الناشط عبدالرحمن السدحان.. لهذا حكم عليه قضاء ابن سلمان بالسجن 20 عاما

الرياض - الاستقلال | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تفاعل ناشطون مع قضية الناشط السعودي في مجال العمل الإنساني والإغاثي عبدالرحمن السدحان، بعد تأييد محكمة الاستئناف بالرياض، 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الحكم السابق الصادر ضده بالسجن 20 عاما ومثلها منع من السفر.

المحكمة الجزائية المختصة بالرياض، أصدرت حكمها الأولي على السدحان في 5 أبريل/نيسان 2021، بتهم تتعلق بنشاطه السلمي على الإنترنت، بموجب قوانين "مكافحة الإرهاب" و"الجرائم الإلكترونية"، التي تستخدم بشكل متكرر لخنق حرية التعبير في السعودية -بحسب ما أوضحته منظمة القسط لحقوق الإنسان-.

الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #عبد_الرحمن_السدحان، #الحرية_لعبد_الرحمن_السدحان، نددوا بالحكم الصادر بحق الناشط.

واستنكروا تجاهل المجتمع الدولي للأوضاع الحقوقية في المملكة، وخنق حرية الرأي والتعبير، ومطاردة الناشطين بتهم دون أدلة وانتزاع الاعترافات منهم انتهاء بإصدار أحكام "جائرة".

وتحدثوا عن "كذبة استقلال" القضاء السعودي، واعتبروا الأمر مجرد غطاء لرغبات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يحكم ويقرر فيما ليس على القضاة سوى وضع بصماتهم في النهاية.

منظمة القسط أشارت إلى أن الحكم على السدحان جاء بناء على اعترافات منتزعة تحت التعذيب، وواجه تهما ملفقة، منها "إعداد وتخزين وإرسال ما من شأنه المساس بالنظام العام والقيم الدينية" استنادا إلى تغريدات سلمية نشرت على حساباته في تويتر.

وأكدت أن المحاكمة شابتها انتهاكات جسيمة للضمانات الدولية للمحاكمات العادلة، منها عقد جلسات استماع سرية.

ولفتت أن "الجزائية المتخصصة" مثل المحاكم العادية في السعودية، معروفة بتجاهلها للضمانات القانونية، وتفتقر  إلى أي استقلالية، وتمضي في محاكمات غير عادلة.

"القسط" أوضحت أن المباحث ألقت القبض على السدحان في 12 مارس/آذار 2018، من مقر عمله بمقر الهلال الأحمر السعودي في الرياض دون إبلاغه بأسباب اعتقاله أو إبراز مذكرة توقيف.

نقل بعد ذلك إلى مكان مجهول، ولما يقرب من عامين لم يكن لدى عائلته أي معلومات عن مكان وجوده وسلامته.

وأكدت المنظمة أنها تلقت معلومات تفيد بأن السدحان تعرض خلال فترة اعتقاله للتعذيب الشديد والتحرش الجنسي، والذي يشمل على سبيل المثال الصعق بالكهرباء والضرب الذي تسبب في كسور العظام والجلد والتعليق في أوضاع مجهدة والتهديد بالقتل والإهانات، والإذلال اللفظي والحبس الانفرادي.

تنديد بالحكم

ناشطون نددوا بالحكم، واتهموا الحكومة بتعذيب السدحان ومحاولة إخفاء آثار التعذيب بالتحفظ عليه في المعتقل لسنوات طوال.

وقالت أريج شقيقة عبدالرحمن السدحان: "ندين وبشدة القرار الجائر والظالم ضد أخي من محكمة الاستئناف وقبلها الجزائية والانتهاكات الفظيعة المستمرة بحقه وحقنا دون تحقيق عادل ومستقل من المحكمة".

وأضافت أن من المحزن والمعيب أن القضاء السعودي غير مستقل وبلا أي ضمير بل مسيس من أعلى السلطة كما هو واضح لنا وللعالم أجمع.

