بإعلان ترشحه لانتخابات 2022.. هكذا قلب إريك زمور فرنسا رأسا على عقب

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على ترشح الإعلامي اليميني المتطرف إريك زمور في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، مؤكدة قدرته على مزاحمة الرئيس إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين مارين لوبان.

وذكرت صحيفة "الإسبانيول" أن زمور (63 عاما) وهو يهودي من أصول جزائرية تحول في السنوات الأخيرة إلى وجه إعلامي بامتياز واحتل منابر تلفزيونية عديدة.

وبعد أن حصد قاعدة جماهيرية؛ قرر الترشح في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في ربيع 2022.

المرشح السابع

واعتبرت الصحيفة أن إظهار بعض استطلاعات الرأي زمور في المقدمة على مرشحين مثل لوبان والجمهوري كزافييه برتران (يمين الوسط) دفعه للترشح للرئاسيات وأشعل معركة بين المرشحين الثلاثة على أصوات اليمين.

وفي جميع الأحوال، لم يكن قرار زمور مفاجئا، فقد كانت شركات استطلاعات الرأي تدرجه في إحصاءاتها منذ صيف 2021.

حيث نجح في التحول إلى وجه إعلامي محبوب طوال هذه المدة، ولم يتبق أمامه سوى قيود بيروقراطية لخوض السباق الرئاسي، تتمثل في جمع 500 توقيع من الأفراد المخول لهم (مثل رؤساء البلديات، ونواب البرلمان)، وهو ليس بالأمر العسير.

وبعد إتمام هذا الشرط، سيصبح زمور وفق الصحيفة المرشح السابع في انتخابات نيسان/ أبريل 2022، إلى جانب الرئيس ماكرون، وزعيمة اليمين لوبان، والديغولي (الجمهوري) برتران.

فضلا عن عمدة باريس، الاشتراكية "آن هيدالغو"، واليساري "جان لوك ميلينشون"، والناشط البيئي "يانيك جادو".

خطاب زمور

ولفتت الصحيفة إلى أن شعار زمور "حان الوقت لإنقاذ فرنسا" تقليدي للغاية وأساس أي شعبوية قومية.

وعن الهجرة يقول إنها "ليست مصدر كل مشاكلنا، لكنها تؤدي إلى تفاقمها"، ويصف الاتحاد الأوروبي بـ"التكنوقراط والقضاة الذين لن يشكلوا أمة أبدا".

واعتبرت أن الجانب المثير للفضول في ظاهرة زمور هو تكراره لخطاب حزب لوبان، التجمع الوطني، القائم منذ عام 1972.

ومع ذلك، يبدو الأمر أكثر إقناعا عندما يصدر عن زمور.

وأشارت إلى عدم وجود كثير من الفوارق بين خطاب زمور والخطابات السياسية المنتشرة في بعض بلدان أوروبا الوسطى.

فاللمسة الشعبوية توحد هذا الخطاب مع تشكيلات اليسار واليمين من جميع أنحاء العالم.

وشددت على أن هذا التوجه يمثل تهديدا على الديمقراطية الليبرالية كما كان يفهم دائما.

أزمة اليمين

ولفتت الصحيفة إلى أنه من الناحية العملية يبدو من الواضح أن ترشح زمور يصنع مشكلة لمارين لوبان.

وعند فحص أصوات اليمين يبرز عامل "عدم اليقين" الذي لم يكن موجودا في السابق.

فقبل ترشح زمور، لم يكن هناك شك في أن ماكرون ولوبان سيخوضان الجولة الثانية، ولاحقا، سيفوز ماكرون ببعض من الأريحية.

أما الآن، لا يزال هذا الخيار هو الأكثر ترجيحا، لكنه لم يعد الخيار الوحيد، وفق الصحيفة.

فيجب الأخذ بعين الاعتبار أن تأثير زمور في الاستطلاعات آخذ في التناقص. لكن مع ذلك، في جميع الحالات، يتجاوز 10 بالمئة من الأصوات ويقترب من 15 بالمئة.

وهذا يعني ملايين الأصوات التي تغير علاقات القوى بين مختلف المرشحين، سواء كانت أصواتا مأخوذة من الامتناع وخيبة الأمل أو مباشرة من حزب لوبان أو الديغوليين (الجمهوريين).

 وهذه الأصوات تغير بالضرورة توقعات التصويت لهذين الحزبين، لكن لا تأثير لها على ماكرون الذي ما يزال عند مستوى 25 بالمئة في استطلاعات الرأي.

وبينت الصحيفة أن اتهام لوبان، زمور بتقسيم التصويت ووصفه باستخفاف بأنه "مثير للجدل"، يكشف بوضوح عن القلق الذي يمثله وجوده على القوائم بالنسبة لتكتلات اليمين المتطرف.

سيناريوهات محتملة

وعلى مدار السنوات الأربع الماضية كانت لوبان في صدارة استطلاعات الرأي، ونافست ماكرون على المركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

لكن يبدو أن هذا الزمن قد ولى، وعلى لوبان أن تجد البديل لتضمن البقاء على الساحة السياسية.

فلا يتعين عليها فقط محاولة تجاوز 20 بالمئة من الأصوات والبقاء متقدمة على زمور، بل التأكد أيضا من أن هذا التقسيم للتصويت لن يمثل فرصة لتقدم الديغولي برتران.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحدث استطلاع رأي الذي نشرته شركة  "هاريس انتراكتيف"، التي كانت أكثر سخاء حتى الآن مع زمور، أعطى ماكرون 23 بالمئة من الأصوات، ولوبان 19 بالمئة، وبرتران 14 بالمئة، و13 بالمئة لزمور.

فيما سيصل اليساري ميلينشون إلى 10 بالمئة، وسيبقى جادو عند 7 بالمئة، وعمدة باريس آن هيدالغو، لا يكاد يوجد لها أثر، حيث حصدت 5 بالمئة.

ويحتاج زمور إلى ربح نقطتين أو ثلاث نقاط من رصيد لوبان، وذلك ليس عقبة لا يمكن التغلب عليها، رغم أن الوضع معقد في هذه المرحلة.

وأوردت الصحيفة أنه يوجد احتمال ثان لنتيجة الانتخابات في فرنسا، يتمثل في حصول برتران على المركز الثاني في الجولة الأولى، الأمر الذي لا يمثل كارثة للوبان فحسب، بل يمثل تهديدا كبيرا لماكرون.

فيما يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه خلال نفس هذه المرحلة، قبل خمس سنوات (رئاسيات 2017)، كان الجميع يمنح منافس ماكرون، فرانسوا فيلون منصب الرئيس القادم، وهذا لم يحدث.

وبعبارة أخرى، لا يجب أن نقلل من شغف الفرنسيين بالثورة.