يني شفق: إسرائيل تورط إيران في الحرب مع أمريكا

12

طباعة

مشاركة

إرسال حاملات طائرات أثار الشكوك حول نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، إذ تكرر إسرائيل دس معلومات تصفها دومًا بـ"الاستخباراتية" عن حجم من تراه عدوًا. وكما ضخمت القوة العسكرية للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومزاعم تخزين أسلحة دمار شامل وأسلحة كيماوي، تحاول مرة أخرى تكرار الأمر مع إيران، ما يشي باحتمال وقوع حرب في المنطقة قد تدمرها الأسلحة المستخدمة فيها.

وذكر الكاتب والصحفي التركي، عبدالله مراد أوغلو، في مقال له على صحيفة "يني شفق"، بأن الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة أرسلت حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" إلى الشرق الأوسط بالإضافة إلى قاذفات من طراز بي-52، كما قررت في وقت لاحق إرسال السفينة الحربية أرلنغتون إلى المنطقة.

وجاء ذلك بعدما تحدثت الإدارة الأميركية عن خطط إيرانية محتملة لشن هجمات على أهداف أميركية في المنطقة. ووفقا لواشنطن، فإن الهجمات ربما تستهدف مصالح أميركية في باب المندب، وفي كل من العراق والكويت، فضلا عن استهداف قواعد ودبلوماسيين.

وفي سياق التوتر المتزايد، قال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، إن لدى طهران صواريخ دقيقة مداها ألفا كيلومتر، وأن السفن الأميركية تبعد عن إيران خمسمئة كيلومتر فقط؛ وأضاف أن واشنطن لن تدخل حربا ضد طهران لأنها تدرك مسبقا أنها حرب خاسرة.

مهووس بالقضاء على إيران

ورأى الكاتب المتخصص في العلوم السياسية، أنه نظرا لأن الولايات المتحدة حشدت مثل هذه القوة الكبيرة ضد احتمال وجود درجة عالية من التهديد، فإن الخبراء يتساءلون عما إذا كانت إدارة ترامب لديها أي معلومات حقيقية وموثوقة حول التهديد المعني والمقصود. سيما وأنها منحت قيادة الشرق الأوسط الكبير أو دفة المواجهة مع إيران لجون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.

ويشهد تاريخ بولتون قبل وبعد انضمامه إلى إدارة ترامب مواقف لا تخفي رغبة في القضاء عسكريا على النظام الحاكم في طهران وتغييره بالقوة، وتحت عنوان "لإيقاف قنبلة إيران.. اقصفوا إيران"، كتب بولتون في مارس/آذار 2015 مطالبا إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بقصف إيران بدلا من التفاوض معها حول الملف النووي.

ذلك الرجل الذي وصفه مراد أوغلو، بأنه خارج المنظومة العسكرية الأمريكية، الذي لم يتقلد أصلا أي منصب أمريكي من قبل، ولا تخفى على أحد حاليًا الضغوط التي يمارسها بولتون على البنتاجون.

ومن الواضح بحسب الكاتب، أن بولتون المعروف بأنه مهووس بالقضاء على إيران، قد أصدر هذا الإعلان شخصيًا بالفعل؛ إذ أن الحليف الأكثر صرامة لإسرائيل في الولايات المتحدة، كان أشد منتقدي الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه أوباما.

أدلسون يحرك خيوطها

وأفاد المقال أن بولتون قادم من الخلفية التجارية للرئيس ترامب، تحديدا تجارة القمار،  إذ جاء الرجل بتوصية من شيلدون أدلسون الملياردير مالك صالات القمار.

وقالت تقارير استند إليها الكاتب، إن أدلسون يتواصل مباشرة مع ترامب، ودفع من خلال لقاءاته الخاصة ومكالماته التي يجريها مع الرئيس، مرة كل شهر، باتجاه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقطع الدعم عن الفلسطينيين. وقد استجاب الرئيس للمطلبين رغم ردود الأفعال من حلفاء الولايات المتحدة؛ وعين حليف أدلسون والمتشدد ضد إيران جون بولتون مستشاراً للأمن القومي.

