رفضا لمحاولة "تجميل" الانقلاب.. هكذا يخطط سودانيون لمواجهة إجراءات البرهان

12

طباعة

مشاركة

يواصل السودانيون الدعوة لمسيرات ثورية رافضة لانقلاب رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، الذي نفذه في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وسلب بموجبه من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك صلاحيته، ثم أعادها له بعد ذلك باتفاق سياسي لاقى رفضا واسعا. 

"تنسيقات لجان مقاومة ولاية الخرطوم"، أعلنت الخروج في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عبر #مليونية30نوفمبر، على أن تكشف مساراتها لاحقا، داعية للتغريد على وسم المليونية، والمساهمة في استمرار مسيرة الثورة السودانية التي "لن تتوقف حتى تحقق كامل مطالبها".

إعلان التنسيقيات عن موعد المليونية جاء في أعقاب صدور عدة دعوات لمليونيات ومواكب بتواريخ مختلفة (منها داعمة لحمدوك) أربكت الحراك الثوري، مما دفعها لإعلان الموعد والتأكيد عليه للوصول بالحراك الثوري إلى غايته التي ارتضاها ثوار "ثورة ديسمبر (كانون الأول 2018)".

الناشطون على تويتر استجابوا لدعوة تنسيقات لجان المقاومة، وتفاعلوا مع وسم المليونية، معلنين رفضهم لكل التحركات الجديدة التي تتخذها سلطات الانقلاب العسكري، من إقالات وتعيينات جديدة في جهاز الشرطة، ومحاولة استقطاب جهات تنسيقية في الثورة السودانية.

وأعفى حمدوك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 الفريق أول شرطة حقوقي خالد مهدي إبراهيم الإمام من وظيفة مدير عام قوات الشرطة، والفريق شرطة حقوقي الصادق علي إبراهيم من وظيفة نائب مدير عام قوات الشرطة، استنادا إلى أحكام الوثيقة الدستورية. 

وعين حمدوك كلا من الفريق شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر مديرا عاما لقوات الشرطة، واللواء شرطة مدثر عبد الرحمن نصر الدين عبد الله نائبا لمدير عام قوات الشرطة ومفتشا عاما.

القائمون على حساب "جرعة وعي" المعني بنشر الوعي العام، أوضحوا أن "مدير عام قوات الشرطة المقال بدون محاسبة، خالد مهدي، يشغل الآن وحتى عام 2024 منصب مندوب السودان في اللجنة التنفيذية للإنتربول".

وأشاروا إلى أن مدير عام قوات الشرطة المعين حديثا عنان حامد من أبناء "قندتو" بنهر النيل مسقط رأس البرهان، وهي المعلومات التي تداولها الناشطون على الوسم في رفض لإعادة تدوير الوجوه القديمة، وإصدار قرارات إقالة بدون محاسبة.

الناشطون برز حديثهم عن الطرق والوسائل التي سيستخدمونها في حراكهم الثوري للتعبير عن رفضهم للانقلاب، محذرين من محاولات الانقلاب اختراق ثورتهم بشتى الطرق ومحاولة استدراج لجان المقاومة وشيطنة الناشطين لوأد الحراك الثوري.

مساحيق تجميل

الناشطون ذكروا بأهداف ثورتهم وحراكهم، وأكدوا أن القرارت الأخيرة عبارة عن قرارات تجميلية لتمرير الانقلاب، مشيرين إلى أن البرهان يقوي وجوده بتعيين كوادر المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا في عهد المعزول عمر البشير)، ممن أسقطهم الشارع في مواقع مهمة.

المغرد أبازار حسن، قال إن "المساحيق التجميلية بالإعفاءات والإقالات لن تستقيم بها دولة، وإنما تطبيق العدالة والقانون على الكل هو ما ينشده الجميع فلا سبيل غير ذلك، ما يفعل هو إخفاء وتغييب للعدالة بصورة مقننة في الوقت الحالي من قيادات الانقلاب".

رجل الأعمال، هيثم عثمان إبراهيم، قال إن "مليونية 30 نوفمبر، تعني أن الشعب السوداني صامد على مطالبه وعلى رأسها القصاص للشهداء والتحول المدني الديمقراطي"، قائلا: "مطالبنا ليست مرتبطة بشخص أو جهة وإنما يمليها علينا ضميرنا ورغبتنا في التحرر والانعتاق".

