"يرسخ الانقلاب".. لهذا يدعو سودانيون إلى إسقاط البرهان ومجلسه الجديد

الخرطوم - الاستقلال | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

إمعانا في انفراد المؤسسة العسكرية بالسلطة وتمرير الانقلاب العسكري، شكل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 مجلس سيادة انتقالي جديد برئاسته، متجاهلا الدعوات الرافضة لخطواته التصعيدية الأخيرة.

وخلال الساعات الأولى من التظاهرات، التي خرجت في عدد من المناطق بالعاصمة الخرطوم وأم درمان 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قتل متظاهر برصاص قوات الأمن، كما أصيب آخرون بعد إطلاق القوات قنابل الغاز المسيل للدموع، في اشتباكات مع المتظاهرين.

البرهان، عين محمد حمدان دقلو "حميدتي" نائبا له، وضم لعضوية المجلس كلا من: "شمس الدين كباشي، وياسر العطا، وإبراهيم جابر، ومالك عقار اير، والهادي إدريس، والطاهر حجر، ورجاء نيكولا، ويوسف جاد كريم، وأبو القاسم محمد أحمد، وعبد الباقي عبد القادر الزبير، وسلمي عبد الجبار".

الناشطون اعتبروا قرارات البرهان التي سبقت مظاهرات 13 نوفمبر/تشرين الثاني استكمالا لانقلابه العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، واستفزازا لهم، ومزيدا من التجاهل لمطالبهم المتمثلة في إسقاط الانقلاب ومدنية الدولة. 

ونددوا عبر تغريداتهم ضمن مشاركتهم في وسم #مليونيه13نوفمبر، بتعيين البرهان لنفسه ولنائبه واختيار أعضاء المجلس، وتعيينه في عضوية المجلس أبو القاسم محمد أحمد "برطم" أبرز المناصرين للتطبيع مع إسرائيل.

ورأى ناشطون أن البرهان نفذ القرار الإسرائيلي بوضع رجل إسرائيل المدلل أبو القاسم برطم على كرسي السيادة، مؤكدين أن تدبير انقلاب السودان تم بمساعدة تل أبيب لمصادرة حق الشعب السوداني في الحرية والعدالة تحت حكم مدني ديمقراطي.

وأشاروا إلى قطع البرهان خدمات الإنترنت لحجب أصوات السودانيين عن العالم الخارجي وإفشال تنظيماتهم وحشدهم للمظاهرات، واستخدامه البطش والقتل والاعتقال بحق السودانيين، وإمعانه في التضييق وإغلاق الشوارع.

وأكدوا أن المشاركات في المظاهرات على أشدها وبروح معنوية عالية جدا والغضب الشعبي متواصل، مستنكرين زج البرهان بكامل "مرتزقته" لحماية المراكز الأمنية والعسكرية، والتأهب لقمع صوت الشعب وقمع مطالبه بإسقاط الانقلاب والعدالة والحرية.

أجندة إسرائيل

ناشطون ومسؤولون بارزون صبوا غضبهم على البرهان واتهموه بالخيانة والعمالة، مؤكدين أنه ينفذ أجندة إسرائيل في السودان برعاية إماراتية.

سبق أن وصفت صحيفة هآرتس العبرية البرهان بأنه رجل إسرائيل في السودان، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بوعد حصلت عليه تل أبيب بالحصول على قاعدة تجسس في شاطئ البحر الأحمر السوداني.

وأضافت أن إسرائيل لا مصلحة لها في وجود نظام ديمقراطي في السودان، مرحبة بالنظام العسكري السوادني المتحالف مع الإمارات.

وقال رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر: إن ما جرى ويجري في السودان ما هو إلا من النتائج الأولى للتخطيط والتنسيق والتعاون بين إسرائيل ودولة عربية للأسف، مع العلم أن تلك الدولة كانت تروج في المحافل الغربية بأنها غيرت سياستها وبدأت تهتم الآن فقط بالاقتصاد والتنمية.

