صحيفة أميركية: دعم الصين لإثيوبيا يعقد علاقاتها مع النظام المصري

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة المونيتور الأميركية أن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى إثيوبيا لإظهار دعم بلاده لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد وضعت علاقة الصين مع النظام المصري على المحك.

وزار وانغ يي العاصمة أديس أبابا، مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2021، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين.

ضد التدخلات

وأكد وانغ في مؤتمر صحفي عقب المحادثات أن بلاده ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لإثيوبيا. 

وشدد على معارضة الصين أي محاولات لفرض مصلحة سياسية خارجية على الشؤون الداخلية للبلد الإفريقي ودعمها القوي للحكومة الإثيوبية ورئيس الوزراء آبي أحمد. 

وبدوره، أشار ميكونين إلى التزام الحكومة الإثيوبية بتعزيز العلاقات القوية مع الصين ولعب دور محوري في المجالات الثنائية والمتعددة الأطراف.

وفي اليوم التالي، سارعت شخصيات مصرية إلى انتقاد الزيارة. وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري اللواء أحمد العوضي، رفض بلاده أي خطوة من شأنها زعزعة السلم والأمن في المنطقة.

وحذر العوضي من أن انحياز أي طرف في الصراع الإثيوبي المصري سيثير حالة من الفوضى في المنطقة ويغضب مصر ويزعزع الاستقرار في المنطقة ويؤثر سلبا على ملف سد النهضة الإثيوبي.

وتعليقا على هذه القضية، أشار سمير غطاس، عضو البرلمان السابق ورئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن الصين كانت ولا تزال تدعم النظام الإثيوبي عسكريا وسياسيا.

وقال لـ "المونيتور": "لا تريد الصين أن ينهار النظام الإثيوبي أو يسقط على أيدي الجماعات المتمردة في البلاد".

وبين أن "هذه التحركات الدبلوماسية لا تستهدف مصر، بل تهدف إلى الحفاظ على المصالح الصينية في إثيوبيا التي يمكن أن تتعرض للتهديد حال سقوط النظام الإثيوبي".

ووفقا لمبادرة أبحاث الصين وإفريقيا بجامعة جونز هوبكنز، اقترضت إثيوبيا 13.7 مليار دولار من 148 مليار دولار في شكل قروض قدمتها بكين إلى البلدان الإفريقية بين عامي 2000 و2018.

 

وتعمل حوالي 500 شركة صينية في إثيوبيا باستثمارات تتجاوز 1.5 مليار دولار. 

وفي 6 مارس/آذار، وقعت الصين وإثيوبيا مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية حماية أمنية للمشاريع الكبرى في إطار مبادرة الحزام والطريق في أديس أبابا. 

ووقعت المذكرة في العاصمة الإثيوبية بين المفوض العام للشرطة الفيدرالية الإثيوبية ديميلاش جبريمايكل وسفير الصين لدى أديس أبابا "تشاو تشي يوان".

وأكد جبريمايكل في حفل التوقيع أن الصفقة ستعزز السلامة والأمن بمشاريع التنمية الكبرى في الدولة الإفريقية.

وفي الثاني من سبتمبر/أيلول 2021 أيضا، نشر موقع oryxspioenkop الخاص بشؤون الأمن والدفاع، تقريرا عن إمداد الصين إثيوبيا بطائرات بدون طيار لدعم آبي أحمد في حربه ضد الجماعات المتمردة، بقيادة جبهة تحرير تيغراي الشعبية. 

ورأى غطاس أن زيارة وانغ الأخيرة تهدف إلى توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، وتحديدا للولايات المتحدة، مفادها أن الصين ستدعم حليفها، ولن تسمح بإسقاطه أو انهيار النظام الإثيوبي مهما حدث.

وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2021، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفيرة دينا مفتي، وجود مخطط يشمل عدة دول أجنبية للإطاحة بحكومة أحمد "المنتخبة دستوريا". 

وانتقدت "التدخلات في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الاتحاد الإفريقي". 

تحدي أميركا

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول، أصدرت الولايات المتحدة وخمس دول أخرى، المملكة المتحدة وأستراليا وكندا والدنمارك وهولندا، بيانا يدين الاعتقالات التي نفذتها قوات الأمن الإثيوبية لآلاف المواطنين على أساس انتمائهم العرقي. 

 وحث البيان الحكومة الإثيوبية على وقف هذه الممارسات فورا.

وقال غطاس: "نجحت الصين بشكل كبير في إخضاع الجانب الإثيوبي، وتحدي الوجود الأميركي في إثيوبيا من خلال دعمها غير المحدود للحكومة وخلق مناطق قوة في القرن الإفريقي.. بالطبع لن تتخلى عن هذه المكاسب بسهولة".

وحول تأثير التحركات الدبلوماسية الصينية الأخيرة على مصر، قال غطاس: "هناك حالة من الاستياء المصري من هذه الخطوات".

وبين أن "إثارة الفوضى واستمرار الحرب الأهلية قد يحول أديس أبابا إلى أرض حرب بالوكالة، مما يهدد الأمن القومي المصري ومنطقة سد النهضة المتنازع عليها بين مصر والسودان وإثيوبيا". 

وتوقع أن تلجأ مصر إلى الوسائل الدبلوماسية للضغط على الصين خلال الأيام المقبلة من خلال التقارب مع الولايات المتحدة. 

ويأتي ذلك في ظل المنافسة الشرسة بين البلدين والصراع بينهما في المنطقة.

علي الحفني نائب وزير الخارجية سابقا والسفير المصري الأسبق لدى بكين وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أوضح أن الصين تبحث عن مصالحها، وهذا لا يعني أنها تقف إلى جانب إثيوبيا أو تنأى بنفسها عن القاهرة. 

وأضاف لـ"المونيتور" أن الصين ترى إثيوبيا كدولة لها دور محوري ومركزي في منطقة القرن الإفريقي مع تفهم الثقل الإقليمي الرئيس لمصر.

كما أشار إلى أن "الصين تريد تحقيق مصالحها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى"، مستبعدا أي توتر في العلاقات المصرية الصينية نتيجة دعم بكين لآبي أحمد. 

وقال حفني: "ستحاول الصين كسب الدعم المصري من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي مع القاهرة، لئلا تتأثر العلاقات بين البلدين".

 وعلى الرغم من الدعم الصيني لآبي أحمد، تحرص بكين على توطيد علاقاتها مع مصر، باعتبارها قوة إقليمية وركيزة استثمار في إفريقيا.

وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول، اعترف السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ بمصر كشريك إستراتيجي رئيس في العديد من المجالات، مؤكدا أن بلاده ستوسع التعاون مع القاهرة بهدف تحقيق التنمية المشتركة. 

أما في 25 فبراير/شباط 2021، أشارت السفارة الصينية في القاهرة إلى أن الصين كانت أكثر المستثمرين نشاطا في مصر خلال السنوات الأخيرة. 

ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، قفزت استثمارات بكين المباشرة الجديدة في مصر بمقدار 134  بالمئة، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 89.33 دولارا في الربع الأول من عام 2021.