عسكرة سيناء.. لهذا يصر النظام المصري على تهجير أهالي العريش

12

طباعة

مشاركة

منذ وصول رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي إلى السلطة بانقلاب عسكري في يوليو/تموز 2013، يعيش أهالي سيناء ضغوطا غير مسبوقة، تارة بزعم النظام مواجهة الإرهاب، وأخرى بإقرارات هدم منازلهم وتهجير السكان. 

في أكتوبر/تشرين الأول 2021 أصدر السيسي قرارا رئاسيا برقم 465 لذات العام، ينص على نقل تبعية ميناء العريش وإعادة تخصيص كافة الأراضي المحيطة بالميناء، واللازمة لأعمال التطوير لصالح القوات المسلحة، وذلك بإجمالي مساحة 541.82 فدانا، ناحية محافظة شمال سيناء.

هذا القرار يترتب عليه نزع ملكية منازل آلاف الأسر لصالح القوات المسلحة، رغم وجود بدائل فنية لتوسعة ميناء العريش البحري، ما دفع ناشطين على تويتر لإعلان تضامنهم مع أهالي العريش ورفضهم لتهجيرهم قسريا من أرضهم.

الناشطون تداولوا عبر مشاركتهم في وسم #سيناء_خارج_التغطيه، مقاطع فيديو تحمل استغاثات أهالي العريش، التي أعلنوا فيها رفضهم لتهجيرهم قسريا، وتحدثوا عن معاناتهم طوال سنوات حياتهم في بناء مساكنهم وتعمير بيوتهم وإقامتها.

وأكد أهالي العريش، في مقاطع فيديو تداولها ناشطون، تمسكهم بمساكنهم ورفضهم أي تعويضات مادية، وأنهم لن يخلوا بيوتهم لأي سبب من الأسباب، مستنكرين على النظام المصري اتباع نهج الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الشعب. 

واتهم ناشطون النظام المصري بتحقيق أحلام الكيان الإسرائيلي وتفريغ سيناء له، لتحقيق حلمه الكبير في التوسع "من نهر النيل حتى الفرات"، مؤكدين أن كل خطوات السيسي تصب في مصلحة تل أبيب على حساب المصريين.

آلام سيناء

الناشطون رصدوا ما يحدث في سيناء، وحثوا على التضامن مع الأهالي وإيصال أصواتهم، مستنكرين تجاهل الإعلام لمعاناتهم وتبعيته للعسكر.

الإعلامي أسامة جاويش، أشار إلى هدم للمنازل، وإخلاء جديد للأهالي، وتهجير مستمر لأبناء مدن شمال سيناء، واستغاثاتهم تدمي القلب قبل العين، ولا أحد يتحدث عنهم، داعيا إلى الكتابة عن سيناء ومعاناة أبنائها من ظلم وقمع النظام المصري الحاكم.

وكتبت دنيا فريد: "بعد تهجير أهل سينا ونزع ملكيتهم من قبائلهم وشيوخها مسمعناش عن مصنع أو محجر أو مزارع أو شركات أو أي افتتاحات هناك، ويقولك في طفرة كبيرة في أرض الفيروز سيناء، طبعا دي معلومات مغلوطة من مطبلاتية السيسي وإعلامه المضلل حتى يتم الاستيلاء على أرضها بالكامل".

وقال علي يار، إن سيناء ما بين الاحتلال والتغريب، لا يوجد هنا ما يسمى بأعوام الاستقرار.

وأشار معوض إلى أنه في مصر طوال تاريخها لم يطرد مواطن من بيته لأي سبب، قائلا: "الآن أهالي العريش بيهدموا البيوت عليهم ولسبب تافه اسمه التطوير".

وأضاف: "تخيل واحد شقيان طوال حياته عشان يبني بيته وييجي واحد معندهوش ضمير ولا ذمه يهدمه مشروعات كلها شكليات ولا تخص المواطن والله أعلم".

جريمة مستشرية

واختلفت توصيفات الناشطين لما يحدث في سيناء، متهمين النظام المصري ببيع الأرض والتفريط فيها لصالح الكيان الإسرائيلي.

قبل عامين فاجأ السيسي الرأي العام العربي بإقراره في تصريح مسرب من مقابلة مع قناة أميركية بوجود تعاون عسكري مصري إسرائيلي ضد ما أسماه بالإرهاب في شمال سيناء، وذلك بعد سلسلة طويلة من التسريبات في الصحافة الغربية والإسرائيلية  تحدثت عن تنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي بشأن العمليات العسكري هناك.

وبدأت تلك العمليات بقوة فور استيلاء الجيش على السلطة في مصر عام 2013.

