غضب داخل جامعات الضفة الغربية.. هل فقد أمن عباس سيطرته؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

جددت وسائل إعلام عبرية حديثها عن سوء أوضاع السلطة الفلسطينية أمنيا واقتصاديا، وفقدانها السيطرة على الضفة الغربية، لا سيما داخل الجامعات التي وقعت فيها احتجاجات وأحداث عنف.

وأشار موقع "نيوز ون" العبري إلى أن "رونين بار" رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" حذر في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الأمني ​​من احتمال انهيار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وبين أن ذلك يأتي في ظل تعزيز موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس في الشارع الفلسطيني، والذي اكتسب زخما بعد عملية "حارس الأسوار" (العدوان على غزة مايو/أيار 2021).

اقتصاد منهار

وأكد الموقع العبري أن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية صعب، حيث أوقفت الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية مساهماتها المالية ومساعداتها للسلطة الفلسطينية.

وربطت الأطراف الأخيرة تجديد المساعدات بإجراء إصلاحات حكومية في السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة.

كما أدت ظاهرة الفساد في السلطة الفلسطينية إلى تآكل كبير في مكانتها في الشارع المحلي.

وأظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني نشر في ديسمبر/كانون الأول أن 63 بالمئة من سكان الأراضي المحتلة يعتقدون أن مستوى الفساد في مؤسسات السلطة لا يزال مرتفعا.

ولفت الموقع إلى أن "الشاباك" وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في هذه الأيام، تنفذ اعتقالات منفصلة في الضفة الغربية للمئات من ناشطي حماس، بما في ذلك عشرات من الأسرى المحررين.

والهدف من ذلك "محاولة وقف جهود حماس لإحداث موجة جديدة من الهجمات في القدس والضفة الغربية والتي تهدد استقرار وضع السلطة الفلسطينية".

وخلال ديسمبر، أعلن الشاباك عن اعتقال 60 ناشطا من حماس في الضفة الغربية جرى تشغيلهم من قيادة الحركة في تركيا ولبنان ومن ثم ضبط أسلحة وأحزمة ناسفة جاهزة للتفجير، وفق زعم الاحتلال.

وأشار المحلل الأمني الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" إلى أنه قبل أيام، اعتقل جهاز الأمن العام القيادي البارز في حركة حماس بالضفة الغربية حسن يوسف الذي يعتبر المحرك الرئيس للعمليات الميدانية ضد السلطة الفلسطينية.

ويرى المحلل الأمني ابن مناحيم أن حماس انتقلت إلى أسلوب جديد لمحاولة إثارة وتأجيج الضفة الغربية من خلال أحداث جماعية يجري فيها رفع راياتها الخضراء، من أجل زيادة الوعي الإسلامي في الشارع الفلسطيني في مواجهة "علمانية" السلطة.

 وفضت قوات أمن السلطة بالقوة مسيرات واحتفالات لدى استقبال الفلسطينيين عددا من الأسرى المحررين مؤخرا.

وأحيانا تتدخل تلك الأجهزة لمنع رفع أعلام حماس في جنازات الشهداء الذين قضوا في مواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي.

وتقول حماس إن السلطة الفلسطينية تعمل على أجندة مشتركة بين الشاباك الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأميركي "سي آي إيه" للحفاظ على حكم محمود عباس كجزء من التعاون الأمني ​​بين الطرفين، يقول الموقع العبري.

وبحسب الموقع، فإن رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج هو المسؤول عن قمع مظاهرات حماس وإحباط الهجمات وهو المفضل لدى رئيس وكالة المخابرات المركزية "وليام بيرنز"، يقول المحلل.

وأكد أنه جرى التوصل إلى تفاهم بين إدارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" والحكومة الإسرائيلية حول الحاجة إلى تعزيز الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية وتقديم الإغاثة الإنسانية لسكان الأراضي المحتلة.

أوضاع الجامعات

ونوه إلى أن السلطة الفلسطينية تفقد السيطرة من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، "حيث انتشرت الفوضى الأمنية في الأيام الأخيرة داخل حرم الجامعات واندلعت اشتباكات بين الكتل الطلابية".

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول قتل الطالب "مهران خليلية" البالغ من العمر 21 عاما، خلال شجار سياسي في حرم الجامعة العربية الأميركية بجنين، وأصيب ثلاثة طلاب آخرين بجروح طفيفة.

 وعقب مقتل الطالب في جنين، اندلعت اشتباكات عنيفة بين سكان قرية جبع التي جاء منها الطالب، وبين قوات الأمن الذين تعرضوا للرجم بالحجارة، وسط مطالبات بإعدام القاتل.

وتتهم حركة حماس والهيئات المعارضة في منظمة التحرير الفلسطينية الأجهزة الأمنية بإثارة الفوضى في الجامعات.

 وبحسب قولهم، فإن بعض الحوادث عفوية نتيجة تدهور الوضع الأمني ​​العام في الضفة الغربية، لكن معظمها ينبع من حقيقة أن رئيس السلطة الفلسطينية يخشى انهيار الأوضاع بسبب الوضع السياسي.

 لذلك تشن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقالات بين الطلاب وتحاول تقليص نفوذ الفصائل المعارضة لها وتقوية حركة التحرير الوطني "فتح" قبيل الانتخابات الطلابية في مختلف الجامعات بالضفة الغربية.

وأضاف الموقع أن "العملية الأمنية للسلطة الفلسطينية في منطقة جنين ضد ظاهرة الجريمة وجمع الأسلحة غير المشروعة تتم بتكاسل".

وبين أن السلطة تواجه صعوبة في فرض القانون والنظام في الخليل، وتتواصل الصراعات العنيفة بين عشيرتي الجعبري والعويوي، ويلاحظ في تلك المنطقة ضعف الأمن.

نذير شؤم

وخلص إلى القول، إن الشعور السائد في الشارع الفلسطيني أن محمود عباس يضعف ويفقد السيطرة، ويتزايد الخوف في السلطة من اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه.

وبالنسبة للفلسطينيين ولإسرائيل، فإن هذا نذير شؤم لمعركة الخلافة المتوقعة بعد تنحية عباس من المسرح السياسي.

وأنهى المحلل مقالته بالقول: "رئيس الشاباك رونين بار محق في تقييمه للوضع، حيث يجب على الحكومة أن تأخذ ذلك في الحسبان كما تتطلب المصلحة الأمنية الإسرائيلية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يستمر في منصبه وأن يظل حكمه مستقرا".

وبخلاف ذلك، فإن سيناريو سيطرة حماس على الضفة الغربية كما سيطرت على قطاع غزة عام 2007 يتحول تدريجيا إلى خطر حقيقي.