تصفية جماعية.. اتهامات لنظام السيسي بتعمد قتل المعتقلين في سجن العقرب

12

طباعة

مشاركة

"سجن العقرب" في مصر له من اسمه نصيب، فشكله الخارجي مخيف والاحتجاز به يؤدي إلى الموت، ووصف بتوصيفات عدة تبرز حجم معاناة المعتقلين القابعين فيه، أبرزها "سيء السمعة"، و"مقبرة السجناء السياسيين".

وفشلت كل محاولات المعتقلين في الحصول على رقابة دولية، أو لفت الأنظار حقوقيا وسياسيا للجرم الذي يرتكب بداخله، ودخل معتقلون في إضرابات عدة عن الطعام، وسربوا رسائل استغاثة تكشف معاناتهم وتفضح تعنت إدارة السجن معهم، دون فائدة.

ومن أبرز شكاوى المعتقلين، منع المرضى من تلقي العلاج، وبرودة الجو، وعدم توفير أغطية مناسبة لفصل الشتاء، والمنع من التريض والزيارات.

ويقابل النظام المصري دوما هذه الشكاوى بالنفي والإنكار، ويواصل الضغط على المضربين لفك إضرابهم، إلا أن الوقائع تشير إلى زيادة حالات الوفاة بين السجناء القابعين بالعقرب، إلى 44 وفاة منذ بداية 2021.

وسجن العقرب المحاط بسور ارتفاعه 7 أمتار، والمعروف بأن أغلب المعتقلين به من الإسلاميين، شهد في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وفاة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، البرلماني السابق حمدي حسن.

وأفادت مصادر بأن وفاة حسن، الذي يعد أحد رموز ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، جاءت إثر تدهور حالته الصحية وتعرضه لإهمال طبي، وتعنت شديد من قبل سلطات النظام المصري في الإفراج عنه أو نقله لمستشفى خاص.

حسن، طبيب أنف وأذن وحنجرة، وبرلماني سابق فاز بعضوية مجلس الشعب عن دورات 2000 و2005، ظل معتقلا على ذمة قضية منذ عام 2013 في أعقاب مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وحصل فيها على حكم البراءة وتم تدويره في قضية جديدة.

وعقب وفاة حسن، أصدرت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مناشدة أكدت فيها أنه لم يكن الضحية الأولى لانتهاكات سجن العقرب، وفي حال استمرار هذه الانتهاكات لن يكون الضحية الأخيرة.

وفي أعقاب ذلك أطلق ناشطون على تويتر، وسم #أنقذوا_معتقلي_العقرب، أعربوا خلاله عن تضامنهم مع المعتقلين السياسيين القابعين فيه وذويهم، متهمين النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي بتصفية المعتقلين.

وناشدوا المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ المعتقلين المرضى، لا سيما مع انتشار فيروس كورونا بالسجن، معتبرين ما يتعرض له المعتقلون في سجون النظام المصري قتلا بطيئا متعمدا مع سبق الإصرار والترصد.

تفشي كورونا

واستنكر ناشطون تفشي فيروس كورونا داخل سجن العقرب، ومنع إدارة السجن العلاج عن المعتقلين ورفضها الاعتراف بتزايد حالات الإصابة بينهم.

منظمة "نحن نسجل" الحقوقية الدولية المعنية بتوثيق الانتهاكات عبر التفاعل مع الضحايا والنشطاء ومؤسسات المجتمع المدني، أكدت إصابة العشرات من المعتقلين في سجن العقرب بأعراض كورونا خلال الأيام العشرة الماضية.

وأضافت أنها علمت أن إدارة السجن تمتنع عن تقديم الرعاية الصحية للمصابين، وهو ما يضعهم تحت وطأة خطر المضاعفات الصحية للمرض واحتمالية الوفاة، داعية للتضامن مع أسر الأهالي في السجن والتدوين على الوسم.

