منذ انتفاضة الأقصى.. هكذا تطورت المقاومة الفلسطينية وتخاذلت سلطة أوسلو

12

طباعة

مشاركة

أحيا ناشطون على تويتر، ذكرى مرور 21 عاما على انتفاضة الأقصى  الثانية التي اندلعت 28 سبتمبر/أيلول 2000، وتوقفت في 8 فبراير/شباط 2005 بعد "اتفاق هدنة" عقد في قمة شرم الشيخ، متداولين صورا ومشاهد لرموز الانتفاضة.

من هؤلاء الرموز الطفل محمد الدرة الذي استشهد في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.

والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد (12 عاما) خلف برميل إسمنتي، وهي إحدى اللقطات التي انتشرت على نطاق واسع ولا تزال تتداول حتى اليوم.

فارس عودة طفل فلسطيني آخر قتله جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر المنطار شرق قطاع غزة، حين كان يرمي دبابة تابعة للاحتلال الإسرائيلي بالحجارة خلال الشهر الثاني من الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

المشهدان أعاد الناشطون تداولهما اليوم عبر وسم #انتفاضة_الأقصى، واستعادتهما من أرشيف الانتفاضة الفلسطينية، وقرنوهما بصور تعديات المستوطنين الإسرائيليين على باحات المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة بحماية تامة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الناشطون إلى أن الاحتلال يحاول صناعة واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال التقسيم الزماني والمكاني تمهيدا لهدم المقدسات، إلا أن المقاومة تطورت بشكل كبير وأثرت على وجود العدو الإسرائيلي فيها.

وأوضحوا أن انتفاضة الأقصى كانت الشرارة الأولي لانطلاق شعلة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وكانت استكمالا للانتفاضة الأولى، مستنكرين تخلي الحكومات والجيوش العربية عن المقاومة الفلسطينية ورفضها تمويلهم بالسلاح.

ذاكرة الانتفاضة

اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى تحت حماية الجنود والقوات الخاصة فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اعتبرت في بيان لها بذكرى الانتفاضة أنها "علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، أعادت الاعتبار إلى القضية الفلسطينية بعد ضياعها في أوسلو (اتفاق السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل)، وتؤكد خيار المقاومة من أجل استعادة الأرض وحماية المقدسات".

وأجمع ناشطون على أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى محفورة في ذاكرتهم، ولن ينسوها حتى يثأروا ويتخلصوا من الاحتلال.

أبو مهند الحداد، أكد أن مشاهد التدنيس الصهيوني للحرم القدسي بقيادة شارون، والجرم الاحتلالي لم تمح من الذاكرة رغم مرور 21 عاما على انتفاضة الأقصى.

ونشر مغرد آخر صورة فارس العودة، قائلا إنها  أشهر صورة في  الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 عندما اقتحم شارون المسجد الأقصى.

وقالت ريما جمال، إن 30 ثانية كانت كافية لفضح نفاق العالم قبل 20 سنة وفي مثل هذا اليوم ارتقى محمد الدرة شهيدا برصاصات الغدر الصهيونية.

ونشرت مايا رحيل، صورا لمحمد الدرة، مشيرة إلى أنه قتل أمام مرأى من العالم أجمع، مضيفة أن هذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال القبيح ضد أطفال فلسطين.

جرائم الاحتلال

وتطرق الناشطون لما يشهده المسجد الأقصى اليوم، والمساجد المقدسة في فلسطين من انتهاكات إسرائيلية مستمرة.

مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبدالله معروف، قال إن المتطرف الأحمق الأرعن إيتمار بن غفير عضو الكنيست يهدد باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته، ويقول: (سأفعل هذا في أقدس مكان للشعب اليهودي، والشرطة لن تستطيع  منعي بسبب قانون حصانة أعضاء الكنيست).

الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، أشار إلى أن إحصائية مركز فلسطين لدراسات الأسرى أفادت بأن اعتقالات جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 وحتى اليوم 130 ألف حالة اعتقال من بينها 2364 امرأة وفتاة و 18500 طفل.

واعتبر أن الأمر يعد تأكيدا على أن الاشتباك الشعبي متواصل في مواجهة الاحتلال حتى تحرير فلسطين.

ولفت الناشط خالد صافي، إلى أن الاعتداءات هذه المرة من داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل، إذ يقيم مستوطنون حفلا توراتيا ويرقصون ويدنسون حرمة المسجد، متسائلا: أين المسلمون؟

الكاتب والباحث جهاد حلس، نشر مقطع فيديو للمستوطنين يرقصون في المسجد الإبراهيمي.

وقال: "لمن يهمه الأمر !! في مشهد تقشعر له الأبدان، قام قطعان المستوطنين فجر اليوم باقتحام المسجد الإبراهيمي ثاني أهم وأقدم مسجد فلسطيني بعد الأقصى، وقاموا بطرد المسلمين منه، وتدنيسه، والرقص فيه على أنغام الموسيقى الصاخبة !".

دعم المقاومة

وصب ناشطون غضبهم على السلطة الفلسطينية، موجهين التحية للمقاومة ومطالبين بدعمها.

الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة أبو مجاهد، أكد أن انتفاضة الأقصى حققت إنجازات كبيرة في البعد الإستراتيجي للمقاومة الفلسطينية، قائلا أنها أثمرت بهروب الاحتلال من قطاع غزة تحت ضرباتها بعد خمس سنوات من اندلاعها.

وأثنى على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كل أشكال المقاومة للرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحقه، مشيرا إلى أن ذكرى انتفاضة الأقصى تتزامن مع ذكرى انطلاقة لجان المقاومة الشعبية في فلسطين وهو ما يؤكد على أحقية الشعب في مقاومة الاحتلال ومواصلة مشروع التحرير.

مؤسسة القدس الدولية، اتهمت السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس بلعب دور مهم في منع قيام انتفاضة مشابهة لانتفاضة الأقصى.

ورأى سمير عطا الله، أنه بوجود محمود عباس تجردت السلطة من سلطتها والاحتلال توغل في الأرض.

الناطق باسم حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف، قال إن تحميل رئيس السلطة محمود عباس الاحتلال الصهيوني المسؤولية عما يجري في الضفة والقدس من تهويد وقتل لا يعفيه من شراكته له باستمرار تنسيقه وتعاونه الأمني معه.

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، قال: "21 عاما على انتفاضة الأقصى وجذوة المقاومة متقدة في شعبنا وهو كالبنيان المرصوص يواصل تضحياته وإبداعاته في التصدي للاحتلال، يزف الشهداء ويثخن في العدو ويحقق الانتصار في كل محطة من محطات المواجهة التي لن تتوقف إلا بالتحرير والعودة".

ووجه مغرد آخر التحية  للشهداء والأسرى والجرحى "الذين بفضلهم وصلت المقاومة لما وصلت إليه".

المغرد عبدالرحمن، أكد أن الانتفاضة ستبقى شاهدة على تطور المقاومة ونضوج تفكيرها، في مقابل انحسار الاحتلال وتراجع طموحاته في المنطقة، وهو ما ظهر جليا في معركة "سيف القدس" في مايو/أيار 2021.