"لم يداهن كغيره".. هكذا نعى ناشطون المثقف اللبناني سماح إدريس

بيروت- الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

"نصير فلسطين ومقاوم التطبيع والمطبعين"، بهذه الكلمات نعى ناشطون على تويتر، المثقف والناشر والمترجم اللبناني سماح إدريس، الذي توفي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في بيروت عن عمر ناهز 60 عاما نتيجة إصابته بالسرطان.

سماح هو نجل مؤسس دار الآداب الراحل سهيل إدريس، وهو كاتب وناقد وعضو مؤسس في حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان منذ 2002، وعرف بمناهضته للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودعمه للمقاومة الفلسطينية.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم #سماح_إدريس، أكدوا أنه ظل يدعم فلسطين حتى الرمق الأخير، وأفنى سنوات عمره في نشر ثقافة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي بقدر ما سخر خصومه من جهوده.

وتداولوا مقتطفات من كلمة ألقاها في مؤتمر "المسار الفلسطيني البديل" في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، والذي كان ضمن مشاركته الأخيرة البارزة قبل تدهور حالته الصحية، وأبرزها قوله: "إذا تخلينا عن فلسطين، تخلينا عن أنفسنا".

حاز إدريس، على الدكتوراه من جامعة كولومبيا في نيويورك في دراسات الشرق الأوسط 1991، والماجستير من الجامعة الأميركية في بيروت في الأدب العربي، والبكالوريوس من الجامعة نفسها في الاقتصاد.

ونشر عشرات الدراسات والمقالات والكتب المترجمة، واشتهر بنشاطه الداعم للشعبين الفلسطيني واللبناني وحل الأزمة العراقية. وله كتابان في النقد الأدبي: "رئيف خوري وتراث العرب" و"المثقف العربي والسلطة: بحث في روايات التجربة الناصرية".

ثبات إدريس

برزت مقارنات الناشطين بين إدريس ومواقفه وصموده في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، وبين مثقفين آخرين، دون الإشارة إلى أسمائهم، اتخذوا منحى مختلفا، مؤكدين أن الراحل كان نموذجا يجب أن يحتذى به.

الكاتبة والإعلامية سعدية مفرح، قالت: "رحم الله سماح إدريس المثقف الثائر المقاوم للتطبيع بكل قواه وحتى آخر لحظة من حياته. لم يداهن كما فعل آخرون وفقا لمصالحه كناشر مثلا. بقي صامدا وثائرا ومخلصا لمبادئه.. وحقيقيا. العزاء لأسرته وقرائه ومحبيه".

وكتب الصحفي والباحث اللبناني مايكل أبو ناجم: "سماح إدريس واحد من قلة من المثقفين اللبنانيين والعرب الذين التزموا قضية آمنوا بها، نبيل، علماني، تنويري، ملتزم، وقف ضد التطبيع مع إسرائيل حتى الرمق الأخير.. لم يقف على باب سلطان، أو حديث نعمة، مثقف ملتزم كسماح إدريس هو خسارة كبيرة للبنان وبيروت، ورحيله يستحق الحزن".

وقالت الصحفية غدي فرنسيس عن إدريس: "كنت فردا، سد فراغ أحزاب وأفواج مؤللة من المزايدين ممتنون أبدا لصوتك، لقلمك، لنموذجك… والوفاء يكون بالاستمرارية، وبأن نضعك قدوة وتكون الصوت المنبه داخل عقولنا بشكل يومي"، مضيفة: "لا للتطبيع.. يوم رحلت، انضم 70 كاتبا عالميا لسالي روني التي قاطعت الكيان.. المقاطعة مقاومة".

الأكاديمي أسعد أبو خليل، أشار إلى أنه لم ير في جنازة ودفن إدريس، الصف المعهود من المتملقين والفاسدين والحربائيين والمتلونين ولاعبي الأكروبات، قائلا: "لم أر إلا الثابتين عبر الأزمان وأولاد المخيمات الفلسطينية".

نعي ورثاء

ورثى ناشطون سماح إدريس، وتحدثوا عن ثقافته ومواقفه وثباته ودعمه للفلسطينيين، معربين عن حزنهم لخسارة القضية الفلسطينية مناضلا مثل إدريس كان مؤمنا بها ومدافعا عنها.

وترحم الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، على إدريس، ووصفه بالمثقف والمقاوم، مشيرا إلى أنه عاش ومات وفلسطين في قلبه وفي عمله.

رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش، رأى أن القضية الفلسطينية خسرت برحيل إدريس مناصرا ومدافعا صلبا ومثقفا ملتزما بالدفاع عن فلسطين حتى النهاية.

الأكاديمي حسن الغور، أكد أن إدريس، رحل ولم يبدل شعاره الثابت، وهو "إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا".

وقال إن هذا الشعار "تصدى من خلاله، مع حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان لكل أشكال التطبيع الثقافي والفني والأكاديمي والرياضي مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار رفعت بدوي إلى أن إدريس أوفى للقضية الفلسطينية، ومارس الكفاح الثقاقي ضد الاحتلال، وناضل لأجل عدالة الإنسان، قائلا: "ثوار الفكر يتقدمون معركة وعي الأجيال ويخوضونها حتى الرمق الأخير لكنهم يصرون على الرحيل بصمت، وهكذا تكون حياة الثائر الذي لم يبدل تبديلا".

ورأى المغرد خليفة، أن أكبر الخسارات البشرية هي بالإنسان الذي يفني عمره لينشر فكر وعقيدة حق، حتى لو لم يمجد بالزمن المنافق، لكن سيظل اسمه يلمع مع الزمن.