مقتل وإصابة إسرائيليين واستشهاد فلسطيني.. هذه تفاصيل "عملية القدس" ورسائلها

12

طباعة

مشاركة

رغم التنسيق الأمني الجاري على قدم وساق بين الاحتلال الإسرائيلي ورئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله، وتجفيف منابع وصول الأسلحة للفلسطينيين، فإن ذلك لم يمنعهم من تنفيذ عمليات فدائية، باستخدام أسلحة محلية الصنع في مواجهة أسلحة حديثة تمتلكها قوات الاحتلال.

ونفذ الفلسطيني فادي أبو شخيدم (42 عاما)، صباح 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عملية إطلاق نار ببندقية من نوع "كارلو" في البلدة القديمة بالقدس، أسفرت عن مقتل جندي من قوات الاحتلال وإصابة 3 آخرين، أحدهما بجروح خطيرة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إن "أفراد القوات وحرس الحدود ردوا بإطلاق النار" على منفذ العملية وقاموا بتحييده".

من جانبها، نعت حركة "حماس"، أبو شخيدم، وقالت إنه أحد قادتها، و"نفذ (عملية باب السلسلة) في القدس اليوم"، محذرة إسرائيل من أن "جرائمها لن تبقى دون رد رادع".

وأوضحت أن "رسالة هذه العملية البطولية تحمل التحذير للعدو المجرم وحكومته بوقف الاعتداءات على أرضنا ومقدساتنا، وأن حالة التغول التي تمارسها ضد المسجد الأقصى وسلوان والشيخ جراح وغيرها، ستدفع ثمنها".

قيادي حماس

الناشطون على تويتر، احتفوا بالعملية الفدائية وما تحمله من رمزية، نظرا لأنها نفذت في القدس، وفي قلب البلدة القديمة، وفي عمق منظومة الاحتلال الإسرائيلي الأمنية، وبرز حديثهم عن بدائية الأسلحة التي استخدمها "أبو شخيدم" في عمليته.

سلاح الكارلو "مدفع رشاش" محلي الصنع، وهو مصطلح لغوي عسكري يطلق على السلاح الذي يطلق نيرانا مستمرة، وبمعدل عال من الطلقات، ضد الأفراد والأهداف غير المدرعة.

الناشطون تداولوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_القدس، #القدس #فادي_أبو_شخيدم، وغيرها، صورة للشهيد أبو شخيدم لحظة البدء بإطلاق النار على جنود العدو في البلدة القديمة في القدس، ومعلومات عنه وعن انتمائه وسنه وقناعاته.

وأوضحوا أن أبو شخيدم قيادي في "حماس"، وأحد وجهاء وأعلام مخيم شعفاط، وأسير محرر، ومن رواد وشيوخ المسجد الأقصى المبارك، وحاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، ومدرس التربية الإسلامية في مدرسة الرشيدية، وخطيب لعدد من المساجد في مدينة القدس.

وتداول الناشطون أيضا صورا أخرى للأسلحة التي استخدمها الشهيد في عمليته، ومقاطع فيديو للحظات الأولى للعملية، توثق الاشتباك المسلح قرب باب السلسلة، ويظهر فيها صراخ وهلع جنود الاحتلال، وإطلاقهم النار بشكل جنوني على منفذ العملية.

وعد ناشطون العملية الفدائية ردا فلسطينيا صريحا وعمليا رافضا للقرار البريطاني المعلن في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بشأن فرض حظر شامل على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

رمزية العملية

الناشطون تحدثوا عن رمزية العملية الفدائية ودلالاتها، معلنين استمرار مقاومتها وتصديهم للاحتلال الإسرائيلي وداعميه.

الكاتب ياسر الزعاترة، وصف العملية بـ"البطولية"، قائلا: "ما يعنينا أنها القدس، عنوان الصراع وعامل تفجيره الدائم، يريدها الغزاة عاصمة، وأقصاها هيكلا، وهنا شعب يهتف لها بالروح.. بالدم.. سلام على المدافعين عنها، والعار لمن يمنحون الغزاة أرخص احتلال عبر التاريخ".

