ليس لوبان ولا زمور.. تعرف على منافس ماكرون في رئاسيات فرنسا 2022

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على منافسي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2022، حيث يحتل اليميني المتطرف المثير للجدل، إيريك زمور، المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، لكن قد يكون المرشح المحتمل للجمهوريين أكثر منافسة لماكرون.

وقالت "الإسبانيول" إن "جميع وسائل الإعلام تحدثت عن زمور، الصحفي والكاتب المثير للجدل البالغ من العمر 63 عاما والذي أدرج اسمه عمدا في العديد من استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الرئاسية في فرنسا".

واستدركت: "لكن يجدر التذكير بأن زمور ليس أكثر من مجرد كليشيه، وهو مثال في وسائل الإعلام الرئيسة لما يمكن أن يراه المرء على تويتر كل يوم: شخصية (المناهض للتقدم)، والذي يبرز الكثير من التناقض، كما يمكن التنبؤ بمداخلاته التي تصب في خطاب الكراهية ودون أي فارق بسيط في آرائه".

وأوردت الصحيفة أن "زمور لم يعلن حتى عن ترشحه لمنصب ما، مما يجعل من ظهوره في استطلاعات الرأي أمرا أكثر غرابة من سابقه".

وأضافت أن "ماكرون أظهر خلال عام 2017 أن الوصول إلى الإليزيه أمر ممكن، حتى دون الانتماء إلى حزب سياسي، ومع ذلك، كان لماكرون ماض في الإدارة والحكومة مع نظيره السابق فرانسوا هولاند، أما زمور فلا يملك سوى سلسلة كتب حققت مبيعات جيدة".

عامل شعبوي

وبينت الصحيفة أن "ظاهرة زمور" تخبرنا بأنه لا تزال هناك مساحة في فرنسا لليمين أكثر من تلك المتاحة للجبهة الوطنية، لكن في كثير من الأحيان يختلط اليمين واليسار في شعبوية فاسدة وحصرية.

عموما، يأتي زمور من السخرية الإعلامية، أي من صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، لكن تطوره ليس أيديولوجيا بقدر ما هو عاطفي؛ حيث إنه الشخص الذي يعمد إلى مناشدة الكراهية والعنصرية، تقول "الإسبانيول".

وأوضحت الصحيفة أن "زمور يمكن أن يقدم في آخر المطاف ترشحه بعد كل هذه المناشدة في الاستطلاعات، لكن نلاحظ أنه مرتبط عمليا بنية التصويت مع زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان، كما أنهما يحصدان معا عددا أكبر من الناخبين، مقارنة بالأصوات التي يحصل عليها كل منهما على حدة، وطبعا، دون التأثير على باقي الأحزاب". 

ثانيا، من الجدير بالذكر أنه إلى جانب الأصوات التي يمكن أن يجذبها زمور من الجبهة الوطنية، يمكن لليميني أن يظفر أيضا بأصوات الناخبين الذين لا يصوتون، لأنهم لا يستطيعون العثور على مرشح يمثل أفكارهم بأمانة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "جميع الاستطلاعات الأخيرة، تقريبا، منحت اتحاد لوبان وزمور ما بين 33 و35 بالمئة في الجولة الأولى، في حين أن الجبهة الوطنية وحدها لم تتجاوز حتى نسبة 30 بالمئة، لكن هذه النتيجة عديمة الفائدة في الرئاسية، وتصلح للتشريعية فقط".

وأضافت "في حال خاض زمور الانتخابات الرئاسية، وحافظ على نفس النتائج التي ظهرت في استطلاعات الرأي؛ فلن تقتصر الأخبار السياسية الحقيقية على خياراته في الذهاب إلى جولة ثانية والخسارة أمام ماكرون بفوز ساحق.. ولكن الجمهوريين سيكون لديهم بعض الخيارات لخوض الرئاسية وحتى، لم لا، الوصول إليها".

ونقلت الصحيفة أنه "دون العامل الشعبوي، تَعِد انتخابات 2022 بأن تكون الأكثر توقعا في التاريخ: سيتحرك ماكرون ولوبان بين 25 و30 بالمئة، وستكون بقية القوات على مسافة كبيرة منهما".