من جهته، أوضح المغرد خالد كروبين، أن "مليونية 30 نوفمبر لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقادة لجان المقاومة والتنسيقيات، ولرحيل المجلس العسكري وتسليم السيادي لسلطة مدنية يختارها الثوار، ولبناء الدولة المدنية".

وأشار المغرد عادل إلى أن "مطالب الشارع بسيطة، عسكري في الحدود، دكتور في المستشفى، تاجر في دكانه، وكلهم تحت المراقبة من الدولة المدنية مفصولة السلطات".

رفض الاتفاق

وجدد ناشطون رفضهم للاتفاق السياسي الذي أعاد البرهان بموجبه حمدوك إلى منصبه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مستنكرين محاولة رئيس الحكومة دعوة جهات ثورية للتفاوض دون غيرها.

وقال سيف الحق النسجري إن "حمدوك عاد لمنصبه الذي سلبه منه البرهان لا لصالح الشعب، وإلا كان أصر على حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس جديد بأغلبية مدنية تحت رئاسته، إنما سيادته عاد ردا لكرامته وهيبته فقط وليس لمصلحة السودان".

الناشط محمد أحمد صالح حمادي، أكد أن "اتفاق حمدوك لا يمثل الشارع"، قائلا: "نريدها مدنية كاملة غير منقوصة دون تدخل العسكر في العمل التنفيذي، العسكر مهمته الحماية فقط ولا يتدخل في العمل السياسي". وأعلنت تنسيقية "لجان مقاومة كرري" رفضها التام للدعوة المقدمة إليها من رئيس وزراء الانقلاب حمدوك، شكلا ومضمونا، قائلة إن "توضيح ما قام به لا يحتاج لجلسات خلف الأبواب الموصدة، لأن ما حدث في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 انقلاب على الثورة، ومكان الانقلابيين السجون وليس قاعات التفاوض".
من جانبه، أثنى حساب باسم "أسد النيل الصافي" على موقف التنسيقية، قائلا إنه "رأي سديد ومقدر من لجان المقاومة، فلو أراد حمدوك المخاطبة فعليه بالحوار العام وهو مسيطر على وسائل الإعلام".

وعد محاولة حمدوك اصطياد لجان المقاومة فرادى "خسة"، متوقعا أنه "سرعان ما سيصنع جسما موازيا ويسميه بلجان المقاومة تماما كصنيعته قحت (قوى الحرية والتغيير)".

فيما وصف الكاتب الصحفي محمد مصطفى بيان التنسيقية بـ"الناري".

وسائل الثوار

الناشطون روجوا للوسائل التي يفضلون استخدامها لملاحقة قادة الانقلاب العسكري، وإعلان رفضهم للانقلاب وما تبعه من قرارات، أبرزها التصعيد الثوري على الأرض بفعاليات متلاحقة، وتقديم بلاغات ضد قادة العسكر، وغيرها من الوسائل الأخرى.

وقال المغرد علاء: "إن عهدنا ماض بسلميتنا المعلومة، وثورتنا مستمرة، ومواكبنا على مجمرة الغضب، وتظاهراتنا تستوي في قدر الزمن، وإضراباتنا معراجنا، والمدنية الكاملة سراجنا المنير".

وكتب المغرد حيدر مأنيس: "ثورتنا مستمرة لتحقيق أهدافها ولانتصار الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لكافة المعتقلين". ودعا حساب باسم "زول سوداني" القانونيين إلى "فتح بلاغات جنائية ضد مدير الشرطة المقال ونائبه، حاصروهم حاصرهم البلاء ليس المهم إقالتهم، ولكن الأهم محاسبتهم على قتل الشهداء".

ونشرت المغردة "أم ياسين" صورا لفعالية سينما الشارع، التي أقامتها تنسيقية لجان المقاومة-الأبيض في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ضمن فعالياتها "الثورية المستمرة"، مؤكدة أن "الفنون إحدى الأدوات الثورية المهمة جدا، التي ستساهم في هذه المرحلة في رفع الوعي وتنوير المجتمع، وستكون إحدى الوسائل الآن ومستقبلا".

وكتب صاحب حساب "شد الرحال": "أهم حاجة الناس ما تنسى حصة العنصر النسائي، ونهيب بالجميع للمشاركة في عمليات الحوار.. اطرحن حلولكن وشاركن في عملية البناء القاعدي ضعوا حقوقكن كأساسيات لأي عمل سياسي، واللجان ملزمة بتضمين تلك الحقوق ضمن الميثاق.. لا تغفلوا دور المرأة في المجتمع وحقوقها المهضومة".