لعب على كل الحبال.. لماذا تحسن الإمارات علاقتها بإيران وإسرائيل معا؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إيرانية الضوء على آخر فصول العلاقات بين الإمارات وكل من طهران وتل أبيب ودول أخرى ضمن إستراتيجية جديدة بعد نهاية فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وقالت صحيفة اعتماد في مقال للصحفي شهاب شهسواري: "بالتزامن مع سفر مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، إلى طهران، كانت أبوظبي تستعد لاستقبال ضيف مثير للجدل بهدف إظهار العداء لإيران".

ويدور الحديث هنا عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بطائرة عبرت من أجواء المملكة العربية السعودية.

ووصل بينيت الإمارات، مساء 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، والتقى في اليوم التالي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

أهم الأجندات

ولفتت الصحيفة إلى أن وصول بينيب جاء بالتزامن مع إجراء طهران وقوى عالمية مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ومحاولة دول الخليج الدخول إلى خط المفاوضات.

من جهتها، وصفت الخارجية الإسرائيلي زيارة بينيت باعتباره أول رئيس وزراء يسافر إلى الإمارات بشكل رسمي ومعلن بأنه تمثيل لـ "حقيقة جديدة" للمنطقة. 

ووقعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، في 14 سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقا لتطبيع العلاقات، برعاية ترامب.

وخلال لقائه محمد بن زايد، وصف بينيت اتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات، بأنها هيكل جديد وقوة بالنسبة للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، بحسب تعبيره.

وتابع: "تحسنت العلاقات بين الطرفين في سائر المجالات، وأنا راض عنها، حيث جرى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مجالات مختلفة كالتجارة، والبحث والتطوير، والأمن السيبراني، والرعاية الصحية، والتعليم، والطيران، وغيرها".

واستدرك: "آمل في استكمال التطوير، والتوسع في العلاقات". وكذلك أعرب محمد بن زايد خلال هذا اللقاء عن أمله في الوصول إلى "الاستقرار بالشرق الأوسط".

لقي سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإمارات ردود أفعال حادة من قبل المسؤولين الفلسطينيين. 

قال واصل أبو يوسف، أحد المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية: "هذه الخطوة اعتداء على الجامعة العربية التي كان من المقرر أن تدعم قضية شعبنا ضد التحديات التي تواجهها بفعل الاحتلال".

 ووصفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين استقبال حكام الإمارات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات والتحالف مع "العدو الصهيوني" أنه بمثابة خيانة.

 وأكدت في بيان لها أن استقبال بينيت عبارة عن تقوية وتعزيز لأمن هذا النظام الإجرامي، في محاولة لإعطاء الشرعية لكيانه الكاذب الزائف، وغسل اليد الملطخة بدماء الأطفال والناس البريئة لشعبنا وأمتنا، والسعي لتبرئة القتلة والإرهابيين الصهاينة من جرائمهم ضد الأمة الإسلامية.

ذكرت الصحيفة الإيرانية أن العديد من المحافل الإعلامية الغربية سلطت الضوء على علاقات دول الخليج العربي بإيران، وذلك بالتزامن مع سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإمارات العربية المتحدة. 

وبينت أن هذا الملف كان أحد أهداف نفتالي خلال الزيارة، حيث تحاول إسرائيل إجبار الدول العربية على الوقوف ضد عودة العلاقات مع طهران، وذلك عن طريق استغلال نفوذها في المنطقة.

أسباب العودة

لكن وسيلة إعلام‌ أميركية (لم تذكرها الصحيفة) نقلت عن أحد المسؤولين رفيعي الشأن في حكومة الولايات المتحدة أن دول الخليج العربي كانت في فترة انتقالية أو "مفاجأة للغاية"، حيث "تبدلوا من معارضين حقيقيين للاتفاق النووي إلى داعمين لعودته".

كما كتبت وكالة أنباء فارس الإيرانية: "تميل بعض الدول العربية إلى توسيع العلاقات مع طهران، بغض النظر عن النتيجة الناجمة عن مفاوضات فيينا."

وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عن تغيير نهج دول الخليج العربي تجاه إيران خلال الشهور الأخيرة.

ونقلا عن المسؤولين في المنطقة، ومحللين، فإن "أي تغيير ينشأ في رؤيتهم له علاقة بالغضب من واشنطن" في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ظهره للإمارات والسعودية.

 ويؤكد هذا التقرير: "دول الخليج العربي التي كانت تقف أمام الاتفاق النووي يوما ما بصوت عال، تقول اليوم إنها تدعم عودته، وفي الوقت نفسه زادوا مساعيهم للتعامل مع طهران مع تراجع قوة الولايات المتحدة واهتمامها بالمنطقة".

وتستكمل واشنطن بوست قائلة: "التصور الأولي الدارج بين أنظمة دول الخليج العربي هو أن الولايات المتحدة ستحافظ عليها". 

وقالت إن ترامب جمع في البداية زعماء المنطقة حوله، لكنه خسر العلاقات معهم بالتدريج. وزاد التشاؤم تجاه واشنطن في عهد بايدن أكثر من ذي قبل.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبدالخالق عبدالله، لواشنطن بوست قائلا: "كانت دول الخليج العربي مستاءة من حكومة الرئيس الأسبق باراك أوباما بسبب عدم مشاورتها بخصوص خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي".

ويرى أن السعي للتعامل مع إيران لم يحدث بناء على رغبة الولايات المتحدة، وأن دول المنطقة لم تعد تربط تحسن العلاقات بإتمام الاتفاق النووي من عدمه.

وفي ديسمبر/كانون الأول، قال أنور قرقاش، مستشار السياسة الخارجية لرئيس الإمارات العربية المتحدة: "العقوبات موجودة بشكل كاف في الوقت الراهن، نأمل أن ترد إيران بالإيجاب على الواقع الجديد في المنطقة".

كما يعتقد أن إيران التي تدعم مليشيا الحوثي يمكنها أن تستفيد للغاية من الوصول إلى وقف إطلاق النار في اليمن، حيث لم يحدث أي تقدم ملحوظ تجاه هذا الملف.

وقال الكاتب شهاب شهسواري: "استضافة بينيت، بعد أقل من شهر على لقاء محمد بن زايد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وإرسال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى سوريا، وسفر مستشار الأمن الوطني الإماراتي إلى طهران، كله ينم عن سياسة الإمارات المزدوجة في المنطقة".

وأردف: "فضلت الإمارات إبرام اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب غضب الفلسطينيين، وبدأت بعدها بإحداث توازن في سياستها الخارجية، وتتعامل مع منافسي وأعداء المنطقة، وخاصة تل أبيب".