استقالات وإقالات.. ما أسباب "الزلزال المعلوماتي" في جهاز الموساد؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة إيرانية الضوء على استبعاد مسؤولين رفيعي المستوى من جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وسط تساؤلات عن أسباب القرار وأبعاده في الصراع مع طهران.

وذكرت وكالة "أنباء فارس" في مقال للكاتب الصحفي مهدي جهان تيغي، أن "فشل جهاز الموساد في عمله استدعى استبعاد بعض من أعضائه لاكتشاف شخصياتهم". 

فشل الجهاز

وأوضح جهان تيغي أن "الفرضية الأولى لهذا القرار، هي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يسعى إلى مواجهة التحول وتغيير إستراتيجيات سلفه بنيامين نتنياهو الأمنية بشكل تام بعد وصوله إلى هذا المنصب".

والسبب الرئيس لبينيت أيضا، أنه يعتقد أن الموساد في ظل سياسات نتنياهو وعند مواجهته لإيران طوال 15 عاما لم يفشل فقط بشكل إستراتيجي، وإنما تسبب في أزمة أمنية لهذا النظام.

وتابع جهان تيغي: "القضية الأخرى هي أن المؤشرات ليست بالقليلة، بل تنم عن فرق قديم في جهاز الموساد".

ويرى أن "التغيرات الهيكلية تعتبر نوعا من التسوية الأمنية في النظام الإسرائيلي، والحقيقة أن الأشخاص الذين أجبروا على الاستقالة كانوا يسيطرون على جزء مهم من إدارة الموساد لسنوات عديدة، ويحددون مهامه، وتم إجبارهم على الانسحاب بشكل فعلي".

واستطرد جهان تيغي أن "عددا آخر من المسؤولين في هذا الجهاز التجسسي يقال إنهم سيستقيلون خلال الأيام المقبلة اعتراضا على التغيرات، وتعطيل بعض أقسام الموساد، وافتتاح أقسام جديدة، وتعزيز بعض الأقسام الأخرى، وستكون هذه الاستقالات بمثابة تسوية حساب عظيم".

وذكر الكاتب أن "الاحتمال الأقوى هو أن عمق الاختراقات السيبرانية الأخيرة كشف هوية مئات من الضباط العسكريين ومخابرات الاحتلال".

واعتبر أن "الموساد بحاجة إلى تجديد شامل للحفاظ على وجوده واستكمال مهامه، خاصة وأنه في الوضع الحالي هناك بعض من ضباط المخابرات الكبار كشفوا، حتى أن صور أسرهم تقع في يد معارضي الكيان الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "الهجمات السيبرانية الأخيرة مثل ضربات مجموعة قراصنة عصا موسى (Moses Staff) الموجهة إلى الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حيث انتشرت بعض من الأخبار عن هذه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت عن ضعف الموساد في المجال التكنولوجي، وللسبب نفسه يجب عليه أن يعمل على تعزيز مجاله التكنولوجي".

ونقل جهان تيغي عن تقارير دولية أن "رئيس الموساد، دافيد برنياع، يشعر أن الجهاز سيرتبط بالتكنولوجيا في كل شيء، وبالمقارنة مع سائر الأجهزة الاستخباراتية في العالم فإنه يقع في المراكز الأخيرة".

والجدير بالذكر أن برنياع يعمل في المجالات التقليدية ويجعل القوى البشرية في حالة حركة وتفاعل مع التكنولوجيا الجديدة؛ بحيث توضح التقديرات أن المجال التكنولوجي يمكن أن يعتمد عليه الموساد بشكل أساسي أكثر من أي وقت.

ضربات إستراتيجية

ولفت الكاتب الإيراني أن "بينيت كشف منذ فترة عن إستراتيجية (آلاف الجرحى) في المواجهة مع طهران والتي على أساسها أن على الأخيرة استقبال مئات الضربات الخفيفة في التكوين العسكري، والاستخباراتي، والدبلوماسي بدلا من الضربات الثقيلة، كي يغلب عليها الضعف المطلق في النهاية".

والتغيرات الأخيرة في الموساد بخصوص المجال التكنولوجي وعمليات التعزيز "تنم عن أن الموساد في حالة من التجديد والتطوير لاتباع هذه الإستراتيجية"، وفقا لما ذكره جهان تيغي.

واعتبر أن "الزلزال المعلوماتي الذي حدث في الموساد خلال الأسابيع الأخيرة عمل على إجبار وكالة المخابرات المركزية (سيا) بعد استقبال بعض الضربات المعلوماتية الثقيلة من إيران على تحريك الإدارة، وليس ببعيد عن الذهن أن الكثير حول العالم يعتبر طهران المتغير الرئيس لهذه التغيرات الإجبارية".

من جانبه، كتب مراسل القسم السياسي في موقع "واي نت" العبري، آيتامار آيجنر، أن "رئيس الموساد، برنياع، منذ توليه المنصب الجديد يسترشد بتغيير إستراتيجي في عمل هذا الجهاز حتى يثبت أنه لا يعاني من الركود في مواجهته مع تهديد إيران".

وذكر آيجنر نقلا عن مصادر في الموساد أن السبب الرئيس لاستبعاد المسؤولين من الجهاز "هو إحداث التغيرات نفسها، وإذا لم يقم بهذه التغيرات، سيفقد الموساد طرف الهجوم الاستخباراتي في العالم بأكمله".

فيما قال الكاتب الإيراني إن "التوجهات المذكورة أعلاه توضح أن مسار المواجهة مع المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية بالنسبة للطرف الإسرائيلي والأميركي لم يقتصر على استقبال الضربات المعتادة، وتحولت آثار هذه المواجهة إلى ضربات إستراتيجية".

ونشرت وكالة "أنباء فارس" مقالة بعنوان "اعتراف إسرائيل بالهزيمة في الحرب السيبرانية مقابل إيران".

ولفتت إلى أن صحيفة "يديعوت آحرونوت" العبرية أكدت أن "هناك فريق قراصنة كشف عن بعض الملفات الاستخباراتية المتعلقة بالجيش الإسرائيلي وتشمل معلومات عن مئات الجنود".

وأشارت الوكالة إلى أنه وفقا لتقرير الصحيفة فإن "الجماعة التي تطلق على نفسها (عصا موسى) نشرت ملفا يحتوي على المواصفات الكاملة لقوات الكتيبة القتالية للنظام الإسرائيلي، وتشمل معلومات على مئات العساكر في الجيش، من بينها، الاسم، البريد الإلكتروني، عنوان البيت، ورقم الهاتف".

وختمت "أنباء فارس" تقريرها بالقول إن "صحيفة جيروزاليم بوست العبرية ادعت بعد عدة أيام من نشر الملف، أن هناك فرقة قراصنة إيرانية تعرف بالظل الأسود (Black shadow) شنت حملة سيبرانية على خوادم شركة الإنترنت للنظام الإسرائيلي المعروفة بسايبرسرف (Cyberserve) وأصبحت غير متاحة للوصول، وقاموا بالتهديد بإفشاء المعلومات الخاصة بها".