فضائح فريق ماكرون.. كيف تؤثر على حظوظه في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان 2022 يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اختتام ولايته دون عوائق قانونية. 

إذ تشوب مسيرة الرئيس الفرنسي الحالي فضائح المتعاونين معه، التي زجت بهم في المحاكم، وفق ما تقول صحيفة إلباييس الإسبانية. 

دائرة المقربين

من بين هؤلاء ألكسندر بينالا وميمي مارشاند اللذان ينتميان إلى أقرب دوائر إيمانويل وزوجته بريجيت.

وتربع ماكرون على عرش الرئاسة الفرنسية منذ سنة 2017، لكن كان بينالا الحارس الشخصي للرئيس حتى قبل وصوله إلى الإليزيه. 

أما الثانية، مارشاند، فهي رئيس وكالة تصوير متخصصة في إمداد المجلات والصحافة الفرنسية بالصور.

وكانت مهندسة أغلفة المجلة الأسبوعية، باريس ماتش، التي عملت قبل الفوز الانتخابي لعام 2017، على نمذجة ماكرون وبريجيت في صورة الزوج الساحر والفريد من نوعه.  

وأضافت الصحيفة أنه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني حكم على بينالا، البالغ من العمر 30 عاما، بالسجن ثلاث سنوات، وسيضطر لقضاء سنة واحدة من هذا الحكم في المنزل، مراقبا من خلال سوار. 

وجهت إليه اتهامات بضرب المتظاهرين في غرة مايو/أيار 2018، بينما كان لا يزال يعمل مع ماكرون، واستخدام جوازات السفر الدبلوماسية بشكل غير قانوني عندما تم طرده بالفعل من قصر الإليزيه. وقد أعلن أنه سيستأنف الحكم.

ونوهت الصحيفة بأن الأوضاع ليست أفضل بكثير بالنسبة لمارشاند، البالغة من العمر 74 عاما. 

تحديدا في الصيف، أمضت الشخصية القوية في دوائر الصحافة بضعة أسابيع في السجن. 

والسبب يتمثل في أن قاضيا وجه إليها الاتهام في قضية تتعلق بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي.

 بعد ذلك أطلق سراحها وظلت تحت المراقبة، لكنها انتهكت شرط عدم التحدث إلى الأشخاص الآخرين المتورطين في نفس القضية. 

ونقلت الصحيفة أن تورط اثنين من المقربين لماكرون في قضايا قانونية وغرقهما في أوضاع لا يحسد عليها فقط قبل أقل من نصف عام بقليل من الانتخابات الرئاسية، تكشف أحد الخصائص التي تميز رئاسة ماكرون. 

وعلى وجه الخصوص، كانت الفضائح التي أثرت عليه بشكل أو بآخر، مرتبطة بصداقاته غير المنصوح بها أو الأخطاء في اختيار الموظفين أو المستشارين، أكثر من ارتباطها بفضائح على غرار التي عاشها بعض أسلافه.

تاريخ الإليزيه

وبالعودة إلى عهد فرانسوا ميتران، يمكن القول إن انتقاله إلى السلطة بين عامي 1981 و1995 تميز بحوادث مثل الهجوم الذي ارتكبته الأجهزة السرية ضد سفينة غرينبيس، أو الكشف عن نظام التنصت على المكالمات الهاتفية الذي ينظمه الإليزيه أو حقيقة إخفائه لسنوات عائلة سرية أو مرضه.

وأوردت الصحيفة أن جاك شيراك، خليفة ميتران، أصبح، بعد تركه منصبه في عام 2007، أول رئيس تدينه المحاكم الفرنسية.  

في الواقع، حكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة الاختلاس، وهي عقوبة لم يكن يجب أن يقضيها، وفق الصحيفة.

في السياق ذاته، أدين نيكولاي ساركوزي في العام 2020 بالفساد والتمويل غير القانوني، وهي تهم استأنفها في المحاكم. 

