وعد فليك بالدفاع عن "القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مضيفا: "سأستمر في قول الحقيقة بصراحة مثل السفير (ساترفليد) ووزارة الخارجية والرئيس".

كذلك، أدلى فليك بهذه التصريحات في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، مضيفا: "سأخبر الأتراك أن أي مشتريات أخرى لمنظومة إس- 400 ستؤدي إلى عقوبات".

ومن ناحية أخرى، فقد بدا الرئيس التركي بطريقته المعتادة، أنه لا يتأثر فعلا بكلمات "فليك"، وعقب على تصريحاته، قائلا إن "عملية شراء أنظمة إس-400 إضافية تجرى على قدم وساق"، وفقا للصحيفة العبرية.

وتابع: "تحدثت مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين حول تعميق التعاون، وتحدثنا عن خطوات إضافية تتعلق بالطائرات المقاتلة وبناء المحركات النفاثة المقاتلة، كما اتفقنا على العمل المشترك في مجال صناعة السلاح البحري بما في ذلك الغواصات".

سيناتور جمهوري

ولد جيف فليك في 11 ديسمبر/كانون الأول 1962، ورغم أنه جمهوري، إلا أنه دعم المرشح الديمقراطي بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وعمل فليك كعضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا خلال الفترة ما بين 2013-2019، وكان عضوا في مجلس النواب بين 2001-2013.

واستقال فليك من مجلس الشيوخ عام 2019، بذريعة تحفظاته على إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وسياسات الحزب الجمهوري، كما أصدر كتابا بعنوان "ضمير المحافظ" ينتقد فيه ترامب.

وعقب إعلان ترشيحه لمنصب السفير لدى أنقرة، قال فليك إن "إدارة بايدن تعيد التأكيد من خلال هذا التعيين على أفضل تقاليد السياسة الخارجية والدبلوماسية الأميركية".

وأعرب عن اعتقاده بأن "السياسة الحزبية يجب أن تظل مسألة داخلية بعيدا عن العلاقات مع دول أخرى، وأنه يمكن للسياسة الخارجية للبلاد أن تكون غير حزبية وينبغي أن تكون كذلك".

لكن صحيفة "أحوال" التركية أكدت في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنه تمت مكافأة فليك لدعمه الرئيس بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، واستخدامه أيضا لإضافة مظهر من الشراكة بين الحزبين إلى الإدارة الحالية، خاصة أن فليك يعتبر سيناتورا سابقا له علاقات قوية مع الأعضاء الأكثر وسطية في كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأضافت أن "بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المنتخبين أخيرا يعتبرون فليك خائنا للحزب الجمهوري بعد ترامب".

وأشارت الصحيفة إلى أن "فليك أول شخص غير دبلوماسي يعين سفيرا في تركيا منذ وقت طويل".

وينظر إلى قرار بايدن على أنه "مفاجئ" بإرسال شخصية سياسية إلى أنقرة بدلا من دبلوماسي محترف من وزارة الخارجية، وجرى تقييم هذا القرار على أنه "كان ردا" على إرسال الحكومة التركية، سياسيا آخر إلى واشنطن، وهو مراد ميركان.