إنسان يعمل بشريحة.. تعرف على خطط إيلون ماسك للسيطرة على أدمغة البشر

إسماعيل يوسف | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في منعطف جديد ستعرفه البشرية، أثارت تصريحات الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بشأن "زرع رقاقات إلكترونية في أدمغة البشر" اعتبارا من العام الجديد 2022، فضول ورعب العالم في آن واحد.

وخلال مقابلة مع قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين في صحيفة "وول ستريت جورنال" في 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، كشف ماسك أن شركته "نيورالينك" ستبدأ زرع رقاقات إلكترونية في أدمغة البشر.

وأكد أن "التجارب جارية بالفعل، والشركة تعمل بشكل جيد في تجاربها مع القرود، ونحن في الواقع نجري الكثير من الاختبارات، لنتأكد فقط أنها آمنة وموثوقة للغاية، ويمكن إزالة الرقاقة من الدماغ بأمان".

ثورة غير مسبوقة

حديث الملياردير الذي ذًكر العالم بقصص أفلام خيالية مثل، "زوجات ستيبفورد" بزرع رقاقات إلكترونية في أدمغة نساء ليصبحن "مطيعات ورقيقات" مع أزواجهن، وأفلام "روبوكوب" (الشرطيّ الآلي) عن زرع رقاقات في أدمغة بشر ليتحولوا إلى رجال شرطة خارقين، أثارت فضول ورعب العالم في آن واحد.

وفور انتشار تصريحات ماسك الأخيرة، فُتح باب التساؤلات على مصراعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسم المتابعون إلى قسمين، الأول معارض، يرى أن ماسك يسعى لغزو العقول البشرية واحتلالها، يتخطى الحواجز الأخلاقية ويُخطِّط لاحتلال أدمغة البشرية على غرار مجموعة أفلام "تيرميناتور" أو "الرجل المدمر". 

والقسم الآخر، مؤيد، يرى أن شركة "نيورالينك" لماسك، بهذه الخطوة تكون قد أحدثت ثورة تقنية غير مسبوقة للربط بين الدماغ والآلة، ويُحدث ثورة تقنية من شأنها نقل البشرية إلى عالم "ما بعد الإنسانية".

وتحدثت تقارير ومقالات غربية عن عالم مختلف سيسود لو تم التوصل لهذه الاختراعات، وتم تنفيذها بالفعل، ليس فقط على احتمالات تشكيل جيوش وشرطة إلكترونية قمعية، ولكن على مستوى تحول الجنس البشري إلى آلات وربما أدوات للحروب.

وتهدف شركة "نيورالينك" التي شارك ماسك في تأسيسها عام 2016، ومقرها مقاطعة سان فرانسيسكو، إلى زراعة وصلات لاسلكية بين الدماغ والكمبيوتر.

الوصلة ستضم آلاف الأقطاب الكهربائية في أكثر عضو بشري تعقيدا (الدماغ) للمساعدة في علاج حالات عصبية، مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي.

وفكرته تتلخص في أن التقدم التكنولوجي السريع سيؤدي مستقبلا إلى تأخر العقل البشري مقارنة بالآلات والتقنيات الإلكترونية المتسارعة التقدم، ما سيجعل الآلة تتفوق على العقل البشري، لذلك يسعى لدمج العقل البشري بالآلة.

لكن كان أول عرض قدم خلاله ماسك آخر ما توصلت إليه شركته عن فكرة زرع رقاقات إلكترونية في العقل البشري، في 16 يوليو/تموز 2019، هو بداية الصراع حول أفكاره بين مؤيد ومعارض لما يقوم به ماسك وشركته.

ما تحدث عنه "ماسك" كان خطوة على طريق تطور تقنية التكنولوجيا العصبية التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي هدفت أيضا إلى ربط الإنسان بالآلة.

لكنه يرى أن هذه التقنية من شأنها أن تقوم بدمج العقول البشرية مع الآلات بالشكل الذي يسمح بتطوير سلاح بشري متطور، لمواجهة سيطرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

الذكاء الاصطناعي

وقال ماسك: "أريد تحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي، خشية تخلف البشر عن الركب مقابل الذكاء الاصطناعي في المستقبل ومن ثم، أريد إنشاء تقنية تسمح بالاندماج مع الذكاء الاصطناعي"، نافيا سعي شركته "السيطرة على أدمغة الناس".

وأشار إلى أن هدف شركته هو الحصول على الموافقة التنظيمية لزرع جهازها خلال تجارب بشرية خلال 2022.

