"ثورة جياع".. هكذا يرى يمنيون الحل الوحيد للحد من انهيار الاقتصاد

12

طباعة

مشاركة

لأول مرة، بلغ سعر الدولار الواحد في محافظات الحكومة اليمنية 1600 ريال، فيما كان متوسط سعر العملة الأميركية يدور حول 215 ريال قبل الحرب التي أطلقها التحالف السعودي الإماراتي في 2015.

وأثار هذا التطور غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم لتحميل مسؤولية ذلك لجميع أطراف الأزمة، في مقدمتها الحكومة، والتحالف، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، فضلا عن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.

وأكد الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #انهيار_الريال_اليمني1600، أن التحالف والحكومة شريكان في تدمير الاقتصاد اليمني.

فيما رأى آخرون أن انقلاب الحوثي هو السبب الرئيس في تدخل التحالف منذ البداية، قبل نحو 7 سنوات، وبالتالي انهيار الاقتصاد.

بينما حث ناشطون على الخروج في ثورة جياع تقتلع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة معين عبدالملك، وتطرد التحالف ومليشيات المجلس الانتقالي والحوثي.

ودعوا إلى النفير لمواجهة غلاء المعيشة وغياب الخدمات وتدهور العملة المحلية وتفشي الفساد.

وتسبب الهبوط السريع للعملة اليمنية في زيادات حادة بصورة يومية في الأسعار وسط عدم تحمل غالبية اليمنيين شراء معظم السلع الأساسية في محافظات جنوبي وشرقي البلاد.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو سبع سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

مسؤولية التحالف

وحمل ناشطون التحالف مسؤولية قانونية وأخلاقية أمام اليمنيين خاصة والعالم أجمع على سياساته في تدمير الاقتصاد اليمني بشكل ممنهج منذ سنوات.

واستنكروا على الرئيس عبدربه منصور هادي إقامته في فنادق الرياض وتركه البلاد غارقه في أزماتها الاقتصادية.

وقال الصحفي اليمني عبدالجبار عوض الجريري، إن المسؤول الأول عن انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي هو التحالف الذي تدخل في اليمن بقرار أممي ويتحمل تبعات تدخله، ثم الشرعية الصامتة عن هذا الانهيار.

ومن ورائهما "مليشيا الحوثي بوصفها المسبب لكل هذه الأحداث، ثم مليشيا الانتقالي التي تشارك في تعذيب المواطن".

 وأكدت المغردة أم سام أن من لم يمت بالقصف مات جوعا، والمسؤول الأول عن هذه الكارثة الإنسانية هو التحالف المعطل للموانئ والجزر والمنشآت والمنافذ البرية.

واعتبرت ما يحدث في اليمن "سياسة تجويع ممنهجة في ظل صمت مريب من قبل الشرعية التي لا قامت بواجبها ولا رحلت".

 وفي نفس الاتجاه، رأت المغردة منال أن من يحاصر اليمن و يسيطر على منافذها البرية والبحرية ومنشآتها هو المسؤول الأول عن الوضع الإنساني الكارثي الذي يمر به الشعب اليمني.  فيما هاجم حساب باسم الحسام اليماني، الرئيس هادي، قائلا: "والله لأن تعيش في كهف في بلدك وتتحمل مسؤلياتك تجاه شعبك خير من أن تعيش في أضخم الفنادق خارج بلدك في ذل وتترك شعبك ينهش الجوع".  كما أرجع المغرد سمير الكابتن سبب انهيار الريال اليمني إلى التحالف عبر إنشائه مليشيات ودعمها فيما غرب الحكومة الشرعية وهمشها.

 مسؤولية معين

بينما صب ناشطون غضبهم على رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، واستنكروا فشل الحكومة في تقديم حلول ومعالجات حقيقية لانهيار العملة الوطنية.

فيما رأى آخرون أن جماعة الحوثي هي المسؤولة عما آلت إليه الأوضاع.

ويرأس عبدالملك الحكومة اليمنية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وتعهد منذ تنصيبه بالتغلب على التحديات الطارئة، والتركيز على الملف الاقتصادي والإنساني، وطوال السنوات الثلاث لم يحرز أي تقدم في تلك الملفات.

الناشط اليمني سعد العسل، أكد أن العملة الوطنية أصبحت في حالة انهيار غير مسبوق، منذ تعيين معين رئيسا للحكومة "ولم نر أي تطور في تعافي الاقتصاد، لهذا مازال محتفظا بمنصبه".

من جانبه، رأى الحقوقي اليمني عبدالكريم عمران أن "انقلاب مليشيا الحوثي الإيرانية سبب ما نحن فيه من حروب وتمزق وانهيار عملة وغياب دولة وفقر، ولولا الانقلاب لما تردى الحال لدرجة القبول بفرض معين رئيسا لحكومة الغفلة!".  كما قال المصور الصحفي محمد التويجي إن مليشيا الحوثي المسؤول الأول والأخير عن الكارثة الإنسانية والاقتصادية، لكن لحكومة معين والسعودية ولمليشيا الإمارات دور لا يختلف عن دور الحوثي في هذا الانهيار.  فيما أشارت الطبيبة اليمنية إيناس عبدالعزيز، إلى أن حكومة معين ارتضت أن تقوم بدور الكومبارس في عملية تدمير حاضر اليمن ومستقبله وتدمير الاقتصاد وبيع السيادة ونهب الآثار.

 ثورة جياع

وفي السياق، حث ناشطون الشعب اليمني على الخروج في ثورة جياع ضد الحكومة والتحالف والحوثي، مستنكرين الحال الذي وصل إليه اليمن، ومعلنين رفضهم الصمت والاستسلام.

الناشط السياسي اليمني معاذ الشرجبي، رأى أن الحل يتمثل في ثورة جياع شعبية عارمة لتصحيح الوضع الاقتصادي والعسكري في اليمن، تجتث حكومة هادي وطاقمها وترمي بهم في مزبلة التاريخ.

 ودعما لخيار الثورة، قالت الصحفية اليمنية إلهام عبدالله إنه "بعد انهيار الريال اليمني نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نسكت ونموت جوعا أو نعلنها ثورة جياع لطرد التحالف وإسقاط الشرعية الفاسدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.  كما أكدت المغردة نيبالة محمد على وجوب القيام بثورة جياع تقتلع هذه الحكومه الفاسدة والمجلس الانتقالي الخائن وتطرد التحالف القذر، قائلة: "محال أن نبقى ضعفاء، لازم موقف وثورة تقتلع كل ظالم".