"نية مبيتة".. وثيقة طبية تكشف تفاصيل وفاة موسى القرني بسجون السعودية

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

كشفت منظمة سند لحقوق الإنسان عن تعرض موسى القرني، شيخ الحقوقيين في السعودية وأحد إصلاحيي جدة، للضرب في الوجه والرأس مما نتج عنه إصابات بليغة أدت لوفاته المعلنة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

المنظمة أوضحت في الثامن عشر من ذات الشهر أن معلوماتها تستند على تقارير طبية تلقت نسخة منها، مطالبة بتدخل عاجل من المنظمات الدولية لإجراء تحقيق شامل يكشف حقيقة هذه الانتهاكات.

"إصلاحيو جدة"

ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #موسى_القرني، #استشهاد_موسى_القرني، #وفاة_موسى_القرني، وغيرهم، حملوا السلطات السعودية المسؤولية، واتهموها بعقد النية للتخلص من معتقلي الرأي.

وتداولوا صورا للتقرير الطبي الصادر من مركز الطب الشرعي في جدة والمذيل بتوقيع وختم الطبيب الشرعي الدكتور عبدالله الجدعاني، والذي يكشف أن الوفاة ناجمة عن إصابات بالوجه والرأس.

وعلى أثر التقرير أطلق ناشطون حملة #أطلقوا_سراح_المرضى، طالبوا خلالها بإطلاق سراح المرضى المعتقلين داخل السجون السعودية، موضحين أن نظام السجن ينص على الإفراج الإنساني عن المصابين بمرض عضال، أو أولئك الذين يعانون من داء شديد الوطأة.

واستنكروا مقابلة السلطات السعودية كثيرا ممن تنطبق عليهم تلك القواعد، بالإهمال الصحي، وإبقائهم رهن الاعتقال رغم تدهور حالاتهم الصحية.

ودعوا الجميع إلى المشاركة في الحملة للضغط على السلطات لوقف الانتهاكات التي تمارسها بحق المرضى والمسنين من معتقلي الرأي، وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

موسى بن محمد بن يحيى القرني ولد عام 1954 في منطقة جازان بمدينة باش السعودية، متزوج ولديه ستة أبناء وست بنات، والده الشيخ محمد بن يحيى القرني الذي عمل في القضاء لمدة 42 عاما إلى أن تقلد درجة قاضي تمييز واستقال من القضاء.

القرني اعتقل في فبراير/ شباط 2007، مع مجموعة مكونة من تسعة أفراد، وزُج بهم في القضية التي عُرفت فيما بعد بـ “خلية الاستراحة” أو “إصلاحيو جدة”.

وحكمت عليه المحكمة الجزائية المتخصصة، بعد 3 أعوام من الاحتجاز دون محاكمة، بالسجن 20 عاما بعد اتهامات عدة منها "الخروج على ولي الأمر" و"التخطيط لتأسيس حزب سياسي" و"التواصل مع جهات أجنبية".

وأجمعت المنظمات الحقوقية على أن المحاكمة افتقرت إلى أدنى معايير العدالة، وحرم فيها المعتقلون من التمثيل القانوني أو الدفاع عن أنفسهم.

وفي مايو/أيار 2018، فجع ذووه بتعرضه لجلطة دماغية، تسببت في نقله إلى مستشفى للأمراض العقلية في جدة، بحسب مصادر حقوقية.

قتلوا مسنا

واستنكر ناشطون تجاهل النظام السعودي لشيبة القرني وحالته الصحية، مشيرين إلى أن الوثيقة التي كشف عنها توضح أيضا أسباب امتناع النظام عن تسليم جثمان القرني لذويه.

الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أشار إلى وفاة القرني نتيجة الضرب والتعذيب في سجن ذهبان، وضربه على وجهه ورأسه حتى توفي، قائلا: "لم يمنعهم عنه كبر سنه ومرضه.. جلاوزة (ولي العهد محمد) ابن سلمان وصلوا مرحلة متقدمة من التوحش وانعدام الإنسانية".

المحامي إسحاق الجيزاني، قال إن السجانين المجرمين قتلوا مسنا يبلغ من العمر 66 سنة تعذيبا وألبسوا التهمة بمساجين آخرين.

القائمون على حساب معتقلي الرأي المعني بالتعريف بالمعتقلين، قالوا إن التقرير يفسر لماذا امتنعت السلطات عن تسليم جثمان الشيخ القرني إلى أهله، حتى وصوله إلى المسجد النبوي للصلاة عليه، ومن ثم دفنه، دون أن يراه أهله ومحبوه، لكي لا يروا آثار الضرب الذي أفضى لوفاته.

الناشطون اتهموا النظام السعودي بتعمد الخلاص من معتقلي الرأي، معددين الطرق التي توفي بها بعض المعتقلين.

رئيس مجلس إدارة منظمة سند الداعية السعودي المعارض الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، أشار إلى أن عادل الصبحي مدير سجن ذهبان، تعمد سجن القرني مع التكفيريين، وجرت محاولات مع إدارة السجن لنقله مع كبار السن أو في الانفرادي لأنه مهدد بالقتل.

وأشار إلى أن القرني سبق أن ضربه الغلاة بتحريض من الصبحي ثم اعتدي عليه أخيرا وضرب في وجهه حتى مات.

فيما حملت الناشطة الحقوقية حصة الماضي، السلطات السعودية مسؤولية ما حصل للقرني، واتهمتها بتبييت النية للخلاص من معتقلي الرأي بعدة طرق منها جمعهم مع مرضى نفسيين رغم خطورتهم كما حصل مع الدكتور محمد القحطاني عندما أشعل أحدهم النار في الجناح. 

وأشارت إلى جمع السلطة معتقلي الرأي بالمتطرفين كما حصل للمعتقل محمد العتيبي ومحاولة أحدهم إيذاءه، قائلة: "لا ننسى ما حصل من محاولة قتل للمعتقل خالد العمير واختفاء من قام بذلك، والآن نفجع بثبوت قتل الدكتور موسى القرني بالضرب، وما خفي أعظم مما لم يصلنا خبره". 

الكاتبة نورة الحربي، لفتت إلى أن مدير سجن "ذهبان" عادل الصبحي، جعل الشيخ في قسم المتطرفين والتكفيريين، مما أدى إلى الهجوم عليه.

صاحب حساب "مجتهد فيديو"، أوضح أن سياسة حكومة #آل_سعود تتمثل باعتقال العلماء والمفكرين والمستنيرين وتعذيبهم في السجون حتى تتدهور حالتهم الصحية وبسبب الإهمال الطبي المتعمد بحقهم، يلقى السجناء حتفهم وراء القضبان!.

وطالب ناشطون ومنظمات حقوقية بمحاسبة النظام السعودي والقصاص للقرني، والتحرك السريع لإنقاذ باقي المعتقلين، داعين الشعب السعودي للتحرك لمناهضة النظام وإعلان غضبهم مما يتكشف من تنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم حتى الموت.

منظمة غرانت ليبرتي التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، طالبت بالقصاص من قتلة القرني، مشيرة إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى لمحاولة قتل سجين داخل السجن في السعودية.

القائم على حساب محقق خاص، طالب المنظمات الدولية بتدخل عاجل لإجراء تحقيق شامل حول القضية.