موقع عبري يرصد أسباب عجز إسرائيل عن اختراق نظام اتصالات حماس

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "زمن إسرائيل" العبري فشل محاولات الجيش الإسرائيلي المتوالية في التسلل إلى نظام الاتصالات الخاص بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، مبررا ذلك بتطوير الحركة في السنوات الأخيرة قدرات نوعية تعجز إسرائيل عن اختراقها.

ونقل الموقع عن المحلل الاستخباراتي يوني بن مناحيم أن حركة حماس شكلت وحدات خاصة للتصدي للهجمات الإلكترونية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي فشل عدة مرات في محاولته التسلل إلى نظام الاتصالات الخاص بحماس، ومني بخسائر باهظة.

وزعم أن حماس تتلقى مساعدة تكنولوجية من إيران، لكن الحرب الاستخباراتية مستمرة، وسيحتل الهجوم السيبراني مكانة مهمة في المواجهة القادمة بين الجانبين.

قدرات متطورة

فبعد كشف منظمات مجتمع مدني فلسطينية وتأكيد وزارة الخارجية الفلسطينية قبل أيام أن إسرائيل استخدمت برنامج التجسس "بيغاسوس" لشركة NSO الإسرائيلية، لاختراق هواتف مسؤولين ونشطاء حقوق إنسان فلسطينيين، أعلنت حماس تشكيلها وحدات خاصة للتعامل مع الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية.

 وأشار الموقع إلى حديث مصادر في حماس لصحيفة الأخبار اللبنانية في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 عن تطوير الحركة لقدراتها السيبرانية بشكل كبير في السنوات الأخيرة ونجاحها في اكتشاف برامج التجسس الإسرائيلية على غرار بيغاسوس عند محاولة اختراق هواتف أعضاء بفصائل المقاومة واستخدام تلك البرامج لاحقا ضد إسرائيل.

وأضاف أن مهندسي حماس رصدوا اختراق وحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي لهواتف أعضاء كبار في الحركة، وبعد ذلك بدأ كبار مسؤولي حماس في اتخاذ إجراءات احترازية بشأن استخدام الهواتف، لمنع إسرائيل من انتزاع معلومات استخبارية منها.

 كما كشفت مصادر في حماس أن إسرائيل تدير منشأة خاصة عند معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، تخترق عبرها هواتف الفلسطينيين المارة عبر المعبر، كجزء من التفتيش الأمني، وتستخدم المعلومات المأخوذة من الهواتف لابتزاز الفلسطينيين للعمل كمتعاونين مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، وفق الموقع.

وأكد الموقع العبري أن لدى حماس قدرات متنوعة للعمل ضد إسرائيل، وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن الحركة ستنفذ في جولة الحرب القادمة هجمات إلكترونية ضد المؤسسات الحكومية والبنوك وشركات الطاقة في إسرائيل.

ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن "حماس تراقب باستمرار الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى إسرائيل ومن المرجح أن تحاول محاكاتها".

وزعم أن "جمعة الطحلة" مسؤول الأمن السيبراني في حماس الذي اغتالته إسرائيل خلال عملية "حارس الأسوار" التي أطلقتها على غزة في مايو/ أيار2021 ، كان يدير مجموعة هجومية، حاولت إغواء مسؤولين حكوميين وجنود بالجيش الإسرائيلي لتنزيل ملفات مرسلة إليهم لزرع برامج ضارة في الحواسيب الخاصة بهم.

وفي السياق، أشار الموقع إلى نجاح حماس قبل 3 سنوات في التصدي لقوة إسرائيلية خاصة شرق مدينة خان يونس جنوبي غزة، ما أدى إلى مقتل قائد القوة وإصابة آخرين، في العملية التي سمتها حماس "حد السيف".

وإسرائيل منذ عمليتها ضد غزة في 2014 المعروفة باسم "الجرف الصامد" وحتى اليوم، تحاول التسلل إلى منظومة الاتصالات الخاصة بالجناح العسكري لحماس، وعملية خان يونس كانت خطوة ضمن محاولات التسلل وتثبيت نظام تنصت خاص لنقل المعلومات إلى إسرائيل.

وزعم الموقع العبري أن مهندسي حماس اكتشفوا قبل عدة شهور من عملية "حد السيف" في خان يونس، اختراقا لشبكة اتصالات الجناح العسكري للحركة وتحديدا في منطقة الزوايدة بقطاع غزة، وذلك عندما حاولوا تفكيك جهاز تنصت إسرائيلي كبير تم دفنه في عمق الأرض، حيث وقع انفجار، وتبين لاحقا أن الجهاز كان مفخخا بحيث لا يمكن الكشف عن طريقة التنصت.

لكن مهندسي حماس تمكنوا من التعرف من بقايا الجهاز أن المعلومات الواردة تم نقلها من غزة إلى قاعدة تنصت في إسرائيل.

نقطة تحول إستراتيجية

كما أشار الموقع العبري إلى تصريحات للمحلل الفلسطيني محمود المرداوي أكد فيها أن إنشاء حماس نظام اتصالات خاص كان نقطة تحول إستراتيجية في أنشطة الجناح العسكري، فمنذ عملية الجرف الصامد وحتى اليوم، فوجئت إسرائيل بنشاطات الجناح العسكري ولا تستطيع رؤية أو سماع ما يحدث.

فوفق المرداوي، نظام الاتصالات الخاص بحماس يرسل تعليمات من أعلى المستويات العسكرية إلى المقاتل البسيط عندما يتعلق الأمر بالعمليات والتدريب واللوجستيات وحيازة السلاح، ولدى إسرائيل مشكلة في الحصول على معلومات استخبارية عن حماس، حيث حاولت التنصت على النظام باستخدام طائرات بدون طيار دون جدوى، وحتى المتعاونين معها في غزة لم يتمكنوا من إحضار المعلومات الاستخباراتية المطلوبة، والمعركة الاستخباراتية ستستمر لفترة طويلة بين الجانبين.

ورغم ذلك، زعم الموقع العبري أن إسرائيل أكدت خلال عملية "حارس الأسوار" الأخيرة أن لديها أنظمة استخباراتية ممتازة يمكنها عبرها توفير معلومات استخباراتية دقيقة عن الجناح العسكري لحماس، حيث اغتال الجيش الإسرائيلي في تلك العملية 5 من كبار أعضاء الجناح العسكري، كانوا مساعدين لرئيس أركان حماس محمد الضيف ويحيى السنوار قائد الحركة في قطاع غزة، وكلاهما نجيا بأعجوبة مرتين من محاولات اغتيال أثناء العملية نفسها.

وتحت اسم "حارس الأسوار"، شنت إسرائيل عدوانا على غزة استمر 11 يوما، في الفترة ما بين 10 و21 مايو/ أيار 2021، ما أسفر عن استشهاد وجرح آلاف من الفلسطينيين، بينما ردت حماس بعمليتها التي أطلقت عليها اسم "سيف القدس" على العدوان عبر إطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، وفي مقدمتها تل أبيب.

وعن المرحلة المقبلة، قال الموقع العبري إن الحرب الإلكترونية ستلعب دورا مهما سواء في المواجهة القادمة ضد حماس أو في حرب التنصت المتبادل المستمرة، والوحدة 8200 هي رأس حربة الجيش الإسرائيلي في هذا المجال.