مهدد بمصير القرني.. استغاثة لإنقاذ "كبير إصلاحيي جدة" من سجون ابن سلمان

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون حملة #أنقذوا_سعود_مختار_الهاشمي، لمناصرة كبير إصلاحيي جدة، بعدما أكدت جهات حقوقية سعودية تعرضه لأقسى أنواع التعذيب والانتهاكات على يد السجانين في معتقلات السلطات بالمملكة.

الجهات الحقوقية كشفت عن وضع إدارة السجن، الهاشمي في غرفة شديدة البرودة، وذلك بعد تعرضه للضرب والمعاملة القاسية والإهمال الطبي ومنع وصول الأدوية اللازمة له.

الناشطون استنكروا ما يتعرض له الهاشمي وأمثاله من العلماء والمفكرين داخل السجون السعودية من تعذيب وانتهاك لحقوقهم وتقييد لحرياتهم.

وأكدوا أن أمثال الهاشمي لا يجب أن يتعرضوا للضرب والإهانة والتعذيب وإنما لا بد من تبجيلهم واحترام مكانتهم وتكريمهم والاستفادة من علمهم.

ووصفوا الهاشمي بالخطيب المفوه والطبيب المفكر والإصلاحي الذي يريد لبلاده الرفعة ولشعبه الحرية والكرامة، داعين إلى إيصال أنينه للعالم وإنقاذه من محاولة النظام السعودي قتله ببطء مثلما فعل مع إصلاحيين ومعتقلين سابقين.

واستنكر ناشطون اتباع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نهج سابقه محمد بن نايف في التعامل مع المعتقلين وتعذيبهم، متهمين الحكومة بالتخلص من دعاة الإصلاح والعلماء والمفكرين بالقتل البطيء في السجون.

وأعربوا عن خشيتهم أن يلقى الهاشمي مصير موسى القرني الذي توفي أخيرا داخل محبسه بعد تعرضه للضرب على الوجه والرأس، مما تسبب في تهشم جمجمته وتشوه وجهه، وهو ما أدى إلى وفاته، وفق تقرير طبي كشفت عنه منظمات حقوقية.

الهاشمي من دعاة الإصلاحات السياسية والاجتماعية البارزين في المملكة معتقل منذ 2007، على خلفية مطالبات داخلية بالإصلاح، فضلا عن مواقف أصدرها ضد الغزو الأميركي للعراق.

أصدر القضاء السعودي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، حكما وصفته منظمات حقوقية بالجائر والتعسفي، يقضى بسجن الهاشمي 30 عاما وغرامة مالية قدرها مليونا ريال، ومنعه من السفر 30 عاما.

أهداف الحملة

حسابات حقوقية وناشطون أوضحوا أن حملتهم تهدف إلى الضغط على السلطات السعودية للإفراج عن الهاشمي ورفاقه، وإطلاق سراح المعتقلين كافة، متهمين المملكة بالقتل العمد البطيء للمعتقلين وذكروا بمعتقلين قتلوا نتيجة تعذيبهم.

ودعا القائمون على حساب "معتقلي الرأي" المعني بالتعريف بالمعتقلين، إلى مشاركة الوسم على أوسع نطاق، للضغط على السلطات من أجل إنقاذ حياة الهاشمي، قبل أن يحدث له ما حدث لموسى القرني.

ونشرت منظمة سند الحقوقية، صورة الهاشمي، متهمة السلطة السعودية بالاستمرار في نهجها القمعي، الذي أودى بحياة الكثير من الأكاديميين والمفكرين داخل المعتقلات.

وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى فقدان موسى القرني، وعبدالله الحامد، قائلا: "لا نريد أن نفقد الدكتور سعود الهاشمي".

دعت الناشطة الحقوقية حصة الماضي، لإنقاذ الهاشمي من "معتقلات السعودية سيئة الصيت التي يدخلها المظلوم صحيحا ويخرج منها ميتا أو مصاب بعاهة جسدية أو مرض عقلي أو نفسي".

مكانة وتعذيب

وتحدث ناشطون عن مكانة الهاشمي وسيرته وعلمه ومواقفه، وعددوا صنوف التعذيب التي يتعرض لها داخل محبسه.

وأشار حساب باسم "سماحة الشيخ"، إلى أن الهاشمي معتقل في السجن منذ خمسة عشر عاما وطال غيابه وطال سجنه، داعيا الله بأن يعجل بإطلاق سراحه ورده إلى أهله عاجلا غير آجل.

