"بلا قيمة".. هكذا وصف ناشطون قرار بريطانيا تصنيف حماس إرهابية

12

طباعة

مشاركة

بعد نحو عام على توقيع دول عربية اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت المملكة المتحدة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 فرض حظر شامل على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بموجب قانون مكافحة "الإرهاب"، بعد أن قالت إنها شرعت في استصدار قانون من البرلمان بهذا الشأن.

وقالت لندن إن أي شخص يدعم أو يدعو إلى دعم منظمة محظورة ينتهك القانون وذلك يتضمن حماس.

وعزت اتخاذ القرار لامتلاك حماس ما سمتها "قدرات إرهابية" مهمة، وفق قولها، مهددة بعقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات لكل من يعبر عن دعمه للحركة علنا.

القرار البريطاني أثار غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم لوصف بريطانيا بأنها دولة احتلال، وأن القرار يأتي استمرارا لممارسة دورها الاستعماري في المنطقة، وتعزيزا لتحالفها مع إسرائيل.

وذكروا عبر تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها، #المقاومة_مش_إرهاب #حماس، بدور بريطانيا في فرض إسرائيل على الشعب الفلسطيني بوعد بلفور الصادر عام 1917 وعرف بأنه "منح ما لا يملك لمن لا يستحق".

فبموجبه منحت بريطانيا "الحق لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين المحتلة". ووقت صدور الوعد كانت نسبة اليهود في فلسطين لم تتجاوز ستة في المئة.

الناشطون اتهموا بريطانيا بأنها شريك رئيس في معاناة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه لصالح إسرائيل، مستنكرين على دول عربية وخليجية على رأسها الإمارات والسعودية حفاوتهم بالقرار البريطاني عبر قنواتهم الإعلامية.

وبدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية، قرار الحكومة البريطانية إعلان حركة حماس "تنظيما إرهابيا"، ووصفته بأنه "استعداء للشعب الفلسطيني وتنكر لحقه المشروع في الكفاح من أجل التحرر من الاحتلال".

وقالت في بيان عقب القرار البريطاني، إن "الشعب الفلسطيني بقواه ومؤسساته كافة موحد في رفض وإدانة القرار، وتعتبره توطئة لدولة الاحتلال لمواصلة عدوانها وجرائمها، لأمر الذي تتحمل مسؤوليته حكومة بريطانيا". 

اصطفاف وتضامن

الناشطون أثنوا على حالة الرفض الشعبي للقرار البريطاني وإعلان الاصطفاف والتضامن مع المقاومة الفلسطينية واعتبارها مكونا أصيلا من مكونات الشعب.

الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، رأى أن الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لقرار بريطانيا بحق حركة حماس يُعبر عن أصالة الحالة الفلسطينية رغم بعض الاختلافات الداخلية.

وأكد أن الجميع مستهدف بهذا القرار، وبريطانيا مسؤولة مسؤولية مباشرة عن معاناة شعبنا منذ وعد بلفور حتى اليوم.

الباحث في الشأن الإقليمي محمد عوده الأغا، أكد أن المقاومة الفلسطينية بكل تفصيلاتها هي مكون رئيس من مكونات القضية الفلسطينية، وإن المساس بأي جزء منها هو مساس بحق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقه المشروع بمقاومة المحتل.

 الإعلامي راجي الهمص، قال إن تصنيف بريطانيا هو إصرار على نفاق المحتل ومعاكسة لتيار الوعي المتنامي في العالم مع القضية الفلسطينية وهو إعلان لن يغير من واقع أن بريطانيا على مدى العقود السابقة لم تنصف شعبنا بل حاربته وحمت مجرمي الاحتلال من الملاحقة والمحاكمة.

انحياز للاحتلال

وأعرب ناشطون عن رفضهم القرار وعدوه اصطفافا مع الكيان الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، وذكروا بوعد بلفور ومنح بريطانيا ما لا تملكه لمن لا يستحقه.

وزارة الخارجية الفلسطينية، أعربت عن إدانتها قرار الحكومة البريطانية، ووصفته بأنه "اعتداء غير مبرر على الشعب الفلسطيني، وخضوع للضغوط الإسرائيلية".