ويبلغ قطر "جهاز الاستشعار" الخاص بشركة "نيورالينك" ثمانية مليمترات تقريبا أو أصغر من طرف الأصبع ويتم زرعه في الجمجمة وموصل بأسلاك صغيرة.

وبمساعدة روبوت متطور، يتم زرع خيوط مرنة أو أسلاك أدق من شعر الإنسان في المناطق المسؤولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ، بينما يكون المتلقي تحت التخدير الموضعي فقط، وقال ماسك إنه "يمكن إزالة هذا الجهاز".

خبراء علم الأعصاب قالوا إنه "رغم أن مهمة نيورالينك لقراءة وتحفيز نشاط الدماغ لدى البشر ممكنة، إلا أن الجدول الزمني للشركة يبدو مفرطا في الطموح".

"ماسك" الذي يحاول تهدئة مخاوف من يخشون استغلال هذه التقنية أو الروبوتات في أمور شريرة، قال إن "الروبوت سيكون مثل اقتناء كلب، رفيقا جيدا جدا، وآلة مساعدة تتولى وظائف لا يحبها البشر بالضرورة".

موقع "new scientist" الأميركي تساءل في 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، هل يستطيع ماسك وشركته حقا بناء روبوت بشري عام 2022، ضمن سعيه لزرع هذه الرقاقات في مخ الإنسان البشري؟.

وأجاب: "خبرة شركة السيارات في تقديم وتصميم نموذج أولي موثوق به في مجال الذكاء الاصطناعي سيكون أمرا صعبا في الموعد المحدد"، مشيرا إلى أن "ماسك نفسه اعترف بأنه يفتقر إلى الالتزام بالمواعيد، لكنه يصر على أن معظم تنبؤاته تتحقق في النهاية".

ولفت الموقع إلى أن طول الروبوت، الذي يُشار إليه باسم أوبتيموس داخل الشركة، 173 سم ويزن 57 كيلوغراما، وسيكون قادرا على حمل شحنة تصل إلى 20 كيلوغراما.

وأوضح الموقع أن "خبرة شركة ماسك في السيارات الكهربائية وذاتية القيادة تؤهله لذلك، لأن سياراتنا تشبه الروبوتات شبه الواعية على عجلات، ومن المنطقي وضع ذلك على شكل بشري".

لكنه نقل عن علماء وخبراء من اليابان وأميركا توقعهم أن تواجه هندسة الروبوت مشاكل عكس الأجهزة، لأن "الروبوتات التي تشبه البشر أكثر تعقيدا من السيارات".

وقالوا: "من الصعب جدا تطوير أيدي روبوت يمكنه أداء نفس المهام التي يقوم بها الإنسان، أو إعادة إنتاج الحواس التي تسمح بالتغذية واللمس".

كما أن جعل الروبوتات تعمل بشكل موثوق في الحياة اليومية هي قصة أخرى، لأن الأمر يحتاج إلى أجهزة موثوقة، وخوارزمية تحكم قوية يمكنها منع سقوط الروبوت، والتعافي من السقوط، واكتشاف العوائق وتجنبها، وقد يستغرق ذلك سنوات .

ووفقا لأبحاث السوق، بلغت قيمة سوق تكنولوجيا الروبوتات العالمية 62.75 مليار دولار عام 2019 ومن المتوقع أن تصل إلى 189 مليار دولار عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 13.5 بالمئة بين عامي 2020 و2027، بحسب ما نشره موقع "أتوميت" الأميركي في 14 ديسمبر/كانون الأول 2020.

زرع الرقائق

في 29 أغسطس/آب 2020، كشف ماسك عن "خنزير زُرعت في دماغه شريحة كمبيوتر، في حدث اعتبرته الشركة بمثابة خطوة مبكرة نحو تطبيقه على الإنسان".

وشركته (نيورالينك) المتخصصة في علوم الأعصاب كشفت أن الشريحة بحجم العملة المعدنية، ووضعت في دماغ خنزير؛ لتحقيق هدف علاج الأمراض التي تصيب الإنسان بزراعة نفس النوع من هذه الشرائح.

التقنية الجديدة تشبه وجود جهاز تتبع لاسلكي في الجمجمة يتم توصيله بالكمبيوتر عبر وصلات لاسلكية تضم آلاف الأقطاب الكهربائية التي تعمل كخلايا عصبية صناعية تعوض الخلايا التالفة في مخ الإنسان.

وأوضح ماسك أنه "يمكن لجهاز تم زرعه أن يحل بشكل فعلي تلك المشكلات"، مشيرا إلى "أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق".

