ملف باندورا.. صحيفة روسية تتهم الغرب بالتسريب "المتعمد" للوثائق

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "لينتا دوت رو" الروسية الضوء على "أكبر تسريب للبيانات في التاريخ" والذي يطلق عليه "ملف باندورا". 

 تتضمن هذه الوثائق التي كشف عنها مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021، معلومات عن أكبر القادة في العالم ورجال أعمال ومسؤولين حكومين. 

واتهم بالفعل أكثر من رئيس بأن له شراكات وحسابات خارجية لم يعرف أحد عنها من قبل، بعضهم ينكر وهناك من لم تسقط الشبهة عنه حتى الآن. 

وتحدثت الصحيفة عن توقعات بأن "بعض هذه التسريبات متعمدة للإيقاع ببعض الدول". 

ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين كشف عن "ملف باندورا" الذي يوضح المشاركة المحتملة لقادة العالم في المخططات الخارجية.

جرى الكشف عن المعاملات الخارجية لأكثر من 100 ملياردير و35 من قادة العالم و400 مسؤول حكومي. 

ويتضمن الملف وثائق شارك بالعمل عليها 600 صحفي من 117 دولة. وبلغت البيانات المسربة أكثر من 11.9 مليون ملف. 

وقبل تسرب "ملف باندورا"، كانت أكبر حالة تسرب للوثائق السرية هي "أرشيف بنما"، الذي نشر في عام 2016.

واستهدف الأخير الكثير من رجال الأعمال والسياسيين من مختلف البلدان، وكان جميعهم إما شركات مسجلة في بنما أو حسابات في البنوك المحلية. 

"حادث متعمد"

حسب ما نشرت الصحيفة، نقل الرئيس الأوكراني جزءًا من أسهمه (25 بالمئة) في شركة خارجية إلى صديق مقرب يعمل حاليًا كمستشار له (سيرجي شيفير).

وقال العقيد في المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة الروسية: "روسلان باشيروف" إن "ما يهدد فولوديمير زيلينسكي هو إنكار الملكية وزيادة أرباحه في نفس الوقت".

 ولكن هذه العملية ليست حقيقية فقد اشترى "شيفير" حصة زيلينسكي، ولكن لسبب ما تلقت زوجته الأرباح. 

وهذا اتهام خطير للخدمات الضريبية والمكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، والذي يحقق في مثل هذه القضايا فقط. 

وبالإضافة إلى الأرباح، جرى دفع مبلغ ضخم قدره 40 مليون دولار.

ومن الطبيعي وجود شكوك بأن ما جرى كانت مجرد رشوة خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمساهمة كبيرة من رجل أعمال من خلال الحسابات الخارجية التي لا توجد فيها عقارات أو أي أصول أخرى.

وأضاف العقيد: "سيتهم الآن زيلينسكي بكل تلك الجرائم الخطيرة. خصوصا أنه عندما تم انتخابه، كان يقول انه رجل عادي تماما، والآن اتضح أنه رجل ذو ممتلكات خطيرة جدا".

ويعتقد أن تسريب البيانات عن الرئيس الأوكراني هو حادث متعمد من قبل الغرب والذين أصيبوا بخيبة أمل فيه. 

كما اتضح أن هذا الشخص يواجه عجزا في السوق السياسية المحلية، فهو غير قادر على تعزيز الإصلاحات التي يحتاجها الغرب. 

وتابع" "نحن نشهد بالفعل تغييرات إستراتيجية في هذا البلد، فالغرب لا يعتبر أوكرانيا حاجزا عسكريا ضد روسيا بعد الآن". 

قائمة طويلة 

وحسب ما نشرته الصحيفة، فالرئيس التشيلي سيباستيان بينيرو نفى تورطه في الحسابات الخارجية والتي تقدر بمليارات الدولارات، كما جاء في "ملف باندورا ". 

حسب التسريبات، كان بينيرو وزوجته سيسيليا المساهمين الرئيسيين في شركة التعدين "مينيرا دومينجا". 

وقد باعوا حصتهم لرجل مقرب من الرئيس وهو رجل الأعمال كارلوس ديلانو مقابل 152 مليون دولار من حسابات في الخارج في جزر فيرجن البريطانية. 

تقع عمليات التعدين "مينيرا دومينجا" في تشيلي بجوار محمية "هامبولد بينجوين".

وأوضحت الصحافة أن جميع الأحداث المذكورة في الوثائق المنشورة قد تم التحقيق فيها بالفعل من قبل مكتب المدعي العام في عام 2017. 

فقد أفيد أنه: "جرى إغلاق القضية بسبب عدم وقوع جريمة يعاقب عليها القانون وعدم مشاركة الرئيس سيباستيان بينيرو في القضية المذكورة". 

كما ظهر اسم رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش ضمن الوثائق ولكنه رد على اتهامات تحقيق الاتحاد الدولي للصحفيين حول شراء قلعة في فرنسا من خلال حسابات خارجية مقابل 22 مليون دولار. 

دافع عن نفسه على حسابه على تويتر قائلا إنه لم يفعل أي شيء غير قانوني أو سيء. 

ووصف التسريبات بأنها محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة في جمهورية التشيك وتشويه سمعته. وعلّق رئيس الوزراء: "لم اتهم بأي قضية منذ أن اتجهت للعمل في السياسة".

المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، قال إن "وثائق ملف باندورا تثبت فقط دور الولايات المتحدة كأكبر دولة لها شراكات خارجية في العالم".  

وعلق قائلا: "الشيء الوحيد الغريب والملفت للأنظار حقا هو أن هناك جدال حول اكتشاف الدولة التي تسببت بأكبر فجوة ضريبية في العالم".

وأكد بيسكوف أننا هنا "نتحدث عن الولايات المتحدة"، وذلك بعد اتهام عدد من الشخصيات الروسية المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين بامتلاك ثروات هرّبوها إلى خارج البلد، معتبراً أنها "اتهامات لا أساس لها".