ووصفت في بيانها القرار البريطاني بأنه "انعكاس لتحول خطير في السياسة البريطانية التقليدية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر تبني المواقف الإسرائيلية تحت تبريرات وحجج واهية".

رئيس الحكومة المغربية السابق سعد الدين العثماني، رأى أن القرار يناقض موقف أغلب دول العالم بما فيها الأوربية، وانحياز للاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن القرار لقي انتقادات حتى من شخصيات بريطانية.

وأكد أن مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعب الفلسطيني ولكل الشعوب المحتلة. 

وتهكمت الناشطة السياسية والحقوقية علياء أو تايه الحويطي، قائلة: "حماس إرهابية من الذي أعطى وعد بلفور! إن هذا التصنيف مدعاة للسخرية، بالأمس أيضا طالبان إرهابية! وها أنتم تفاوضونها وتعترفون بها! الفعل على الأرض هو الذي يقرر، ستبتلعون تصنيفكم!".

وكتبت الإعلامية غادة عويس: "صاحبة وعد بلفور الذي أوصل بالآخر إلى إقامة نظام آبارتهايد ضد الفلسطينيين تصنف حماس الفلسطينية بالإرهابية، من يريد التخلص من حركة المقاومة عليه التخلص من الاستيطان والاحتلال والآبارتهايد أولا". 

الإعلامي القطري جابر الحرمي، أشار إلى أن بريطانيا التي هي أساس بيع فلسطين لليهود في وعد بلفور 1917 تصنف حركة حماس على أنها حركة إرهابية لأنها تقاوم احتلالا أوجده المستعمر الإنجليزي، مؤكدا أن حماس فخر الأمة لن يضيرها هذا التصنيف من دولة رعت كل العصابات الصهيونية التي فرخت قيادات تولت مناصب في الكيان الإسرائيلي.

بلا قيمة

وأكد ناشطون أن القرار لن يغير من مكانة حماس ودورها وما هو إلا إجراء بريطاني استكمالا لسلسلة التضيقات المتتالية على المقاومة الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أكد أن قرار وزيرة الداخلية البريطانية بتصنيف "حماس" حركة إرهابية، لن يغير الكثير، فهي حركة تتواجد بين شعبها، ولا تحتاج اعترافا ممن أسسوا كيان الاحتلال، ولن تنتظر منهم إنصافا.

وأضاف أن "ترامب بريطانيا"، ووزيرته المتطرفة لم يفعلا ذلك إلا استجابة للصهاينة، الذي يشعرون بعداء شعبي غير مسبوق لكيانهم.

أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، وصف التصنيف "سقطة أخلاقية"، خاصة أن بريطانيا المدانة الأولى بوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق وطنا في فلسطين قبل 124 عاما، قائلا: "نعم، انتقدت حماس لأخطائها ولتجاوزاتها - لكن حظرها لن يساهم بالحل".

الناشط في حركة حماس إبراهيم المدهون، قال إن التصنيف شرف للحركة ومؤشر صحة مسار، متسائلا: "ماذا ننتظر من الدولة التي أسست ودعمت الكيان؟"

وأضاف: "بريطانيا ضعيفة وقرارها لن يضرنا إلا أذى، وفيه دلالة أن الرهان على إرضاء الغرب أمر واهٍ؛ فهؤلاء ظلمة وليس لهم معايير للتصنيف، وهو مجرد دعم باهت لإسرائيل لن يجدي نفعا".

استنكار واسع

وندد ناشطون بترحيب الإمارات بالقرار البريطاني، وحفاوة الإعلام السعودي والإماراتي بالخبر.

واستنكر رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إقامة الإمارات الأفراح والليالي الملاح ابتهاجا بتصنيف بريطانيا لحماس إرهابية.

وتساءل: "هل حماس تهدد أبو ظبي بصواريخها مثلا؟ هل هي تحتل جزر طنب؟ ما هذا الجنون السياسي ؟!"

واستهجن محمد بن روضان خولان، ذلك أيضا قائلا: "صهاينة العرب السعودية الإمارات مبتهجين بتصنيف بريطانيا لحركة حماس إرهابية".

وكتب أبو العرب: "أصبح لا فرق بين الإمارات والسعودية وإسرائيل كليهما يطالب الغرب بتصنيف حماس حركة إرهابية".