ووصف مغرد آخر الحكم بـ"الجائر".

بيثاني الحيدري، أكدت أن التعذيب الذي تعرض له السدحان ترك تشويها جسديا واضحا ودائما، قائلة: "لا ينبغي فهم حكم السجن المطول واختفاؤه مقارنة بحالات أخرى مماثلة إلا على أن السلطات السعودية تحاول إخفاء التعذيب الذي تمارسه على المعتقلين".

وقالت سارة الغامدي، إن الظلم والقهر مستمر بحق الناشطين في السعودية.

قضاء مسيس

وندد ناشطون بالقضاء السعودي وأحكامه، مستنكرين صمت المنظمات الأممية والحقوقية على تجاوزاته.

الناشط الحقوقي زهير الهناني، اعتبر صمت الأمم المتحدة حيال ما ارتكبه القضاء السعودي بحق السدحان إثبات حقيقة تواطؤهم مع نظام إجرامي ويشعر بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يعني شيئا لهم.

وأضاف: "لا جديد في ذلك فكيف ننتظر تضامنهم مع السدحان وهم طرف تواطأ مع من قتل أطفال اليمن؟".

وأكد أحد المغردين، أن القضاء السعودي فاسد يحكم على المظلوم 20 عام سجن ويبرئ قاتل (الصحفي) جمال خاشقجي، معربا عن أمله أن تتدخل الحكومة الأميركية لإيقاف هذه المهزلة.

وكتب عبدالله الحارثي: "بعد تأييد محكمة الاستئناف في الرياض الحكم الصادر  بحق الناشط عبدالرحمن السدحان، ابصقوا في وجه كل من يدعي أن القضاء لدينا مستقل ونزيه.. هذه أشبه بمحاكم التفتيش في العصور الوسطى".

جرائم ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على النظام السعودي خاصة محمد بن سلمان، ملمحين إلى جرائمه وتورطه في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وعمليات الاعتقال التي شنها منذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017.

وقال أحمد الشايخي: "تقضي 20 سنة من عمرك في السجن وتقتل وتعذب حتى الموت من أجل المطالبة بحقوقك المشروعة"، متسائلا: "ما الفرق بين هذا النظام والاستعمار؟؟!".

وتعجبت المغردة ثناء من الحكم على السدحان بالسجن 20 عاما، متسائلة: "ليه وش مسوي ناهب ثروات البلد ولا مروج مخدرات ولا متحرىش ولا ناشر له واحد ولا معذب له أحد؟".

عابد الرحمن استنكر الحكم الصادر بحق السدحان، قائلا: "يعتقد الاحتلال السلولي أنه سيدوم في جزيرة العرب لـ20 سنة أخرى!! والله إن هذا النظام العفن المتهالك إلى زوال، ولن يدوم حكم الطغاة، ولن يكمل السدحان ولا حتى ربع هذه المحكومية الجائرة بإذن الله، والأيام بيننا".

نضال وتضامن

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع السدحان، مثنين على مواقفه ونضاله وأعماله الإنسانية.

عضو حزب التجمع الوطني المعارض محمد الدوسري، أدان بشدة تأييد الحكم على السدحان، وجميع الأحكام القاسية الأخرى التي صدرت بحق معتقلي الرأي، مؤكدا وقوفه مع كل الأحرار خلف القضبان.

وتساءلت ورود: "بأي ذنب يسجن 40 سنة؟"، قائلة: "نعم 40! الـ40 سنة اللي بيمنع فيها من السفر هي سجن كمان".

وقال آخر إن "السدحان مناضل سياسي، بطل أدى ما عليه وسينام كالأسد خلف القضبان، وحكم عليه أربعة عقود أي 40 سنة يقضيها في مهلكة اللص محمد بن سلمان ظنا منه أنه سيدوم 40 سنة ويتلذذ بتعذيب الأبرياء ولا يعلم أن أجله آت".