هذه الشريحة متصلة بعدد ضخم من الأقطاب الدقيقة للغاية، وذلك للربط بين الدماغ البشري والآلة، ويتم زرع شرائح في أدمغة البشر المصابين بالشلل، مما يسمح لهم بالتحكم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.

وصُممت الشرائح لمنح الأشخاص القدرة على التواصل بسهولة عبر كتابة النصوص أو تركيب الكلام، بالإضافة لتصفح الويب أو التعبير عن إبداعاتهم من خلال تطبيقات التصوير الفوتوغرافي والفن والكتابة.

ووفقا لماسك، لا يقتصر عمل الشريحة على الربط المباشر بين الدماغ والتكنولوجيا اليومية وحسب، بل يتوسع نحو إمكانات واعدة أخرى، مثل جمع البيانات الحيوية التي ستحذر من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والاضطرابات العصبية قبل حدوثها.

وفي 9 أبريل/نيسان 2021، عرض ماسك مقطع فيديو يبين كيف نجحت تجارب في زراعة شريحة كمبيوتر في مخ قرد، وكيف يستخدم مخ القرد لتشغيل ألعاب فيديو، واللعب ببراعة بعد زراعة الشريحة الإلكترونية في مخه.

وقالت شركته إن إنجازها يقرّبها من تحقيق هدفها الأهم وهو "تمكين الأشخاص المشلولين من استخدام نشاطهم العصبي مباشرة للتحكم بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة بسهولة وفي الوقت الفعلي".

ما عرضه ماسك لم يكن جديدا، بل هو خطوة في طريق تطور تكنولوجي بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي يحاول الربط بين الدماغ والآلة، سواء في اتجاه واحد أو اتجاهين، يُسمى بـ"واجهة الدماغ والحاسوب".

ففي القرن الـ20، تمت عمليات زرع القوقعة في الأذن لمن هم لا يسمعون جيدا بتجميع ميكروفون خارجي الأصوات من خارج الدماغ ثم يعالجها وينقلها كإشارات كهربية إلى العصب السمعي خلف الأذن، الذي يترجم تلك الإشارات إلى أصوات.

كما تم إعادة النظر إلى المصابين بنوع محدد من العمى عبر كاميرا تُسجِّل فيديو بالخارج ثم يُحوَّل إلى إشارات كهربية تُرسل مباشرة لاستثارة الشبكة العصبية الدماغية المسؤولة عن الإبصار فيتمكّن الشخص من الرؤية.

وفي عام 2008 تمكّن فريق بحثي من استخدام الموجات الدماغية لدفع قرد تجارب إلى تحريك طرف صناعي روبوتي، وعام 2014، تم الربط دماغيا بين شخصين على مسافة نحو كيلومتر، وتمكّن أحدهما من دفع الآخر، عبر إشارات دماغية فقط.

شخصية العام

ربما لهذا اختارته مجلة "تايم" شخصية العام 2021 لأنه لم يصنع فقط سيارة تسير بالكهرباء أو يطلق الأقمار الصناعية (قطاع خاص) للفضاء، ولكن بسبب طموحاته وأحلامه الإلكترونية.

وقالت "تايم" إنه يطمح لإنقاذ كوكبنا وجعلنا كوكبا جديدا نسكنه، ووصفته بأنه "مهرج، عبقري، صاحب رؤية، صناعي، رجل استعراض، هجين مجنون من توماس إديسون ودكتور منهاتان واندور كارينجي وآخرين من الموهوبين".

وأوضحت أن شركته الناشئة في مجال الصواريخ "SpaceX" قفزت فوق عملاق الطيران "بوينغ" وآخرين لامتلاك مستقبل أميركا في الفضاء، وتتحكم شركة سيارته "تسلا" في ثلثي سوق السيارات الكهربائية بمليارات الدولارات بنحو 1 تريليون دولار. 

وماسك، أغنى مواطن في التاريخ، وتبلغ ثروته الصافية أكثر من 250 مليار دولار، ويسيطر على بورصة "وول ستريت".

لكن هذا التطور التكنولوجي الذي ينشده ماسك، أثار مخاوف من استغلاله في أمور أخرى لا تخدم الإنسان وإنما تتحكم فيه مستقبلا، مثل الاختراق والتحكم في البشر عن طريق الشرائح الإلكترونية.

أي التخوف من أن يتحول الإنسان إلى "روبوت" مسير، وقد يُقدم على ارتكاب جرائم وأمور تهدد سلامته ووجوده، وتسهيل عمليات التجسس واختراق العقل البشري، والتحكم بأفكاره وأعضائه، وبرمجته إلكترونيا.