وأعاد رئيس المركز القومي الإستراتيجي في السودان، تاج السر عثمان، نشر تغريدة ابن جبر، قائلا أن تواصل الأميركان مع الإمارات ثم مع إسرائيل عقب انقلاب البرهان يؤكد هذه الحقيقة.

وأكد أن الدور الوظيفي الذي تمارسه الإمارات خدمة لأسيادها ليس حصرا على السودان، فآثار تدخلاتها في معظم البلدان العربية، ولكل بلد شواهده.

وأشار أبو الهمام إلى أن عبد الفتاح البرهان ديكتاتور صناعة أميركية ينفذ المخطط الأميركي في الخرطوم وصولا للتطبيع مع إسرائيل وتحول السودان من صديق لتركيا إلى عدو على شاكلة رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد.

الكاتب والباحث مصطفى عطية، قال إن أميركا وأوروبا لم تتحركا ضد الانقلاب العسكري في السودان لأن البرهان قائد الانقلاب هو رائد تطبيع السودان مع إسرائيل.

رفض التعيينات

وأعرب ناشطون عن رفضهم لتعيينات البرهان، لأنه لا يملك الحق في ذلك، ويتحايل على القانون ويتلاعب بالدستور، وفق تعبيرهم.

واستنكروا ضم المجلس لبرطم الذي يعد أحد مناصري التطبيع مع إسرائيل، إذ سبق وقال إن لقاء البرهان ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بمثابة أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح منذ 60 عاما.

وبعد حدوثه مباشرة قال معلق الشؤون الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية في موقع "ميدل إيست آي"، يوسي ميلمان، إن انقلاب البرهان فرصة لتوثيق العلاقات بشكل أكبر بين إسرائيل والسودان، مشيرا إلى أن الوضع الهش وغير المحتمل في الخرطوم قد يدفع لتطبيع العلاقات بشكل أكبر مع تل أبيب.

المحامي الدولي أحمد الجيلي، أكد أن تعيينات البرهان كلها غير دستورية ولا تعدل الحبر الذي كتبت به، معتبرا ذلك "عطاء من لا يملك لمن لا يستحق".

ووصف أحد المغردين البرهان بأنه "عميل وخائن للشعب والقسم"، مؤكدا أن تعيينات السيادي برعاية إسرائيل وأن أبو القاسم برطم رجل إسرائيل داخل السيادي. وتابع: "قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله".

ورأى غازي موسى أن البرهان مقدم على ديكتاتورية مقيتة لم يسبق لها مثيل، تتجاوز حتى دكتاتورية الكيزان بعد أن أصبح رجل إسرائيل الأول فى السودان بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

قوة مفرطة

وخلال مظاهرات 13 نوفمبر، استخدمت قوات الأمن السودانية القوة المفرطة، ما أدى إلى مقتل أحد المحتجين خلال المظاهرات.

إذ أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل مواطن في مدينة أم درمان بالرصاص الحي للقوات الأمنية.

وقالت اللجنة في تعميم صحفي: ”ارتقاء شهيد في أم درمان الآن برصاص المجلس العسكري الانقلابي”.

 

ونشرت وكالات أنباء عالمية ومواقع محلية أن قوات الأمن السودانية أطلقت خلال التظاهرات قنابل الغاز المسيل للدموع، باتجاه عشرات المتظاهرين الرافضين للاستيلاء العسكري على الحكم في الخرطوم وأم درمان.

ونقل عدد من الناشطين مقاطع مصورة وصورا تظهر اعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين.

إذ نشر الناشط طه حسين على تويتر مقطعا مصورا يظهر إطلاق "قوات المجلس الانقلابي الغاز المسيل للدموع على الثوار، بالمؤسسة بحري".

كما شاركت الناشطة شهد عظيم مقطعا يظهر إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، دون أن تحدد مكانه.

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية والشعارات الرافضة للانقلاب، لافتا إلى أنه سيكون هناك غرف إسعاف موزعة ومتحركة مع المواكب.

وبدوره، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس، قوات الأمن لممارسة “أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، كما دعا المتظاهرين للحفاظ على مبدأ سلمية الاحتجاج".