"انتقام وحشي".. هكذا وصف ناشطون مجازر الحشد الشعبي بحق سنة العراق

12

طباعة

مشاركة

بذريعة الانتقام لمقتل عناصر من مليشيات "الحشد الشعبي" العراقي على يد "تنظيم الدولة" في قرية الرشاد الشيعية بمحافظة ديالي (شرق)، ارتكب "الحشد" المدعوم من إيران، مجازر بحق عشرات المدنيين في قرى متفرقة من المحافظة، ذات الغالبية السنية أبرزها قرية "نهر الإمام والميثاق والخلانية".

وقتل الحشد العشرات من أهل "نهر الإمام والميثاق والخلانية" قبل أن يدخلوا نحو 40 جرافة تولت جرف البساتين المحيطة بالقرية، وتدمير البيوت والسيارات وجامع القرية والمزارع، فيما تعرضت قرى أخرى إلى قصف بالأسلحة الثقيلة، إضافة إلى وقوع عمليات خطف لمواطنين.

كل ذلك وسط تواطؤ محلي ودولي وحقوقي وإنساني وسني، أثار غضب الناشطين على تويتر، ودفعهم لإطلاق وسم #الطائفيون_يقتلون_ديالي، استنكروا خلاله الصمت الحكومي والبرلماني، وخذلان المجتمع الدولي على قتل وتهجير أهالي ديالي قسريا وحرق ممتلكاتهم.

الناشطون تداولوا عبر  الوسم صورا تظهر آثار الدمار الذي خلفه الهجوم على القرى، وأخرى لآثار الضرب والكدمات التي تعرض له الأطفال والنساء والمسنون قبل طردهم من قراهم على يد المليشيات في ديالي المحاذية لإيران.

جرائم مروعة

وبرزت الانتقادات الشعبية لصمت النواب السنة الفائزين بالانتخابات البرلمانية عن محافظة ديالي بشأن ما يحدث، رغم أنهم من المفترض أن يمثلوا أهالي القرى التي تشهد "جرائم مروعة"، منددين بـ"خذلان" السياسيين لأهالي ديالي.

واتهم ناشطون الحكومة العراقية بالتواطؤ مع جرائم "الحشد الشعبي" والصمت عليها، وطالبوها بموقف حاسم تجاه ما تفعله، مستنكرين إخفاق القوات الأمنية في التصدي للمليشيات الطائفية وخذلانها للأهالي وعدم قدرتها على حمايتهم من المليشيات.

وندد ناشطون بضعف موقف حكومة مصطفى الكاظمي من الأحداث، وإخفاق القوات الأمنية في التصدي لمليشيا الحشد الشعبي وتصعيدها ضد سنة العراق، مؤكدين أن رعونة المواقف تعد بمثابة تصريح علني للحشد بممارسة مزيد من القمع الدموي، بمباركة دولية. 

الأحداث تصاعدت بعد هجوم مسلح -تبناه "تنظيم الدولة" رغم إعلان العراق انتصارها عليها في 2017- مساء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على قرية الرشاد، مما أسفر عن 11 قتيلا، وفق تقدير رسمي، في حين تشير تقديرات طبية إلى وقوع 15 قتيلا و11 جريحا.

وبحسب مصدر أمني عراقي، استهدفت في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قرية "شوك الريم" التي تقطنها عشائر سنية في ديالي، بـ3 قذائف هاون، دون وقوع إصابات، في هجوم هو الثاني من نوعه،  إذ تعرضت القرية لهجوم، قبله بساعات، بقذائف هاون.

ويتعاقب التصعيد، مع خلاف سياسي بين الأحزاب الشيعية على نتائج الانتخابات التي أظهرت خسارة كبيرة للأحزاب التي تمتلك أجنحة مسلحة مقربة من إيران.

واستنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "المجزرة الوحشية" التي وقعت في ديالي وتحديدا قرية "نهر الإمام"، وراح ضحيتها نحو 20 شخصا ما بين قتيل وجريح من المدنيين العزل، وحرق مسجد "الرحمن" وغيره من المنشآت العامة والخاصة.

