موقع عبري: هكذا يؤثر حظر بريطانيا لـ"حماس" على نشاطها حول العالم

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

احتفت وسائل إعلام عبرية بتصنيف بريطانيا حركة المقاومة الإسلامية حماس "منظمة إرهابية"، رغم اعتراضها "على تأخر هذا القرار".

وأشار موقع "عرب إكسبورت" العبري إلى أن إعلان بريطانيا (19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021) تصنيف حماس منظمة إرهابية جاء متأخرا للغاية، لكن كما قيل "أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا"، وفق تعبيره.

وتابع: "هذه خطوة مشجعة للغاية، فالقرار البريطاني يستند إلى الكثير من المعلومات الاستخبارية المحلية وأيضا من المخابرات الإسرائيلية".

وقد انضمت بريطانيا إلى دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا والاتحاد الأوروبي وأستراليا ونيوزيلندا التي أعلنت بالفعل أن حماس منظمة إرهابية، وفق زعمها.

ويلفت الموقع إلى أن الخطوة البريطانية تأتي أيضا بعد تصنيف إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 6 منظمات مدنية فلسطينية "إرهابية" بزعم تبعيتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ويقول: "تنتمي منظمة الجبهة الشعبية رسميا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، لكنها تدعو إلى تدمير إسرائيل، ولها علاقات وثيقة مع حماس آخر اجتماع جرى بينهما لزيادة التعاون (نهاية نوفمبر/تشرين الثاني)".

ادعاءات متواصلة

ويشير الموقع العبري إلى أن هذا الموضوع يشغل وسائل الإعلام في العالم العربي لأن لندن هي المركز العالمي لجمع التبرعات لجماعة الإخوان المسلمين وحماس، بحسب زعمه.

وادعى أن الأموال تتدفق من بريطانيا إلى قطاع غزة لتمويل أنشطة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ومن ناحية أخرى، "الأموال مخصصة لاستثمارات خاصة لقادة الحركة في الخارج".

وبحسب زعم الموقع "تعقد كبار الشخصيات في حماس استثمارات بمليارات الدولارات في دول مختلفة حول العالم، والكثير من هذه الأموال تأتي عبر لندن".

وإلى جانب تمويل جماعة الإخوان المسلمين، كشفت السلطات السودانية في سبتمبر/أيلول 2021 عن حجم استثمارات شخصيات بارزة في حماس في البلاد بقيمة 1.2 مليار دولار، وهو ما نفته الحركة.

وواصل الموقع مزاعمه بالقول: "يوجد في لندن المئات من ناشطي حماس يعملون في 3 جمعيات لجمع التبرعات، ولا تصل تلك الأموال إلى سكان قطاع غزة بل تتدفق مباشرة إلى جيوب قادة الحركة".

وأشار المحلل الأمني بالموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن قيادة حماس تخشى أن تؤثر بريطانيا سلبا على النظام المالي الذي أقامته في لندن بعد إعلانها "منظمة إرهابية"، بحسب زعمه.

وادعى أن "عشرات المليارات من الدولارات أصبحت في خطر، فهذه أموال كان من المفترض أن تتدفق على قادة حماس للاستثمار في دول مختلفة حول العالم".

وبحسب ابن مناحيم، فإن هجوم قيادة حماس على بريطانيا حاد للغاية، وغضب الحركة من القرار كبير.

وتزامن القرار البريطاني مع الذكرى السنوية لوعد بلفور عام 1917 والذي مهد لإقامة ما تسمى دولة إسرائيل، وكان "انتصارا كبيرا" للحركة الصهيونية، وفق المحلل.

وبينما كثف الفلسطينيون في الأشهر الأخيرة مطالبهم من بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور والاعتراف بدولة مستقلة على حدود 1967 جاء الرد سريعا نسبيا بإعلان حماس منظمة إرهابية واتهامها بمعاداة السامية وتهديد أرواح اليهود في المملكة المتحدة، وفق زعم لندن.

وقارن المحلل حماس مع منظمة التحرير الفلسطينية التي جرى إعلانها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية في السبعينيات، مبينا أن الأمر هنا مختلف.

وواصل: "سمح لمنظمة التحرير بفتح ممثليات لها في عدة دول وأجرت مفاوضات سرية مع إسرائيل في أوسلو عام 1993".

وأردف: "اعترفت المنظمة رسميا بإسرائيل وأقامت حفلا بشأن أوسلو في قطاع غزة بمشاركة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وبدأت بمحادثات سياسية".

هدية لإسرائيل

ولفت المحلل الأمني إلى أن منظمة التحرير اضطرت للتخلي عن مبدأ "الكفاح المسلح"، وقد كلفت الانتفاضة الثانية الفلسطينيين غاليا، وفق قوله.

وقال: "تعلم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الحالي محمود عباس الدروس، ودعا إلى إجراء مفاوضات سياسية وتعاون أمني وثيق مع إسرائيل".

وفي المقابل، يتابع: "تواصل حماس الدعوة إلى تدمير إسرائيل، ولا يزال ميثاقها لعام 1988، الذي تضمن بنودا معادية للسامية ساريا، وتنادي الحركة بإقامة فلسطين من البحر إلى النهر".

ويضيف بأن قرار الحكومة البريطانية في هذا الصراع السياسي يساعد إسرائيل، وقد يدفع دولا أخرى للسير على ذات الطريق وتعميق التطبيع مع الدول العربية.

ويعتقد أيضا أن القرار البريطاني "سيساعد في محاربة القضايا الفلسطينية بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي تزعم أن إسرائيل ترتكب جرائم في الأراضي الفلسطينية"، وفق تعبيره.

ورأى أن القرار "يعطي إسرائيل مبررا أخلاقيا وأمنيا لشن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة للدفاع عن نفسها ضد هجمات حماس الصاروخية".

كما "يساعد الإعلان البريطاني في إعداد الرأي العام الدولي بأن إسرائيل تحارب حركة إرهابية تسيطر على قطاع غزة وتستخدمه كدرع لشن هجمات على المواطنين الإسرائيليين"، وفق زعمه.

ويلفت المحلل الأمني إلى أن القرار البريطاني قد يحرج مصر التي تحاول الآن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل.

 كما أنه يجعل من الصعب على رئيس السلطة الفلسطينية الدخول في شراكة سياسية مع حماس دون تغيير مواقفها، بحسب ما ادعى المحلل.

ويقول أيضا إن القرار هو تذكير لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن حماس "غير مستعدة للاعتدال والاعتراف بإسرائيل والتخلي عن مسارها".