حساب انفوجراف الدرعية المعني بإيضاح الحقائق بالأرقام والصور، أوضح أن تعذيبا ممنهجا ينال الهاشمي، من ضرب مبرح وإهانة لفظية، ومعاملة قاسية، ومنع من الأدوية اللازمة، واحتجاز بغرفة شديدة البرودة.

الناشط السياسي بولات، أوضح أن سعود ساعد بجمع التبرعات للشعب العراقي أثناء حرب العراق، "الرجل خدم هذا الدين وأهله ولديه من المؤهلات والدرجات ما الله به عليم ولكنه الآن يتعرض للقتل البطيء في المُعتقل بسبب سياسية #محمد_بن_سلمان مع الإصلاحيين الذين يخشاهم، الحرية له ولكل مُصلح".

ولفتت سما يوسف، إلى أن الهاشمي صاحب الأيادي البيضاء وكلمة الحق يتعرض الآن لكل أنواع الانتهاكات في سجن الظلم والظلام.

توعد لابن سلمان

ناشطون حذروا ابن سلمان من المضي في طريق تعذيب المعتقلين وقالوا إنه سيلقى جزاءه عاجلا أو آجلا.

ويواجه ابن سلمان بعض العزلة الدولية حيث يواجه اتهامات بالتورط في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي ومحاولة قتل رجل المخابرات السابق سعد الجبري في منفاه بكندا.

الكاتبة الدكتورة حنان العتيبي، قالت، إن الحكومة التي تسجن المصلحين والأشخاص المتعاطفين والمشفقين مثل الشيخ سلمان العودة والطبيب المفكر سعود مختار الهاشمي وتحرم المجتمع من أمثال هؤلاء الأحباء الأحرار والأعزاء على قلوب الناس؛ عاجلا أو آجلا ستذوق طعم التغيير والثورة.

الباحث الأكاديمي أسامة طلال، رأى أن مقدرة ابن سلمان تنحصر فقط في اعتقال العلماء والشيوخ وليس إلا.

صاحب حساب محقق خاص، أشار إلى أن الذباب الإلكتروني يرفع هاشتاق #كلنا_محمد_بن_سلمان ضد #أنقذوا_سعود_مختار_الهاشمي و#الحرية_لمعتقلي_الرأي وغيرها لإطفاء النار المشتعلة تحت الرماد.

وقال إنه "على ابن سلمان أن يعلم أن إطلاق سراح العلماء والنخب السياسية والاجتماعية مطلب رئيسي متأصل لا ينساه الشعب أبدا".

نهج ابن نايف

وصب ناشطون غضبهم على الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، واتهموهما بالسير على نهج أسلافهم الإجرامي في التعامل مع معارضيهم والتنكيل بالعلماء ودعاة الإصلاح، مستنكرين صمت علماء الأمة عن ما يحدث لعلماء السعودية.

الكاتبة والناشطة السياسية علياء أبو تايه الحويطي، كتبت: "إلى السلطات السعودية والتي اتهمت العهد السابق بالفساد والإرهاب، ها هو الهاشمي يُعذب ويقتل ببطء في مسالخ بن سلمان البشرية! انكم تدعون فساد بن نايف وأنتم مستمرون بثبات على نهج طغيانه، الشعب يريد أن يعرف ما تهمة الدكتور الهاشمي".

وأعرب القائمون على حساب "نحو الحرية"، عن غضبهم من استهداف العلماء، قائلين: "تحمل الدول والأمم علمائها على الرؤوس، يطوفون بهم وبسيرهم ومؤلفاتهم كل مكان، يتفاخرون بهم، إلا في بلاد الحرمين التي تولى زمامها ابن سلمان، فعلماؤنا معذبون ومعتقلون !!"

أبو حفص المدني لفت إلى أن الهاشمي اعتقل من زمن بعيد، قائلا إن "هذا يعني أن ملوك تلك الدولة يمارسون هذا الظلم بالتوارث بينهم من أب إلى أخ لكن لا يطول الظلام ونحن جنود الإسلام صبرا يا أسير في سجون بلدان العرب ستبدأ الحروب والصخب وتفتح القدس والشام وعدن والقيروان وبغداد ويمحى الفساد فصبرا".

أستاذ العلوم الإسلامية ذا النون سعيد، تساءل، هل علماء الأمة الساكتين عن الحق يدخلون تحت حكم قوله تعالى في الآية 174 في سورة البقرة: "إن الذين ‌يكتمون ‌ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ‌ولا ‌يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"؟

وأشار إلى أن الأنظمة العربية تسجن العلماء وتذكي الفاسقين والمغنيين.