في الجولة الثانية، ستمنح آلية "أي شخص ما عدا لوبان" التي عملت في السياسة الفرنسية منذ (رئيس الوزراء الأسبق) ليونيل جوسبان في انتخابات 2002، فوزا مريحا للرئيس الحالي. 

بعبارة أخرى، سيترك اليمين المعتدل مدى الحياة بلا خيار في السيناريو العادي، وإذا تم تقسيم تصويت اليمين المتطرف إلى قسمين، فإن الأمور قد تتغير كثيرا.

خيارات برتران

ولفتت الصحيفة إلى أنه "بينما كان الجميع ينظرون إلى زمور، ترك الأسبوع السابق للانتخابات نبأ سارا، حيث وافق السياسي كزافييه برتران، على المشاركة في عملية اختيار مرشح من الجمهوريين للانتخابات المقبلة". 

وأضافت "عموما، يعد برتران شابا نسبيا (56 عاما) يتمتع بخبرة كبيرة، كان وزيرا مع دومينيك دو فيلبان أثناء رئاسة الراحل جاك شيراك، وبعد ذلك مباشرة مع فرانسوا فيلون في عهد نيكولا ساركوزي. أعلن برتران، وهو من قدامى المحاربين في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، عام 2017، أنه سيغادر الحزب إلى الأبد".



ونوهت الصحيفة بأن "برتران مرشح جيد، لكن لا يمكنه وحده أن يقلب استطلاعات الرأي لأنه لا يستطيع الوصول إلى أرقام لوبان ولا يمكنه الوصول إلى أرقام ماكرون... ولكن إذا كان بإمكان أي شخص الاستفادة من تأثير زمور فسيكون هو نفسه". 

وأشارت إلى أن "استطلاعات الرأي تمنحه 15 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى، وبحملة انتخابية جيدة، يمكنه أن يطمح للوصول إلى 20 بالمئة من الأصوات".

واستدركت: "لكن مع وجود الزعيمين العظيمين للسياسة الفرنسية على مستوى 25 بالمئة من المساحة، فإن انتقاله إلى الجولة الثانية يبدو مستحيلا، ومع ذلك، لم تمنح أي من الاستطلاعات التي تم نشرها بخيار مزدوج لليمين المتطرف أيا من مرشحيها أعلى من 18.5 بالمئة". 

وأشارت الصحيفة إلى أن "نسبة تتراوح بين 18.5 و19 بالمئة هي التي يحتاجها برتران للمرور إلى الجولة الثانية، ودون ذلك لن يتمكن من تحقيق أي هدف، وبهذه النسبة، بالتزامن مع انقسام ناخبي اليمين، ستكون لبرتران خيارات". 

ونقلت الصحيفة أن "زمور لم يلمح إلى أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية إلى حد الآن، وحتى في استطلاعات الرأي التي تتضمن ترشيحه المحتمل، يظهر برتران في المركز الرابع خلف كل من زمور ولوبان، لكن إذا تمكن من الفوز على كليهما والذهاب إلى الجولة الثانية... تتفق جميع استطلاعات الرأي على أن ماكرون سيفوز في أي حال". 

من جانب آخر، نظرا للمفاجآت التي حدثت في السنوات الأخيرة في الانتخابات من جميع الأنواع، يبدو أنه من المستحيل تماما أن يفوز اليمين المتطرف بجولة ثانية في فرنسا، لكن عام 2017 ترددت شائعات في هذا السياق، وفي النهاية سقطت لوبان بفارق ثلاثين نقطة.

وفي جميع الأحوال، لا يبدو أن الجبهة الوطنية أفضل الآن من ذي قبل أو أن ماكرون أسوأ بكثير، لكن ربما تكون صورته أكثر تآكلا من ذي قبل.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: إن "مواجهة محتملة بين ماكرون وبرتران تجعل من خيارات الإطاحة بالرئيس الحالي أمرا ممكنا، وبهذا الاحتمال، من المهم أن يتفوق برتران على كل من لوبان وزمور للمرور للجولة الثانية وتحقيق هذه المعادلة. خلافا لذلك، فقط فضيحة ضخمة يمكن أن تفصل ماكرون عن الإليزيه لمدة خمس سنوات أخرى".