وأشارت "يني شفق" أن أدلسون، أحد كبار الممولين في اللوبي الإسرائيلي، أنفق الكثير من المال على انتخاب ترامب رئيسًا؛ وهو من أكبر المؤيدين والداعمين هو وعائلته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح الكاتب أن الشيء البارز في الأمر، هو أن وسيلة الإعلام الوحيدة التي نشرت تسريبًا حول "صفقة القرن"، هي صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي يملكها شيلدون أدلسون، وهو واحد من أهم المتبرعين للحزب الجمهوري والمساهم الرئيسي في تمويل حملة ترامب للانتخابات الرئاسية.

من المعروف أن أدلسون لعب دورًا رئيسيًا في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإفساد الاتفاقي النووي مع إيران، بحسب الباحث في العلوم السياسية قبل أن يضيف: "تأثير أدلسون يصل لما هو أبعد من ذلك على الرئيس الأمريكي".

الاستخبارات الإسرائيلية وراءها

وأفاد الصحفي التركي بأن إفساد الاتفاق النووي مع إيران، من طرف جون بولتون ليس من قبيل الصدفة، وليس من المستغرب أن بولتون، الذي قال إن كلمات أدلسون كانت تهمس في أذن ترامب حول قضايا تتعلق بالأمن القومي، قد احتلت الصدارة في إيران، خاصة وأن بولتون على اتصال وثيق مع منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة والموجودة في إيران منذ فترة طويلة.

وتعمل المنظمة، التي كانت مدرجة ذات يوم في قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية، تحت اسم "مجلس المقاومة الوطني الإيراني". وزاد الكاتب قائلا: "بالإضافة إلى بولتون، يظهر محامي ترامب، رودي جولياني، في مؤتمرات المنظمة ويدعو إلى تغيير النظام الإيراني".

واعتبر الكاتب أن انهيار الاتفاق النووي الإيراني وتفاقم العقوبات ضد إيران وإدراج جيش الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية، ونشر القوات العسكرية مؤخراً في الخليج الفارسي؛ قد أظهر أن السيناريو الذي تم التخطيط له منذ فترة طويلة  تم تنفيذه تدريجياً.

وتابع المقال، بولتون يواصل وبشكل مستمر القول إن إيران تخطط لشن هجمات على القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، ويفيد دومًا أن مصادر هذه المخاوف هي الاستخبارات الأمريكية، لكن يبدو أن مصدر هذه المعلومات إسرائيلي بحت.

واستدل الكاتب على ذلك، بكون وكالات الاستخبارات الأمريكية لا تكشف عن وجود تهديد بهذا الشكل، وفي حال وُجد، لا تتصرف عن طريق إرسال قوة ضاربة. واستطرد قائلا: "يبدو أن اعتقاد بولتون حول التهديد الإيراني هو توقعات مبالغ فيها".

بن سلمان وبن زايد حلفاء فيها

وقال الباحث في العلوم السياسية، إن المحافظين الجدد وبولتون ونتنياهو يريدون حربًا يخوضها ترامب ضد إيران، وتم ضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في تحالف هذه الحرب.

وربط مراد أوغلو بين احتلال الولايات المتحدة للعراق، الذي كان سببه؛ تخزين صدام حسين للأسلحة الكيميائية، ليتضح فيما بعد أن هذا الأساس المنطقي الذي تدعمه إسرائيل كان مزيفًا؛ وبين كون إسرائيل مصدر المزاعم التي ذكرها ترامب كسبب لانسحابه من الاتفاقية النووية الإيرانية.

وذكّر الكاتب بأن المعلومات التي قدمتها الإدارة الأمريكية- التي مصدرها إسرائيل- لم تكن صحيحة خاصة ما يتعلق بالسلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل. وهو نفس السيناريو، في قرار الانسحاب من الاتفاق النووي، إنها نفس الحكاية دومًا لا يوجد اختلاف، بحسب المقال.

واستند مقال الصحيفة التركية على نتائج استطلاع أُجري مؤخرًا وشمل ألف ناخب أميركي، كشف أن 25% من الناخبين يعتقدون أن سياسة ترامب تجاه إيران "تعد عدائية جدا"، في حين رأى 26% أن سياسة ترامب "ليست عدائية بما يكفي"، بينما اعتبر 38% منهم أن سياسة ترامب تجاه إيران "مناسبة".