وأشار في بيان إلى أن بعض العوائل من قبائل مختلفة، منها قرية الإمام هجرتها 200 عائلة، وقرية العامرية 55، وقرية الميثاق الأولى 33، وقرية الميثاق الثانية 36، وقرية الرشاد 25، ومجموع ذلك 349 عائلة.

وأكد الاتحاد أن "هذه العمليات خطيرة جدا وإجرامية ووحشية أيا كان مرتكبوها، وأن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء، عمل إجرامي آثم يخالف تعاليم الإسلام، بل وتعاليم كل الأديان الأخرى التي دعت إلى حماية دور العبادة".

صمت مستنكر

وتعجب ناشطون حتى من عدم إعراب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي كعادتهم عن قلقهم من الأحداث التي تشهدها ديالي.

الإعلامي عدنان حميدان، وصف ما يقوم به الحشد الشعبي في العراق من انتقام وحشي من أهالي ديالي "مؤلم ومروع"، مستنكرا الصمت الدولي المطبق عن هذه الجرائم فضلا عن انعدام الأمن والدولة.

وتساءل الناشط المدني المهتم بالشأن السياسي يونس المشهداني: "أين المجتمع الدولي وبعثة يونامي -الأممية- والمنظمات الإنسانية الدولية عما يحدث من مجازر طائفية وتطهير بحق أهلنا في ديالي، نريد مواقف صريحة لإيقاف ماكينة الانتهاكات التي يرتكبها المسلحون بحق الأبرياء". وتساءل الإعلامي العراقي: "لماذا السكوت الرسمي والمجتمعي والدولي عن هذه الأعمال الإجرامية؟". الصحفي عبداللطيف الهجول، استهجن الصمت الحكومي والدولي والديني والإنساني، عما يحدث في ديالي من قتل وتهجير وحرق بيوت وبساتين وممتلكات وجرائم بحق الإنسانية.

أوهام الكاظمي

وصب ناشطون غضبهم على رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مستنكرين تجاهله للأحداث في ديالي، وعدم اتخاذه قرارات عاجلة لإنهاء الأزمة وردع مليشيات الحشد الشعبي.

الصحفي العراقي عثمان المختار، قال إن "الكاظمي يتوهم أن سكوته عن جرائم التطهير الحاصلة في قرى ديالي سيعزز فرص حصوله على ولاية ثانية عبر كسب ود المليشيات والقوى السياسية التابعة لإيران"، مضيفا: "تخيل 5 أيام وقوافل النازحين وألسنة النيران تتصاعد من القرى ولا تجد تعليقا واحدا".

ولخص الصحفي سيف صلاح الهيتي، الأحداث قائلا: "حروب الكراسي يدفع ثمنها الجالسون على الرصيف!". المغرد فراس السراي، دعا الحكومة إلى "الوقوف وقفة جادة بشأن ما يحصل من تهجير ممنهج ودمار في ديالي من قبل المليشيات السائبة لأهالي المقدادية"، محذرا من أن "التاريخ سيسجل ولن يرحم".

فشل أمني

واستنكر ناشطون فشل القوات الأمنية في التصدي لتصعيد المليشيات، وسماحهم لها بتهجير قرى بأكملها قسريا خلال ساعات، وإفراغها بالكامل.

الكاتب والباحث مجاهد الطائي، نشر مقطع فيديو لشيخ نازح يتساءل عن سبب قدوم الجيش والشرطة والتفرج على عمليات القتل والحرق التي قامت بها المليشيات.

وتهكم الإعلامي محمد الكبيسي، قائلا: "إحنا دائما حكومتنا تشتغل بعد الحدث، مثلا القوات الأمنية ما تحمي المدنيين بل تأمن لهم طريق النزوح بسلام.. والحكومة متفكر ترجعهم لا، تنطيهم كل واحد مليون، تخيل إنسان فقد كل ما يملك تعوضه الدولة بمليون دينار". من جانبها، تعجبت الناشطة سهى الحميدي، من أن "القوات الأمنية أصبح واجبها نقل الناس الشاردة من بطش المليشيات، ولا تعرف ترد المهزلة".