من ناحية أخرى، شهد خليفة ساركوزي، فرانسوا هولاند، فضيحة كبرى في عام 2013 عندما كشف أن وزير المالية في حكومته، جيروم كاهوزاك، احتال على الخزانة العامة واحتفظ بحساب في سويسرا وسنغافورة. لكن، كانت بقية فترة ولايته هادئة في هذا المعنى.  

وعند سؤال الصحيفة عن السبب الذي يقف وراء عدم الحديث عن فضيحة كبيرة هزت ماكرون، أجاب الصحفي الاستقصائي جيرار دافيت: "ربما لا توجد فضيحة حقيقية، يجب تقبل ذلك". 

وتجدر الإشارة إلى أن دافيت أصدر جنبا إلى جنب مع زميله في صحيفة لوموند، فابريس لوم، مؤخرا كتابا بعنوان "الخائن والعدم"؛ وهو مجلد يزيد عن 600 صفحة، يصف، بناء على عشرات الشهادات، مسيرة ماكرون.

يصوره الكتاب على أنه سياسي ذكي للغاية ودون مبادئ، لكنهم لم يكشفوا عن أي فضائح متعلقة به. 

ويواصل لوم: "مع هولاند، بحثنا ولكننا لم نعثر على شيء. في بعض الأحيان لا توجد دلائل. قد يكون الرؤساء مستقيمين ونزيهين أو أذكياء جدا".

ويؤكد: "يمكن أن نضيف أن ماكرون شاب وكلما كان الرئيس أصغر سنا، كلما قل الهامش الذي يتيح له ارتكاب حماقات". 

وتابع أنه "بالمقارنة مع زمن ساركوزي، أصبح الخداع والغش الآن أكثر صعوبة، علاوة على ذلك هناك المزيد من الضمانات: الهيئة العليا للشفافية، والعدالة المالية، ووسائل الإعلام التي تتحقق من كل شيء". 

كتب واستطلاعات

ويلاحظ دافيت: "لم تطرح الصحيفة الاستقصائية ميديابارت قضايا حول ماكرون، لقد كان ذلك نادرا جدا، وهذا سبب وجوده". 

وأوضحت الصحيفة أن كتاب دافيت ولوم بعنوان "لا ينبغي للرئيس أن يقول هذا"، الذي يستند إلى سنوات من المحادثات مع هولاند، لم يكشف عن أي فضائح. 

لكن، كان سبب الفضيحة صدق كلام الرئيس عن وزرائه وعن فرنسا وعن نفسه. ومن ثم، كان الكتاب سببا في أن يقرر هولاند عدم الترشح لإعادة انتخابه. 

ونوهت بأن كتاب "الخائن والعدم"، الذي كان أيضا من أكثر الكتب مبيعا، لم يكن له نفس التأثير.

فماكرون مصمم على الترشح لإعادة انتخابه في 2022، وهو المرشح المفضل في جميع استطلاعات الرأي، وفق الصحيفة.

وأفادت بأن مسيرة ماكرون خالية تقريبا من الفضائح، لكن يشوبها عثرات من الأصدقاء والمتعاونين ورطتهم مع العدالة. علاوة على ذلك، لا تشمل القائمة بينالا ومارشاند فقط.  

وعلى وجه الخصوص، وجهت لوزيرة الصحة السابقة، أنييس بوزين، لائحة اتهام في سبتمبر/أيلول 2021 بسبب إساءة إدارة وباء كورونا.

 وقد حوكم وزير الشركات الصغيرة والمتوسطة، آلان جريسيت، في أكتوبر/تشرين الأول بسبب عدم الإعلان عن جزء من أصوله عندما عين في المنصب.

 ومن المتوقع صدور الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2021. كما أن رئيس العدل نفسه، المحامي السابق إريك دوبوند موريتي، متهم بتضارب مصالح مزعوم. 

وقالت إلباييس إن الإبقاء على جريسيت ودوبوند موريتي في منصبيهما يتناقض مع ما وعد به ماكرون في حملة عام 2017: "من حيث المبدأ، يجب على الوزير أن يترك الحكومة إذا نسب إليه الاتهام". 

لكن، يعرف أن ماكرون لا يتخلى بسهولة عن وزرائه، على عكس أصدقائه مثل بينالا، تقول الصحيفة.