الصين تقترح معاهدة جديدة مع موسكو وواشنطن بشأن النووي.. هذه بنودها

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفتا "غازيتا دوت رو" و"روسيسكايا غازيتا" الروسيتان عن المعاهدة الخاصة بتخفيض الأسلحة الإستراتيجية "ستارت -3" ورأي الأطراف الدولية فيها خاصة بعد تجديدها الأخير.

وجرى التوقيع على الاتفاقية رسميا في الأسبوع الأول من فبراير/شباط 2011 بعد التصديق عليها في الكونغرس الأميركي في ديسمبر/كانون الأول 2010، وفي مجلس الدوما الروسي في يناير/كانون الثاني 2011.

الاتفاقية التي تنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الإستراتيجية (عابرة للقارات) للبلدين بنسبة 30 بالمئة، والحدود القصوى لآليات الإطلاق بنسبة 50 بالمئة، دخلت حيز التنفيذ بمدى زمني يمتد 10 أعوام انتهى في 5 فبراير/شباط 2021.

وأعادت معاهدة ستارت الجديدة التعاون والقيادة المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال ضبط الأسلحة النووية، وحققت تقدما في العلاقات بين البلدين.

لكن  الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح تمديدها 5 سنوات أخرى، وهو ما رحبت به روسيا بسرعة، وشجع عليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وتعد هذه المعاهدة آخر عملية لمراقبة الأسلحة النووية بين واشنطن وموسكو، وجاءت على إثر معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية لعام 2002، التي انتهى العمل بها مع دخول معاهدة ستارت الجديدة حيز التنفيذ.

تخفيض الأسلحة الإستراتيجية

وبحسب صحيفة "غازيتا دوت رو"، فقد صرحت وزارة الخارجية الصينية بأن قرار روسيا والولايات المتحدة بتمديد معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت -3) خطوة مهمة لكنها لا تزال غير كافية. 

وأشارت الوزارة في 4 يناير 2022 إلى أن هذين البلدين لا يزالان يمتلكان أكثر من 90 بالمئة من الأسلحة النووية في العالم. وبينت أن موسكو وواشنطن تحتاجان إلى خفض ترسانتهما.

كما دعت بكين الأعضاء الآخرين في "الدول الخمس النووية" (روسيا والصين وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة وفرنسا) ليس فقط لمناقشة الأسلحة النووية، ولكن أيضا القضايا الملحة الأخرى المتعلقة بالأمن العالمي، على سبيل المثال، المشاريع الجديدة الخاصة بالفضاء.

وقال "فو تسونغ"، مدير عام إدارة الحد من التسلح بوزارة الخارجية الصينية، في لقاء صحفي بذات التاريح، إن الصين ترحب بتمديد معاهدة ستارت 3 وستتخذ موقفا جديدا تجاه الولايات المتحدة، التي كانت ضد المعاهدة خلال عهد الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أنه "في الوقت نفسه، لا نعتقد أن هذا كاف، لأنه حتى بعد تمديد معاهدة ستارت 3، تمتلك الولايات المتحدة وروسيا معا أكثر من 90 بالمئة من الأسلحة النووية الموجودة على الأرض".

وأكد فو تسونغ أن على روسيا والولايات المتحدة مواصلة خفض ترسانتيهما النوويتين. 

علاوة على ذلك، "يجب أن تثبت موسكو وواشنطن قانونا أنهما تتعهدان ليس فقط بالحد من هذه الأسلحة، ولكن أيضا بتدميرها بشكل لا رجعة فيه".

وبينت صحيفة "غازيتا دوت رو" أنه وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ظلت روسيا والولايات المتحدة والصين في عام 2021 بصدارة العالم في امتلاك عدد الأسلحة النووية. 

ولدى روسيا أكثر من 6 آلاف صاروخ نووي، والولايات المتحدة حوالي 5500، والصين لديها 350 وحدة. كما أشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن بكين ستواصل تحديث أسلحتها النووية. 

وأوضح فو تسونغ أن هذا ضروري لحماية البلاد، مبينا أن "الاحتفاظ بإمكانياتنا النووية عند أدنى مستوى ضروري للحفاظ على الأمن القومي"، بحسب الكاتبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي "فو تسونغ" نفى التصريحات الأميركية بأن الصين تزيد بشكل كبير من إمكاناتها النووية. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلن البنتاغون (مقر وزارة الدفاع بالولايات المتحدة) أن الصين قادرة على زيادة ترسانتها النووية إلى 700 رأس نووي بحلول عام 2027 و1000 رأس نووي على الأقل بحلول عام 2030. 

