الأوضاع الجديدة.. هذه أهداف الصين من إنشاء قاعدة عسكرية في طاجيكستان

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

ألمح موقع إيطالي إلى أن الأخبار التي تفيد بموافقة طاجيكستان على إنشاء قاعدة عسكرية جديدة بتمويل صيني تخفي عرضا من قبل حكومة دوشانبي لمنح بكين إدارة منشأة عسكرية حدودية.

وقال موقع "إنسايد أوفر" إن "هذا يعكس رغبة الصين في التعامل مع الوضع الأمني ​​الجديد الذي نشأ في أفغانستان، إثر سيطرة حركة طالبان على السلطة". 

وأوضح أن بكين، وكذلك موسكو وواشنطن، تخشى من أن يستغل تنظيما "القاعدة" و"الدولة" وغيرهما من المنظمات المصنفة إرهابية الوضع الحالي المتسم بالغموض والضعف الأساسي في كابول؛ لتكثيف أنشطتها في البلاد، وكذلك في المنطقة الجغرافية المحيطة بها وفي أجزاء أخرى من العالم.

وأورد أن البرلمان الطاجيكي صادق على بناء القاعدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ضمن إطار اتفاقية أوسع بين وزارة الداخلية في دوشانبي ووزارة الأمن العام الصينية. 

موقع إستراتيجي

ووفقا لما أوردته إذاعة "أوروبا الحرة" ستقع المنشأة في إحدى قرى إقليم جورنو بادخشان المتمتع بالحكم الذاتي، الواقع في موقع إستراتيجي في "ممر واخان" بأفغانستان، بين طاجيكستان والصين وباكستان.

وأفادت مصادر طاجيكية بأن تكلفة بناء القاعدة ستبلغ حوالي 10 ملايين دولار، لكن لم يتضح بعد حجم مساهمة الجانب الصيني. 

من جانبها، صرحت السلطات في دوشانبي بأنه لن يتم إيواء القوات الصينية بشكل دائم، لذلك من المتوقع أن تضم القاعدة وحدات من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وقوات نظامية أخرى.

ولفت الموقع إلى أن "مهمة القاعدة الجديدة لا تزال غير محددة، رغم أن الحكومة الطاجيكية قالت إنها ستنفذ مهمات أمنية تركز على مكافحة الجريمة المنظمة، وأن المنشأة ستحتوي على معدات خاصة لنظام معلومات الإنتربول ستقوم الصين بتثبيتها".

وفي نفس الإطار، ذكر "إنسايد أوفر" أن بكين تدير قاعدة عسكرية في طاجيكستان بمنطقة مورغان القريبة أيضا من الحدود الأفغانية قرب "ممر واخان".

ويعتقد أن المنشأة نشطة منذ خمس سنوات على الأقل، وخضعت لأعمال توسعة تؤكد أهميتها، إلا أن التفاصيل مثل التمويل والملكية غير واضحة، وكذلك طبيعة العمليات التي تنطلق من تلك المنطقة الواقعة على طول الحدود.

من جانبهم، أفاد سكان محليون برؤية طائرات عسكرية بدون طيار تقلع من المدرج القصير الموجود في القاعدة، ووجود آلات مراقبة.

في المقابل، نفت الحكومتان الصينية والطاجيكية رسميا وجود المنشأة، بينما تؤكد معلومات أن في يوليو/تموز 2021، كان هناك اقتراح من قبل الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن بنقل ملكية القاعدة إلى الصين، إلا أنه لم يكشف بعد عن نتيجة هذا العرض.

طوق أمني

وأكد الموقع الإيطالي أن الأمن على الحدود الغربية يعد بالنسبة للصين أمرا حاسما وجزءا من مصالحها الرئيسة في آسيا الوسطى، وبالتالي فإن توسيع وجودها في طاجيكستان هو الأداة الأسرع والأكثر فاعلية التي تمتلكها لمواجهة الأنشطة الإرهابية المحتملة. 