ونقل المغرد أحمد حافظ، عن سارة نجلة القيادي المعتقل خيرت الشاطر، توضحيها أنه منذ أسبوع أو أكثر نزل القياديان أسامة ياسين ومحمد البلتاجي من سجن العقرب لجلسات في معهد أمناء الشرطة وعليهم أعراض إعياء شديدة، وتبين تفشي كورونا داخل السجن وممنوع عنهم الدواء.

 وفي نفس الاتجاه، أشارت المغردة بيري أحمد إلى إصابة العشرات من المعتقلين بأعراض كورونا خلال الأيام العشرة الماضية، إضافة إلى امتناع إدارة السجن عن تقديم الرعاية الصحية للمصابين أو توفير اللقاح لهم.  فيما حذر مغرد آخر من أن ما يعانيه معتقلو العقرب من الإهمال الطبي سيؤدي للموت حتما، خاصة والجميع مصاب بكورونا.

 وصمة عار

وعد ناشطون ذلك عارا على الإنسانية، معربين عن استيائهم وغضبهم مما يتعرض له المعتقلون، ومعاناة ذويهم ورفض السماح لهم بالاطمئنان على أقاربهم. 

ورأى الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل، وهو مقيم بالخارج، أن ما يحدث في سجن العقرب وصمة عار في جبين كل إنسان.

 فيما تساءلت سارة نجلة المعتقل خالد صقر، كيف أعرف أن أبي مريض بكورونا ولا توجد أي وسيلة أطمن عبرها عليه؟!

 من جانبه، كتب الصحفي المصري وائل قنديل: "يمارسون أحط أنواع التنكيل الانتقامي في العقرب، ثم يذهبون للاحتفال بالكباش عند الكرنك، فتتعالى أصوات الطبل والهتاف للفرعون"، في إشارة إلى الافتتاح المثير للجدل قبل أيام بمدينة الأقصر جنوبي مصر.

 بينما أوضح الصحفي المصري عبدالمنعم محمود أن كل أمل أهالي معتقلي سجن العقرب، فتح أبواب الزيارة، وهناك أهال لم يروا ذويهم منذ أكثر من ٤ سنوات.

 تنكيل السيسي

فيما أكد المغرد محمد حسن أن ما يتم بالعقرب هو "تصفية المعتقلين بالإهمال الطبي المتعمد".

 وكتب مغرد آخر: "لصوص العسكر ينكلون برجال ونساء من البواسل الذين كانوا في طليعة صفوف النضال من أجل العدالة الاجتماعية والسياسية، وسلطات السجون تقاعست عن حماية السجناء من وباء كورونا،".

 وأشارت مغردة أخرى إلى موت معتقلين كثيرين في العقرب، والبقية في انتظار حتفهم بفعل السياسة التي ينتهجها السيسي ونظامه بانتزاع أبسط الحقوق الآدمية منهم حتي صاروا أمواتا.

وأضافت: "العقرب وما العقرب.. زنازين انفرادية وانتهاكات بالجملة، ومنع للزيارات بالسنين، باختصار العقرب هو قتل بالبطيء!".

كما أشار الناشط المصري أحمد البقري إلى أن في سجون الموت قتل الرئيس مرسي والبرلماني عصام العريان والمرشد الأسبق مهدي عاكف، وأخيرا وليس آخرا البرلماني حمدي حسن!

وتساءل: "لماذا؟ وإلى متى؟ كل هذا التنكيل؟".

 كما لفت وزير الاستثمار المصري السابق يحيى حامد إلى أن المعتقلين "باسم عودة، أسامه مرسي، أحمد عبد العاطي، عصام الحداد، أيمن علي، أسعد الشيخة، عصام سلطان، جهاد الحداد، أحمد عارف، أمين الصيرفي، أيمن هدهد، ومئات غيرهم في سجن العقرب ممنوعون من الزيارة ومن أقل حقوقهم منذ سنوات".