"ميلييت": ما دور إيران بالمنطقة السورية الآمنة بعد تصعيد واشنطن؟

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ميلييت" التركية، مقالا للكاتب علي أوزجان، تحدث فيه عن المنطقة الآمنة، في سوريا وعلاقة إيران بها والتعقيدات التي تزيد مع مرور الوقت والفاعلون في المنطقة بدءا من الولايات المتحدة وروسيا وليس نهاية بالنظام الإيراني وتركيا.

وقال الكاتب في مقاله، إن الجنوب التركي يتفاعل وتزيد النظرة عليه، والاتفاقيات هنا وهناك والمطالب وقضايا النزاع والأساليب التي تحل بها هذه القضايا ما زالت متشابكة وكل شيء بات مختلطا ببعضه. كذلك، لافتا إلى أنه، طفت على السطح مؤخرا، القضية النووية الإيرانية، حيث مرة أخرى، صعدت إلى مقدمة جدول الأعمال في المنطقة.

وأضاف: "فمن ناحية، تنشر الولايات المتحدة حاملات طائرات وقاذفات ثقيلة في الخليج، قائلة إنها في سياق الإجراءات الأمنية، بينما تواصل توسيع العقوبات؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة وقيود على صادرات إيران من الحديد والصلب والمعادن الأخرى".

ما حدود رد إيران؟

أعلنت إيران، الأربعاء، تعليق بعض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وهددت بإجراءات إضافية، خلال 60 يوما، في حال لم تطبق الدول الأخرى التزاماتها.

واكتمل الأربعاء، مرور عام كامل على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.

ومنذ الانسحاب الأمريكي، ترفض طهران التفاوض على اتفاق جديد، خاصة في ظل إعلان بقية الأطراف مرارا التزامها بالاتفاق.

وتابع الكاتب: كان رد فعل إيران على هذا القرار سريعا، حيث أعلنت طهران أنها تخلت عن تنفيذ مواد معينة من الاتفاقية النووية وذلك في وسيلة منها لإتاحة مجال للدول الأوروبية أن تمارس الضغط على الولايات المتحدة.

وتساءل أوزجان، حول ما إذا كان رد إيران سيقتصر على هذا، حيث يشير العديد من الخبراء إلى أن رد الفعل يمكن أن يتخذ شكل أعمال غير متكافئة ضد الوجود الأمريكي، وخاصة في العراق.

وقالت تقارير، أن مليشيات العراق تشكل بؤرة توتر بين أميركا وإيران، وبلغت هذه التوترات -حسب أتلانتك- ذروتها عندما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون عن تحرك سفن حربية أميركية إلى شبه الجزيرة العربية ردا على تهديدات غير محددة من إيران، وفي وقت لاحق نوّه مسؤولون أمريكيون إلى ما سموه الخطر على القوات الأميركية والحلفاء من المليشيات المدعومة من إيران أو "القوات العميلة".

إستراتيجية الطرفان بسوريا

من ناحية أخرى، أشار الكاتب إلى أنه، على الرغم من أنها قد تبدو ثانوية، إلا أن الإستراتيجية الإيرانية في سورية  تشكل مكانة مهمة في الإستراتيجية الأمريكية.

وأوضح، أن "تقليل فعالية إيران في سوريا وكذلك نظام الأسد والعمل على الحيلولة دون تسليح حزب الله هي من بين الأهداف ذات الأولوية لأمن إسرائيل، خاصة بعد سيطرة منظمات كردية كحزب العمل الكردستاني وقوات سورية الديموقراطية على مناطق كان يسيطر عليها تنظيم الدولة مؤخرا".

الجميع هنا، يوضح الكاتب، لديه ملاحظات على هذه التطورات، وخاصة وجود قوات حزب العمال الكردستاني في مناطق خفض التصعيد شمالي سورية. على سبيل المثال، قال وزير الخارجية الروسي لافروف مرارا وتكرارا إن الولايات المتحدة تخلت عن لعب الورقة الكردية، مما يشكل تهديدا كبيرا لسلامة ووحدة سوريا. وهنا بالطبع لا يجب ان ننسى أصلا لعب الروس على الكرت الكردي بدورهم.

