"إستراتيجية خفية".. موقع إيراني: تركيا تسعى للحصول على السلاح النووي

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيراني الضوء على السياسة الخارجية لتركيا، والعلاقات مع باكستان وأفغانستان، ورغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في حصول بلاده على السلاح النووي، في ظل التطورات الإقليمية والدولية.

وتحدث موقع "إيران الدبلوماسي" في مقال للكاتب إسلام ذوالقدر بور، عن "سياسة تركيا في توجهها نحو السلاح النووي والطاقة الذرية، ورغبتها في الهيمنة على المنطقة".

كما لخص الكاتب سياسة تركيا في الوصول إلى السلاح النووي في ثلاثة مكونات، من "التعامل مع أذربيجان إلى الالتصاق بباكستان، والسياسة المركبة من أجل الوصول إلى الطاقة الذرية، وحق تركيا وسعيها لصناعة قنبلة ذرية".

سلاح نووي

وزعم ذوالقدر بور، أن "الأنشطة العسكرية لتركيا ازدادت خلال العامين الماضيين في دول المنطقة مثل، العراق، سوريا، وخاصة أذربيجان، إلى أن وصل الأمر إلى أفغانستان حيث يمكن القول بصراحة إنها ضمن الأهداف السياسية لتركيا من أجل التوسع الجغرافي، وعلى وجه الخصوص ما حدث في أذربيجان حيث يمكن اعتباره احتلالا لها من قبل تركيا".

وذكر الكاتب أن "السياسة الخارجية للحكومة التركية برئاسة أردوغان، تركز خلال العقد الأخير على الربح وزيادة السلطة القيادية في تركيا".

واعتبر أن "قضية أفغانستان والتحالف العسكري القريب مع باكستان تحولتا إلى أولوية بالنسبة للحكومة التركية؛ لأن أفغانستان جحيم المحتلين، وجنة المناجم الغنية ذات القيمة، ومن ضمن مناجمها النفيسة، منجم لليورانيوم في محافظة هلمند والذي يعتبر آسرا وجذابا للغاية بالنسبة للجهات الباحثة عن السلاح النووي مثل تركيا".

وتابع ذوالقدر بور "شهدت أذربيجان اليوم مناورات مشتركة طويلة الأمد في وجود كل من تركيا وباكستان، إذن يمكن التفسير بأن مصاحبة باكستان من أجل الحصول على تكنولوجيا الأسلحة النووية الباكستانية ويورانيوم أفغانستان".

سياسة مركبة

وقال الكاتب الإيراني إن "السياسة العامة لتركيا كنمط للسياسة المركبة جدير بالبحث والدراسة، في هذا النمط من السياسة، ستعرض حكومة أردوغان بعض التكتيكات الظاهرية كدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، ودعم أذربيجان، ومحاولة الادعاء بمساعدة أفغانستان وباكستان من أجل الهدف الرئيس وهو تحقيق الوصول للسلاح النووي والقنبلة الذرية".

وأردف الكاتب: "سياسة تركيا المركبة لها هدف أساسي يكمن في اكتساب الطاقة النووية عن طريق بعض السياسات المركبة الأخرى التي يتم عرضها لخداع سائر المسؤولين ومتخذي القرار".

وذكر  ذوالقدر بور، أن "بعض مكونات السياسة المركبة لحكومة أردوغان في جنوب شرق آسيا للوصول إلى السلاح النووي والقنبلة الذرية يتجلى في الأدوات التالية، استقرار العلاقات المقربة للغاية مع أوكرانيا والمخالفة البالغة لتصرفات روسيا في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم لاستغلال القوة التكنولوجية والمواد النووية الأوكرانية".

والتحالف العسكري والمسلح القريب مع باكستان وتكثيف الاجتماعات العسكرية وما إلى ذلك "مع هذه الدولة الوحيدة المعروفة بامتلاك القنبلة الذرية في العالم الإسلامي، والتكنولوجيا، والمواد اللازمة لصناعة السلاح النووي والقنبلة الذرية".

وأيضا - وفق الكاتب الإيراني- "خلق العدو بالنسبة لتركيا هدف لإثارة وتحفيز المواطنين الأتراك والقادة الأوربيين للحصول على ترخيص وشرعية صنع السلاح النووي".

وكذلك، يمكن اعتبار التعاون المتوسع والمكثف للحكومة التركية مع نظيرتها الباكستانية والمناورات العسكرية الحالية بين الدولتين في أذربيجان بمثابة "جزء من التحالف من أجل نقل المعرفة وأدوات تصنيع السلاح النووي إلى تركيا".

حق محفوظ

وقال ذوالقدر بور: "بلا شك في العصر الذي تعد فيه بعض الدول الخاصة التي لها خلفية استعمارية وتناضل لامتلاك الترسانة الذرية، كان هناك دول من القوى العظمى في المنطقة مثل: تركيا وإيران، وكانا يمثلان تهديدا للقوى العظمى في العالم على الدوام، وكانا يعتبران حقهما محفوظا في صناعة وإعداد السلاح النووي والقنبلة الذرية لكل منهما".

وأضاف أن "تركيا في موضع تنافس مع سائر المسؤولين في النظام العالمي، وخاصة القوى العظمى في المنطقة مثل، إيران، روسيا، إسرائيل، وتحتاج إلى قوة عسكرية بلا منافس"، وفقا لما ذكره الكاتب.

وتابع: "لقد أصر أردوغان خلال العقد الأخير مرارا على حق تركيا نحو صناعة وعرض الأسلحة النووية والقنبلة الذرية؛ لكي يتغلب على ضعف قدرته على فرض هيمنته، لدرجة أنه يعتبر مجرد امتلاك قنبلة نووية أمرا طبيعيا بالنسبة لكل الدول المتطورة، وكذلك يعد من حق تركيا، بلا شك".

واستطرد ذوالقدر بور: "يمكن الادعاء بصراحة أن أردوغان يعتبر نفسه، وكذلك يعتبر تركيا، جزءا من الهوية والتكوين الأوروبي والغربي، ولكنه واجه نفورا وابتعادا من قبلهم خلال العقدين السابقين، لدرجة أنه مهدد من قبل بعض أعضاء أوروبا كاليونان، وفرنسا، وغيرهما، وبالتالي يمكن اعتبار امتلاك السلاح النووي أو القنبلة الذرية حاجة لا بد منها".

في الوقت نفسه، أعرب بعض من الخبراء والمحللين الإيرانيين عن قلقهم بشأن "انعقاد التدريبات العسكرية المكررة بين تركيا وأذربيجان، وكذلك في الوقت الحالي مع باكستان داخل حدود أذربيجان وحتى الجمهورية ذاتية الحكم نخجوان"، وفق الكاتب التركي.

واختتم ذوالقدر بور مقالته قائلا: "في مثل هذه الظروف من الضروري للسياسيين الإيرانيين أن يركزوا على الطبيعة الخفية للسياسة الإستراتيجية التركية في الحصول على السلاح النووي، وذلك ضمن رصدهم للتفاعلات والعلاقات الحالية بالمنطقة من قبل أنقرة، مثل ما يحدث في حدود إيران الشمالية، والتحديات الاقتصادية، والعلاقات مع أرمينيا وأذربيجان".