متفشية بشدة.. صحيفة إيطالية تحذر من تزايد عمليات الاختطاف في نيجيريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إيطالية الضوء على تنامي ظاهرة اللصوصية واختطاف السكان ببعض الولايات الشمالية الغربية لنيجيريا ودوافعها، راصدة تعامل السكان والسلطات معها، بالإضافة إلى المخاطر التي تهدد بتوسعها أكثر.

وقالت صحيفة "نيغريسيا" إن شمال غرب نيجيريا أصبح منذ ديسمبر/كانون الأول 2020 مسرحا لعمليات اختطاف متكررة طالت الطلاب والقرويين، تنفذها مجموعات من اللصوص وقطاع الطرق بدافع الحصول على فدية. 

وأوضحت أن "إحدى هذه العصابات سيئة السمعة قتلت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما لا يقل عن 20 شخصا في ولاية صكتو النيجيرية المجاورة لولاية زمفرا الأكثر تضررا من موجة عمليات الخطف الجماعي".

ونفذت المجزرة أثناء هجوم المجرمين على سوق وإضرامهم النار في 9 سيارات.

هجوم خاطف

وأشارت إلى أن آخر هذه العمليات جرت في 21 أغسطس/آب 2021، عندما قامت عصابة مسلحة بخطف 60 شخصا على الأقل في قرية ريني الواقعة بمنطقة باكورا في ولاية زمفرا.

بدورها، تعرضت قريتان في زمفرا طيلة الشهرين الماضيين أيضا إلى عمليات اختطاف أخرى، إضافة إلى هجوم آخر وقع في منطقة الحكومة المحلية سابون بيرني بولاية صوكتو.

وذكرت مصادر محلية أن العديد من هؤلاء المختطفين احتجزوا في ظروف غير إنسانية في غابة تسيبيري بزمفرا. 

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنقذت قوات الأمن المحلية 187 شخصا أجبروا على تناول العشب في أحد الكهوف التي احتجزوا فيها حتى لا يموتوا جوعا. 

وقال أحد الرهائن المحررين لقوات الشرطة إن 17 شخصا ماتوا جوعا أثناء احتجازهم.

وأوضح قائد شرطة زمفرا، أيوبا الكانا، بعد تسليم المختطفين البالغ عددهم 187 إلى عناصر الأمن الفيدرالي لإجراء الفحوصات الطبية الضرورية وإعادتهم لاحقا إلى عائلاتهم، أنه "تم إنقاذ الضحايا بعد عملية بحث مطولة استمرت ساعات عديدة".

وأضاف الكانا أن "الهجوم الخاطف جاء بفضل تنفيذ الإجراءات الأمنية الجديدة التي أعلنتها حكومة ولاية زمفرا"، وأن "قطاع الطرق والمتواطئين معهم اعتقلوا وحوكموا على الفور".

وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار أنشطة مكافحة العصابات في المنطقة، خضعت 14 منطقة بولاية صكتو لحظر الاتصالات في 20 سبتمبر/أيلول 2021.

وذكرت "نيغريسيا" أن موجة الاختطاف طالت أيضا طلابا مسيحيين حيث اختطف ثلاثة طلاب في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021 من مدرسة مسيحية بولاية كادونا، قبل أن يفرج عنهم بعد أيام قليلة، مرجحة أن يكون ذلك قد تم مقابل دفع فدية.

مقلق للغاية

ووصفت الصحيفة الوضع الأمني ​​في ولاية صكتو الواقعة في أقصى الشمال الغربي بـ"المقلق للغاية"، وهو ما دفع السكان إلى أخذ احتياطاتهم والتعويل على أنفسهم في مواجهة الجريمة المتفشية بشدة.

وذكرت في هذا الصدد ما حدث في 19 سبتمبر/أيلول 2021، في منطقة الحكومة المحلية بتنغزا، حيث قامت مجموعة من السكان المحليين بتعقب إحدى العصابات وقتل ستة رجال مسلحين ينتمون إليها وذلك بعد حوالي 12 ساعة من قيام الأخيرة باختطاف شخصين ثم قتلهما.

وفي وقت لاحق، قامت مجموعة من "الحراس" مسلحين بالسكاكين والبنادق، وبالتعاون مع الشرطة، باعتقال 13 مهاجما آخر مشتبها بهم. 

وروى أحد المواطنين المحليين أن الأهالي قاموا باقتحام مركز شرطة المدينة، حيث تم إيقاف اللصوص وطالبوا بقتلهم أمام أنظارهم وإلا سيحرقون مركز الشرطة. 

وتابع بأنه على أثر ذلك تمكنوا من تجاوز ضباط الأمن واقتادوا اللصوص إلى الخارج ثم أعدموهم وإضرام النار في جثثهم.

وأردفت الصحيفة الإيطالية أن ولايتي صكتو وزمفرا، الأكثر تضررا من هجمات العصابات اللصوصية وارتفاع الجريمة، اتخذتا تدابير استثنائية لمحاولة وقف الانجراف الأمني الذي خرج عن سيطرة السلطات.

وشملت هذه الإجراءات، حظر بيع الوقود في علب وقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية، بهدف التأثير على نشاط العصابات الإجرامية التي عادة ما تستخدم الدراجات النارية للتنقل وتخيم في الغابات.

كما أمرت حكومة زمفرا جميع المدارس الحكومية بالإغلاق؛ لمنع المزيد من الهجمات.

وأوضحت "نيغريسيا" أن "جذور نمو ظاهرة اللصوصية يعود إلى سلسلة من الانقسامات الداخلية القديمة، والتي غذت العنف المسلح على غرار النزاعات على موارد الأراضي والمياه بين مجموعتي الفولاني والهوسا العرقيتين، إلى جانب عوامل أخرى، بما في ذلك سهولة الحصول على الأسلحة الخفيفة".

وأضافت إلى ذلك ما وصل إليه تحليل نشره في مارس/آذار 2021، "معهد الدراسات الأمنية" ومقره بريتوريا بجنوب إفريقيا، الذي حذر من تهديد تحالف مجموعات من قطاع الطرق مع مسلحين من جماعة "بوكو حرام" لما قد يحمله ذلك من تهديدات كبيرة لكامل المنطقة.

وعلى وجه الخصوص، شرح باحثو المعهد أن "عناصر بعض الفصائل المنتمية إلى بعض المجموعات الجهادية ترحب بهذه التحالفات التي من شأنها أن تسهم في توسيع نطاق عملياتها وأنشطتها وكذلك طموحاتها في (بناء دولة) بالمناطق الشمالية الغربية والشمالية الوسطى من نيجيريا".

وأرجع الباحثون ذلك إلى أن" هدفهم من هذه التحالفات هو الاستفادة من تجنيد أتباع جدد، وتحقيق أرباح كبيرة من خلال عمليات الاختطاف والحصول على الفدية، بالإضافة إلى أنشطة أخرى، مثل التنقيب غير القانوني عن الذهب".