وفي يوليو/تموز، بدأت وسائل الإعلام الأميركية مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز بالإبلاغ عن أن الصين تبني مواقع صاروخية عابرة للقارات. 

في الوقت نفسه، أشارت المنشورات إلى استنتاجات الخبراء الذين حللوا صور الأقمار الصناعية. ووصف فو تسونغ هذا التحليل بأنه مثير للجدل و "تافه".

كما أوضح الدبلوماسي "فو تسونغ"، أن بكين "التزمت دائما بسياسة ألا تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية"، مؤكدا بالقول: "أن الحروب النووية لا يمكن كسبها أو خوضها".

وعلقت الصحيفة: دعت الدول "النووية الخمس" في بيان (3 يناير) إلى مناقشة قضايا أخرى وليس الأسلحة النووية فقط، لأن الاستقرار الإستراتيجي في العالم لا يقتصر على هذه القضية فقط. 

ويعتقد فو تسونغ أنه ينبغي إدراج أحدث التقنيات والدفاع الصاروخي والفضاء والذكاء الاصطناعي في جدول الأعمال. 

موقف كوريا الجنوبية

أما في كوريا الجنوبية فجرى وصف بيان الدول النووية الخمس أنه خطوة نحو الاستقرار في العالم.

وبحسب صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، فإن معظم الصحف الكورية الجنوبية استشهدت ببيان القوى النووية الخمس، ولفتت الانتباه إلى حقيقة أنه على الرغم من الاختلافات، تمكنت هذه الدول من الموافقة على بيان مشترك واعتماده.

وأشارت إلى أن "هناك مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا حول أوكرانيا، حيث تتزايد المخاوف بشأن عودة محتملة إلى حقبة الحرب الباردة، وتتعمق المنافسة الإستراتيجية بين واشنطن وبكين".

ولكن على الرغم من ذلك، فإن القوى النووية الخمس تتفهم الأمر، حيث يوجد قلق مشترك حول عواقب الحرب النووية التي هي في غاية الأهمية خلال الوضع الحالي، تقول الصحيفة.

وأشارت إلى أن صحيفة "كوريا تايمز" الصادرة باللغة الإنجليزية أولت اهتماما خاصا بتصريحات القوى النووية حول أهم مسؤولياتها من حيث "منع الحرب بين الدول الحائزة للأسلحة النووية وتقليل المخاطر الإستراتيجية".

وأشارت إلى أن "هذا البيان جرى اعتماده في ظل وجود توتر كبير بين روسيا والصين، من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، حول سلسلة من القضايا الرئيسة".

وفيما يتعلق بتأثير البيان على الوضع العام في العالم، أشارت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية إلى جوانب إيجابية، بقولها "إن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، وكذلك روسيا والصين، في مواجهة بعضهما البعض، كانت قادرة على الالتقاء والاتفاق".

وأردفت: "كل هذا، كما يرى، سيكون له تأثير إيجابي على الحد من التوترات وخلق أجواء مواتية لتفعيل حوار سلمي".

وبينت الصحيفة الروسية أن هذه الوثيقة تبدو تحركا نحو نزع السلاح النووي على الأقل، والذي جرى انتقاد الدول الخمس النووية بشأنه من قبل أطراف أخرى التي أشارت إلى ذلك. 

وذكرت أنه في الوقت نفسه، تحاول سيئول فهم كيفية تأثير بيان "النوويين الخمس" على الوضع في شبه الجزيرة الكورية. 

أحد الأسئلة الرئيسة التي تقلق المحللين الكوريين الجنوبيين هو ماذا يعني ذلك بالنسبة لنظام "المظلة النووية"، الذي تحمي الولايات المتحدة به حلفاءها، بما في ذلك سيئول، من هجوم محتمل من قبل قوى نووية أخرى.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونغهاب"، إن هذا البيان يركز على الحاجة إلى منع الحرب النووية والحاجة إلى استخدام الأسلحة النووية حصريا لأغراض دفاعية.

وبين أن التأثير المباشر على مفهوم المظلة النووية الأميركية سيكون ضئيلا.

وتلفت الصحيفة بالقول: من ناحية أخرى، يلاحظ مع الأسف أن هذا البيان هو تعبير طوعي عن النية، وليس وثيقة تحمل أي التزامات قانونية، وفي نفس الوقت لن تؤثر بشكل خاص على الخطر الأقرب لسيئول المتمثل بالقوة النووية لكوريا الشمالية.

ونقلت عن يونغهاب أن العيب في البيان أنه في الواقع لا علاقة له بمنتهكي نظام منع الانتشار النووي، بما في ذلك كوريا الشمالية.