"غير متوقعة".. كيف صاغت إسرائيل وروسيا شراكتهما في سوريا؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن إسرائيل وروسيا صاغتا شراكة "لم تكن متوقعة" في سوريا، حيث فرضتها الظروف والمصالح الإقليمية.

وأضافت أنه "في الوقت الذي تعمل فيه موسكو على دعم نظام بشار الأسد ووقف العزلة الدبلوماسية لدمشق وضمان الوجود الروسي في المنطقة، فهي ترى أن جهود إسرائيل لإحباط ترسيخ نفوذ إيران في المنطقة تعود بالفائدة عليها".

وفي الوقت نفسه، نقلت عدد من التقارير أن إسرائيل هاجمت منشأة لتخزين الأسلحة الإيرانية قرب دمشق في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فيما قصفت طائرات مقاتلة روسية مسلحين سوريين معارضين قرب مدينة حلب.

تنسيق إستراتيجي

وحدثت هذه التطورات بعد أسبوع واحد فقط من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، في أول زيارة لنفتالي إلى موسكو وأول لقاء رسمي بين الزعيمين، في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وقالت يديعوت أحرونوت: "إذا لم يكن هذا هو تعريف التنسيق الإستراتيجي، فما هو إذن؟"

وتابعت: "على مدى الأشهر الماضية، وبحسب ما أفادت به قوات المعارضة السورية، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا".

وبينما شهد عام 2020 إطلاق حوالي 400 صاروخ من قبل إسرائيل على جارتها في الشمال الغربي، شهد العام 2020 زيادة بنسبة 25 بالمئة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

كما تغير النشاط الإيراني في سوريا إلى حد كبير، وبدأ الوجود الإجمالي لمستشاري إيران بسوريا في الانخفاض بالفعل عام 2020، مع انخفاض عدد المقاتلين الإيرانيين بنحو 50 بالمئة.

ومع ذلك، فقد زادت كمية ونوعية الأسلحة والإمدادات التي تشحنها طهران إلى سوريا.

وفي غضون ذلك، ظلت إستراتيجية إسرائيل كما هي، وتهدف هذه الإستراتيجية إلى إحباط جهود إيران التي تسعى لترسيخ نفوذها في سوريا.

ولكن عندما يزداد معدل شراسة الهجمات، فإن إسرائيل تخاطر بأن تصبح هذه الحرب الباردة ساخنة، فلماذا تستمر إسرائيل في هذه الإستراتيجية بل وتكثف نشاطها؟

تغيير السلوك

وأوضحت يديعوت أحرونوت أن "التغيير الحقيقي خلال الأشهر الماضية لم يكن مع إسرائيل أو إيران، بل في السياسة الروسية تجاه سوريا".

وليس من قبيل المصادفة أن يلتقي بوتين مع بينيت، حيث أدركت موسكو أنه من أجل تعزيز نظام بشار الأسد، وضمان استمرار سيطرته على المنطقة، عليها أن تسعى للبدء في إخراج سوريا من عزلتها الدبلوماسية وتكثيف جهود إعادة الإعمار.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه "قبل أربعة أيام من وصول بينيت إلى سوتشي، نظم الروس أول اجتماع مباشر على الإطلاق بين الحكومة وقوات المعارضة في سوريا، من أجل مناقشة الإصلاح المدعوم من الأمم المتحدة للدستور السوري.

وذكرت أنه "لم يتم اللقاء بسبب رفض دمشق لهذا الاجتماع، وفي مقابل القمة التمهيدية، وافقت دول الخليج؛ الإمارات والبحرين وعمان، على إعادة فتح سفاراتها في سوريا".

وأعاد الأردن فتح معابره الحدودية إلى الجنوب، فيما لم تعارض حليفته الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على الأسد وحكومته هذه الخطوة.

وتضغط موسكو على دمشق لتغيير سلوكها من أجل زيادة انفتاح البلاد على بقية العالم، مع إضعاف الوجود الإيراني في سوريا كجزء أساسي منه، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وتابعت: "هذه هي النقطة التي تشترك فيها روسيا وإسرائيل إذا يعد إضعاف الوجود الإيراني في سوريا هدفا مشتركا".

كما أفادت التقارير بأن "الأسد قد سئم من تحالفه مع طهران، والذي يشعر أنه يعيق جهود إعادة إعمار في سوريا".

ولا تضغط إسرائيل على إيران فحسب، بل تضغط على الأسد أيضا، لكي يفهم ما يجب أن تكون خطوته التالية التي يجب أن يتخذها.

وختمت "يديعوت أحرونوت" تقريرها بالقول: "هكذا تجد إسرائيل وروسيا نفسيهما على نفس الوتر، على الأقل حتى يقرر الروس خلاف ذلك".