الناشط الإغاثي محمد سعيد نشوان، كتب: "لا يهم التفاصيل، ولا يهم عدد القتلى، ولا يهم عدد الإصابات، المهم أن العملية الفدائية حدثت داخل أسوار مدينة القدس عنوان الصراع، وحدثت باستخدام سلاح آلي، رغم الحواجز وآلاف جنود الاحتلال"، مؤكدا أن فلسطين "هي عرين الأبطال وأرض الرجال".

الباحث في الشؤون الإسرائيلية، صالح النعامي، قال إن "عملية القدس تشي بعقم الحسابات الصهيونية ومنطلقاتها المتهافتة. الشعب الفلسطيني، الذي خلفه أمة عظيمة وحية، هو من يملي الوقائع على الأرض وليس سلطة التعاون الأمني في رام الله ولا نظم التطبيع، استهداف الأقصى والقدس يجعل الصهاينة دائما في مواجهة مفاجآت هذا الشعب".

الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، نقل عن المتحدث باسم "حماس" في مدينة القدس، محمد حمادة، قوله إن "عملية القدس رسالة اختراق للعدو وصنعت جرحا عميقا في الاحتلال، والعمليات ستستمر ردا على محاولات تدنيس المسجد الأقصى ومحاولات المستوطنين تهويده". فيما قال الناشط أنس الجزار إن "القدس ستبقى عاصمة فلسطين بأمر شعبها ويبقى كل شيء مشروعا لشعب يناضل للخلاص من الاحتلال، وعلى بريطانيا التي شرعنت الاحتلال أن تعلم أن هذا الشعب سيبقى يناضل ضد الاحتلال ضمن القوانين التي  تكفل بحمايتها القانون الدولي، الذي شرع مقاومة المحتل بكل الطرق، فشعبنا مناضل وليس إرهابيا".

بدائية السلاح

وبرز حديث الناشطين عن بدائية الأسلحة التي يستخدمها الفدائيون لرد عدوان إسرائيل واستمرارهم في مقاومة الاحتلال.

الكاتب والمدون الفلسطيني أحمد أبو عبيدة، نشر صورة السلاح الذي نفذ به الشهيد عملية القدس، قائلا: "المجد للكارلو الذي انتفض دفاعا عن القدس.. والعار للأسلحة المتطورة الجبانة المشبوهة التي لا نراها إلا في الأفراح والجنازات والنزاعات العائلية والعشائرية..".

صاحب حساب "الحاجز"، قال إن "الكارلو سلاح المستضعفين، يطرق اليوم أبواب القدس، يقول صباح الخير من أبناء فلسطين، ويعلن للعالم أن مجد فلسطين لا يزول إلا بزوال الاحتلال، وليس بالرغيف وحده يحيا الإنسان"، مضيفا: "المجد لمن حمل الكارلو، المجد للقدس، المجد لفلسطين".

توثيق الأحداث

وتداول الناشطون مقاطع فيديو للحظات الأولى لتنفيذ عملية "باب السلسلة" في القدس، وصورة الشهيد الشيخ أبو شخيدم، ومعلومات شخصية عنه.

الناشط السياسي خالد الجهني، نشر مقطع فيديو للحظات الأولى للعملية.

المغردة الأردنية، هلا العبادي، أوضحت أن منفذ العملية هو الشهيد الشيخ فادي أبو شخيدم، عمره 42 عاما، يسكن مخيم شعفاط، وهو أستاذ التربية الإسلامية في مدرسة الرشيدية في القدس المحتلة. ونشر الصحفي نضال سلامة، مشاهد من اشتباك باب السلسلة الذي أسفر عن إصابة 4 من جنود الاحتلال. وعن تفاصيل العملية، كتبت المغردة بيسان: "جاء المنفذ من جهة البلدة القديمة، أطلق النار على مستوطن قرب باب السلسلة، أعلن مقتله، ثم تحصن في زقاق، بعدها  واصل سيره وأطلق النار على مستوطن آخر وأصابه بجروح خطيرة، واشتبك حينها مع قوة من حرس الحدود وأصاب 2 منهم قبل أن يستشهد"، قائلة: "أبو شخيدم فتنت روحي يا شهيد!".

الصحفي خير الدين الجابر، أشار إلى أن "منفذ عملية القدس الشيخ أبوشخيدم أسير محرر، وحاصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية، وهو تربوي وأحد أبرز الأساتذة والدعاة في المسجد الأقصى المبارك والقدس".