وعد محمد عبد الرحمن ما يحدث في سيناء حاليا جريمة، والساكت عنها مجرم، محذرا بالقول: "لازم تعرف وتفهم كويس أن اللي بيحصل في سيناء النهارده هيوصل عندك وهتتحط في نفس ظروف الناس دي حتى لو كنت ساكن في أرقى وأغلى مكان ف مصر.. متبقاش شيطان أخرس واتكلم عن مأساة أهل سيناء".

وقال أحمد المصري، إن المماليك زي ما باعوا مصر زمان لنابليون علشان السبوبة والكراسي، مماليك العصر الحديث برضو باعوها للصهاينة لنفس الأسباب، وفق قوله.

وأشارت مغردة أخرى إلى أن أرض الفيروز بتتسلم للصهاينة على مرأى ومسمع الجميع، لافتة إلى أن هذه الأرض ارتوت بدم أولادها عشان ترجع لحضن البلد، وتعاد الآن بكل سهولة لهم.

وكان مستشرق يهودي قد قال إن "خطط السيسي في شبه جزيرة سيناء تشهد تسارعا ملحوظا، حيث تمهد السلطات المصرية الطرق، وتبني التجمعات السكانية البدوية، مما يعني أن الخطط التي يعتزم تنفيذها سوف تستفيد منها إسرائيل والسعودية".

وحذر هيكتور روز من أن مشروع إسرائيل لو تم تنفيذه في سيناء، فالشعب المصري ينسى نهائيا أنه هيقدر يثور ضد السيسي، لأن وقتها حمايته هتكون سرية وخاصة بتل أبيب.

وأكد مغرد آخر أن "مصر حرفيا بتتخرب دينيا واقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وصحيا وتباع أراضيها ويتم التفريط في ثرواتها ومياهها، معتبرا ذلك أسوأ لحظات تاريخها وشعبها نائم وشبابها مغيبون وأحرارها في السجون".

 واتهم مغرد آخر الحكام العرب ببذل قصارى جهدهم لمساعدة الصهاينة فى الوصول إلى مخططاتهم (من النيل إلى الفرات) ومحاولة إزالة 7 دول وهي فلسطين ومصر ولبنان والأردن وسوريا والعراق وجزء من السعودية، ناشرا خريطة توضيحية لمخططهم الذي يسعون لتنفيذه منذ أكثر من قرن.

وأكد علي مطر أن سيناء خارج التغطية؛ لأن القاهرة محتلة من عصابة، وفق تعبيره.

ورأى مغرد آخر أن ما يحدث في سيناء الآن يبرهن صحة نقطتين، الأولى أن لا إرهاب كما يزعم النظام بل مسح وتمشيط لإخلاء المكان، والثاني أن هذا المكان الأبي يتم عسكرته قولا وفعلا على يد عميل العميل أسامة عسكر.

استغاثات الأهالي

وتداول الناشطون استغاثات الأهالي، مستنكرين تهجيرهم والحال الذي وصلوا إليه، ومتحدثين عن الأهداف الحقيقة لتهجيرهم، وأبرزها إتمام صفقة القرن المزعومة لحل القضية الفلسطينية.

وكان تقرير لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الألمانية قد خلص إلى أن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلا من الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل أساس "صفقة القرن" التي تتحدث التسريبات عن إبرامها بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى.

أحد المغردين نشر مقطع فيديو لسيدة من أهالي العريش ترفض تهجيرها، مستنكرا أن الشعب لم يسلم من إهانة النظام، وفي كل مكان يضيقون عليهم ويحاربونهم في أرزاقهم، ويطلقون عليهم الكلاب ليقهروهم.

ونشرت شيماء المقطع ذاته، قائلة: "الست دي جابت من الآخر احنا مش هنمشي، وهو ده الي المفروض يتعمل في النظام العسكري مواجهة مباشرة وربنا المعبود العسكر انصهر مع النظام وباع الشعب  والشرطة يد النظام الظالم معدلناش غير بعض يا شعب مصر النظام الخائن ده لازم يغور".

ولفت أحد المغردين إلى أن "الاحتلال العسكري لمصر" يهجر أهالي الريسه لإنشاء ميناء العريش البحري ويستولي على شاليهات الأهالي ويحولها لاستراحة لجنرالاته.

وأكد المغرد صابر أن ما يحصل في سيناء يبسط الصهاينة وممكن يكون تحت رعايتهم.

وتساءل أحمد فهمي: "من المستفيد من تهجير السكان؟ من المستفيد من تفريغ الحدود؟" لمصلحة مين عدم تنمية سيناء؟ مستطردا: "إجابات كلها واحدة".