وفي هذا الصدد، تسعى بكين إلى التعاون مع جهات فاعلة أخرى في آسيا الوسطى، وعلى رأسها روسيا، إذ أجرى البلدان صيف 2021 مناورات عسكرية مشتركة في الصين، بهدف تعميق الآليات المشتركة الخاصة بقواتهما المسلحة لمواجهة الإرهاب ومكافحة التمرد.

من ناحية أخرى، أردف الموقع بالقول إن "الصين دقت منذ سنوات ناقوس الخطر من أن الأويغور قد يستخدمون أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات على أهداف صينية في المنطقة أو في مقاطعة شينغيانغ الغربية"، وفق زعمه.

وعلق الموقع: "رغم أن حجم التهديد الذي يشكله الأويغور مشكوك فيه؛ حيث يقول العديد من المحللين إنهم يفتقرون إلى التنسيق والعدد الكافي لشن هجمات، يظل احتمال انتشار التهديدات الإرهابية من وإلى أفغانستان مصدر قلق رئيس للسياسيين الصينيين وكذلك الروس و الأميركيين".

من جهتها، أعربت موسكو خلال الانسحاب المتسرع للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان عن "مخاوفها من احتمال ظهور نشاط إرهابي متزامن، ليس فقط داخليا، ولكن أيضا في المناطق المجاورة".

وقد أولت اهتماما خاصا للجمهوريات السوفييتية السابقة وسط آسيا التي تمثل جزءا من دائرة نفوذها، خصوصا وأنها تخشى "سيناريوهات شيشانية"، على حد تعبير الموقع.

بدورها، دقت واشنطن قبل أيام قليلة فقط ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يكون "تنظيم الدولة" في ولاية خراسان قادرا على تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة مرة أخرى في غضون ستة أشهر.

لذلك من المهم إقامة "طوق أمني" حول أفغانستان لمنع عودة التهديد الإرهابي، يقول الموقع الإيطالي. 

وأضاف: أن "هذه المنطقة الأمنية يجب أن تستبعد بإرادة موسكو وبكين الوجود الأميركي لإبعاد واشنطن عن آسيا الوسطى". 

رقعة الشطرنج

في هذا الإطار، أصدر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بيانا دعا فيه الدول المتاخمة لأفغانستان إلى عدم استضافة القوات العسكرية الأميركية و قوات حلف شمال الأطلسي. 

وبحسب موسكو، تحاول الولايات المتحدة ترسيخ وجودها في الجوار الأفغاني بحجة محاربة الجماعات الإرهابية وإقامة قواعد لها.

وعاد الموقع للحديث عن أغراض إنشاء القاعدة الصينية بطاجيكستان؛ لما يعنيه توثيق العلاقات بين البلدين وتأمين "ظهر" بكين في إطار المواجهة مع الهند في كشمير. 

ولفت إلى أنه يمكن لنيودلهي في هذا السياق المتجدد من عدم الاستقرار أن تسعى للتعاون بشكل فعال مع دوشانبي لمواجهة التحديات الأمنية من أفغانستان.

ونوه بأن التعاون بين البلدين، بحسب محللين هنود، ضروري في هذا المنعطف؛ لأن كلاهما "يشتركان في رؤية مشتركة للأمن والاستقرار في أفغانستان". 

علاوة على ذلك، تعاونت الهند وطاجيكستان في الماضي لمعارضة طالبان منذ أن وصلت إلى السلطة في منتصف التسعينيات، ودعمت نيودلهي الحكومة السابقة في كابول على وجه التحديد من أجل احتواء باكستان والصين.

وختم الموقع مقاله بالقول: "حاليا، مع وجود طالبان في السلطة انقلبت رقعة الشطرنج، وتخاطر الهند بالاستبعاد إذا فشلت في إقامة روابط أعمق مع دول المنطقة".