وأردف: من جانب آخر، الأسد يتبع سياسة العصا والجزرة بينما تتابع إيران التطورات على الساحة السورية بصمت، لافتا إلى أن إيران وضعت فيما يبدو ثقلها وتركيزها شبه الكامل في الخليج ومضيق هرمز والعراق ولبنان.

وأكد الكاتب، أن تركيا بدوها أعربت مطولا عن عدم ارتياحها للعلاقات التي تربط قوات سورية الديموقراطية وحزب العمال الكردستاني، سيما وأن قوة المنظمات هذه نابعة من الدعم الأمريكي المباشر لها بالسلاح وغيره.

وزاد قائلا: الإدارة الأمريكية، بعد انتهاء مشكلة تنظيم الدولة بدأت بالبحث عن مسألة أخرى في المنطقة والتركيز كان مع إيران حيث تم تجديد العقوبات بل وفرض عقوبات جديدة عليهم. وهنا أخذ الفاعلون الأربعة بحكم الواقع إلى تركيزه في شرق الفرات. يقصد الكاتب إضافة إلى تركيا، روسيا، وايران، والولايات المتحدة.

واستطرد الكاتب: "حتى الآن، تنكر الولايات المتحدة أن المالك الحقيقي لحزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، عندما بدأ الحديث عن الجزء الشرقي من نهر الفرات، تحول الأمر إلى حقيقة أن المشكلة لم تقتصر على سوريا، ولكن المشكلة كانت بالأساس مشكلة حزب العمال الكردستاني، واتضحت المسألة أن الحبال في أيدي جبال قنديل وكان زعيمه أوجلان هو صاحب القرار".

رسالة من أوجلان

وفي رسالة تتعلق بالشأن السوري، فقد قال محاميان لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، إنه دعا قوات سوريا الديمقراطية للسعي إلى حلول في سوريا بأساليب أخرى غير الصراع.

وأضافا في بيان، أن أوجلان المسجون في تركيا منذ 1999 دعا قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- إلى وضع الحساسيات التركية في سوريا في الحسبان.

وقرأ المحاميان البيان في مؤتمر صحفي بإسطنبول، وقالا إنه سمح لهما بلقاء أوجلان لأول مرة منذ يوليو/تموز 2011. وتضمنت الرسالة التي نقلها المحاميان عن أوجلان قوله: "نعتقد أن مشاكل سوريا يجب أن تحل بعيدا عن ثقافة العنف، وبهدف إرساء ديمقراطية محلية في إطار احترام وحدة الأراضي السورية".

وأوضح الكاتب: ومن أجل لعب حزب العمال الكردستاني، دورا ضد  إستراتيجية إيران في المنطقة، تريد الإدارة الأمريكية تحقيق جزء من مطالب تركيا في المنطقة. وإذا تم إحراز تقدم في هذا الصدد، فإن "التحالف الرباعي بحكم الواقع" في سوريا سيبدو وكأنه اهتز، وبالتالي قد يقل اهتمام تركيا بهذا الائتلاف ومن الواضح أن هناك تطورا آخر من شأنه أن يعزز هذه النظرة في إدلب.

"بينما تستمر روسيا والأسد في ضرب إدلب واستهداف ما يرونه إرهابا في المنطقة، يواصل حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي، منع إيران من الاستقرار في الجنوب واعتراضها هناك"، بحسب الكاتب.

واختتم أوزجان حديثه بالقول: "في سوريا، سيستغرق التوفيق بين الصورة العسكرية والصورة السياسية وقتا طويلا. مع استمرار العملية، ستجد إيران نفسها في موقف مختلف. أما بالنسبة لحزب العمال الكردستاني فكلنا يعلم أن تركيا هي من أولويات المنظمة نفسها، ونحن نعلم أن (بي كا كا) ليس جمعية خيرية، في هذه العملية، سنتمكن من معرفة ما الذي وُعدت به المنظمة وعلى أي حال، لا شيء يمكن اخفاؤه في المنطقة".