لذلك، بعد عام واحد من إعلان "ماسك" خططه بشأن زرع شرائح الكترونية والمخاوف من تطور هذه الصناعة من السعي لمساعدة مرضى إلى تشكيل جيوش إلكترونية، دعا بعض رواد الروبوتات والذكاء الاصطناعي في العالم، بمن فيهم "ماسك"، الأمم المتحدة إلى حظر تطوير واستخدام الروبوتات القاتلة.

مجموعة من 116 متخصصا من 26 دولة بعثوا برسالة للأمم المتحدة نشرتها صحيفة "الغارديان" في 20 أغسطس/آب 2017 يطالبون بحظر الأسلحة المستقلة المستقبلية.

وفي رسالتهم، حذر المتخصصون "مؤتمر مراجعة اتفاقية الأسلحة التقليدية" من أن سباق التسلح هذا يهدد بإعلان "ثورة حرب ثالثة" بعد البارود والأسلحة النووية.

واعتبروا هذه الأسلحة" إرهابا، وقد يستخدمها الطغاة والإرهابيون ضد السكان الأبرياء، أو يتم اختراقها للتصرف بطرق غير مرغوب فيها".

أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة "نيو ساوث ويلز" في سيدني، توبي والش، قال لصحيفة "الغارديان" في 20 أغسطس/آب 2017: "يمكن استخدام كل تقنية تقريبا في الخير والشر، والذكاء الاصطناعي لا يختلف". 

وأكد أنه "يمكن أيضا استخدام نفس التكنولوجيا في الأسلحة المستقلة لتصنيع الحرب، ونحن بحاجة إلى اتخاذ قرارات اليوم باختيار أي من هذه العقود المستقبلية نريد".

أسلوب للتجسس

خبير تكنولوجيا المعلومات، أشرف العمايرة، قال لوكالة "سبوتنيك" الروسية في 1 سبتمبر/أيلول 2020 إن "شريحة الدماغ الإلكترونية إذا ما تجاوزت اختبارات الأمان ستحقق قفزة هائلة قد تغير مستقبل البشرية في مجال الإعاقات الحركية".

وأضاف "لكن هناك تأثيرات سلبية من حيث إمكانية التحكم بالبشر، كما أن هناك إشكاليات أخلاقية مهمة يجب حلها قبل استخدام هذه الشريحة".

كم جانبه، اعتبر خبير التكنولوجيا العسكرية في "المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية"، محمد منصور، أن "استخدام شريحة ماسك في تطبيقات عسكرية مازال في طور النظرية".

لكنه أكد لـ"سبوتنيك" أن "وجود شريحة متصلة بالهواتف الذكية في أدمغة البشر يمكن التحكم فيها عن طريق الإنترنت ربما تسمح بالسيطرة على هذه الشرائح وهذا سينقل التعامل مع الوحدات المقاتلة إلى مستوى آخر".

استشاري المخ والأعصاب المصري، سمير الملا، قال إن "شريحة ماسك عبارة عن شريحة مثل نظيرتها في الهاتف المحمول، تستقبل وترسل إشارات إلى المخ، تعمل على تغيير الواقع الموجود بالمخ، وقادرة على التحكم في تفكير الإنسان".

وأكد في مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الخير يا مصر" في 1 سبتمبر/أيلول 2020 على القناة "الأولى" المحلية، أن "الاختراع ليس بديلا لوظيفة المخ، بل سيكون وسيلة لتسجيل فعاليات المخ حيث ستصبح أسلوبا للتجسس". 

وأشار إلى أن "المسؤول عن تشغيلها بالتأكيد هو من قام باختراعها، وأنها ستعمل على تغيير مسار تفكير الإنسان، وقد تصيب من يضعها بالشلل النصفي، لأنها تعمل على تغيير كل وظائف المخ".

ومع ذلك يستبعد عالم الأعصاب، دوغلاس فيلدز، إمكانية تحكم الآلة في العقل البشري، مشدد على أن "الأقطاب الكهربائية التي يفكرون بوضعها في القشرة الحركية لتنشيط حركة الأطراف الاصطناعية، لا تصل إلى العاطفة". 

وأكد في مقال نشره بمجلة "كوانتا" في 17 مايو/أيار 2021 أن "علماء الأعصاب لا يفهمون حتى الآن كيف يتم ترميز الأفكار والعواطف والنوايا في نمط النبضات العصبية التي تنتقل عبر الدوائر العصبية، فكيف ستقوم شرائح ماسك بذلك؟".

وأوضح أن "العوائق والعقبات البيولوجية لقرصنة واختراق العقل أكبر بكثير من التحديات التكنولوجية".