وزير جيش إسرائيل يزور المغرب.. ما أبرز الاتفاقيات المنتظر التوصل إليها؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة إسبانية عن أبعاد زيارة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، إلى الرباط يومي 24 و25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، للتوقيع على تمديد اتفاقية الأمن والاستخبارات الحالية.  

وقالت صحيفة الإسبانيول إن الزيارة التي سيجريها غانتس ستكون الأولى من نوعها إلى المغرب. 

مشاريع "دفاعية"

وسيوقع خلال الرحلة الرسمية مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني بالمغرب، اتفاقية تفاهم تحدد شروط التعاون في مجال الدفاع.

وسيكون الوفد المرافق لغانتس مؤلفا من خبراء ومسؤولين مختصين في صناعة السلاح لبحث فرص الاستثمار في التعاون بين الجهتين في المجال العسكري والدفاعي. 

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة الإسبانيول، سيمتد التعاون إلى مشروع بناء قاعدة عسكرية بالقرب من مليلية. 

وعلى وجه الخصوص، تقع إحدى المناطق التي يتم فيها إنشاء القاعدة الجوية العسكرية في بلدة أفسو الصحراوية، بالقرب من مطار مونتي أروت في جنوب المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه البلدية كانت تابعة لمنطقة الحماية الإسبانية في المغرب من 1912 إلى عام 1956. 

ونقلت الإسبانيول عن مصادر استخباراتية أجنبية تحذيرها من أن "هذه الاتفاقات الأخيرة لها ثقل ووزن أكبر من تلك التي وقعتها الرباط مع واشنطن في أكتوبر/تشرين الأول 2020". 

في الواقع، يتجاوز التعاون الثنائي قضايا الدفاع ويتضمن أيضا اتفاقية استخباراتية. 

وأضافت الصحيفة أن هذه الاتفاقات تشمل تطوير صناعة إنتاج الطائرات دون طيار التي ستعزز القوة الجوية المغربية. 

ومثلما كشفت الصحيفة في السابق، يعمل المغرب إلى جانب إسرائيل حاليا على مشروع لتصنيع طائرات كاميكازي دون طيار في الرباط.  

بهذه الطريقة سيتمكن الإسرائيليون من إنتاج طائرات دون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبسعر أقل بكثير، وسيتمكنون من التمركز في أسواق التصدير.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعتبر أحد المصدرين الرئيسين للطائرات دون طيار، وأن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية لديها أكثر من 50 عميل نشط حول العالم.

تعميق التطبيع

وأضافت الصحيفة أن غانتس سيلتقي أيضا بوزير الخارجية ناصر بوريطة، بحسب تصريحات مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لقناة أي 24 نيوز التلفزيونية.

في السياق ذاته، صرح السفير الإسرائيلي في المغرب، ديفيد جوفرين للقناة أن "إمكانات الاتفاقيات بالغة الأهمية، ويجب أن نفهم أننا حافظنا على علاقات اجتماعية وثقافية منذ عقود".

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل والمغرب أعلنا إعادة العلاقات الرسمية بينهما في ديسمبر/كانون الأول 2020، مما أدى إلى بروز اتفاقيات تعاون في العديد من المجالات. 

على سبيل المثال، اعتبارا من 12 ديسمبر/كانون الأول، سيباشر تشغيل خط طيران مباشر بين الدار البيضاء وتل أبيب. 

ومع ذلك، في الوقت الحالي لم يعف المغاربة المسافرون إلى إسرائيل من التأشيرات.

من جانب آخر، وقع المكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم اتفاقية مع إحدى الشركات التابعة لشركة ريشيو إينرجي بيتروليوم الإسرائيلية، تمنحها الترخيص الحصري للتنقيب عن النفط والغاز على ساحل الداخلة بالصحراء الغربية.  

وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان عن هذه الرحلة كان عبر تغريدة كتبها باراك رافيد، الصحفي المتخصص في الدفاع في موقع أكسيوس، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة كانت مقررة منذ فترة طويلة، مثل زيارة وزيرة الاقتصاد والصناعة أورنا باربيفاي.

ويأتي ذلك قبيل الذكرى الأولى لتوقيع الإعلان الثلاثي (التطبيع) بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020.

ونوهت الصحيفة بأنه منذ ديسمبر/كانون الأول 2020 كان الاتصال بين البلدين ثابتا. 

وزار وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، المغرب في أغسطس/آب 2021 وافتتح بعثة بلاده في الرباط. 

حتى أنه وجه دعوة من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى ملك المغرب محمد السادس لحثه على زيارة إسرائيل.

بهذه الطريقة، تصبح إسرائيل الحليف الكبير الآخر للمغرب، وفق قول الصحيفة.

تعزيز التعاون

وبموجب ذلك، وقعت الرباط في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2020 اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة ستنفذ خلال العقد المقبل. 

ويتمثل الهدف النهائي للحكومة الأميركية في تعزيز التعاون الدفاعي وإعداد البلد الذي يحكمه محمد السادس ليصبح أفضل دولة في شمال إفريقيا من حيث التسليح، مع الأخذ في الاعتبار أن واشنطن بالفعل أكبر مورد للأسلحة إلى المغرب.  

ونقلت الصحيفة أن العلاقات الوثيقة بين المغرب وإسرائيل وزيارة غانتس المرتقبة، لم تمنع محمد السادس في نوفمبر/تشرين الثاني من توجيه رسالة تهنئة إلى رئيس السلطة الفلسطينية بمناسبة ذكرى إعلان "وثيقة الاستقلال".

كما أعرب العاهل المغربي عن "خالص تمنياته للشعب الفلسطيني بتحقيق تطلعاته في التقدم والازدهار في مناخ من الأمن والحرية والاستقلال".

وتفاخر الملك "بمتانة أواصر الأخوة التي توحد البلدين والشعبين"، مؤكدا دعم المغرب الدائم للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، وصولا إلى حقه في إقامة دولته المستقلة". 

وبحسب موقع إنفو ديفانس، من المتوقع أن يوافق غانتس على منح المغرب نظام الدفاع الجوي بالصواريخ ذا قاعدة متحركة "القبة الحديدية".

 لكن، لم يصدر أي تأكيد رسمي من السلطات المغربية بشأن احتمال شراء الدرع المضاد للصواريخ. 

في المقابل، طرحت وزارة الدفاع الأميركية خلال نوفمبر/تشرين الثاني مناقصة لمشروع إعادة تأهيل.

وأشارت الوزارة إلى أن المغرب يتخذ خطوات ملحوظة لتحديث قوته العسكرية ونظامه الدفاعي. 

في الآن ذاته، يتطلع المغرب إلى تحديث أكبر قاعدتين جويتين له، حيث يستعد لاستقبال أسطول مكون من 25 وحدة من طراز إف 16 فايبر، جرى شراؤها من الولايات المتحدة.

عموما، يتمثل الدافع الرئيس وراء سباق التسلح المغاربي في الصراع من أجل الصحراء الغربية. 

في هذا السياق، حذر محمد السادس في نوفمبر/تشرين الثاني من أن مغربية الصحراء الغربية غير قابلة للتفاوض.

أما العامل الآخر، فيتمثل في المنافسة والتوتر بين المغرب والجزائر الذي بلغ أعلى مستوياته مؤخرا.