معاهدة أوكوس.. موقع إيطالي: هذه أهداف شراكة واشنطن وبريطانيا وأستراليا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اعتبر موقع إيطالي أن اتفاق الشراكة الأمنية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا "أوكوس"، "سهم" يضاف إلى مجموعة أسلحة وتحالفات واشنطن على غرار "الحوار الأمني الرباعي"، ورؤية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة" (FOIP)، وأيضا تحالف "العيون الخمس" الذي يجمع خمس دول ناطقة باللغة الإنجليزية.

وفي مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، منتصف سبتمبر/أيلول 2021، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إنشاء تعاون أمني جديد تحت اسم أوكوس "AUKUS"، من بين أهدافه مشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا تكنولوجيا الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية مع أستراليا.

هدفان إستراتيجيان

أوضح موقع "إنسايد أوفر" أن هذا التحالف جرى إنشاؤه خصيصا لتحقيق هدفين إستراتيجيين.

الأول: يتعلق بالسيطرة على الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أي في المنطقة الآسيوية التي تمتد من سواحل المحيط الهندي إلى اليابان.

أما الهدف الثاني: فهو بمثابة توجيه تحذير إلى الصين، التي بدورها تريد أن يكون لها دور كبير فيما تعتبره دائما "فناءها الخلفي".

باختصار، يرى الموقع أن المهمة المزدوجة التي تسعى واشنطن إلى تحقيقها في أقصر وقت ممكن هي زيادة الثقل الإستراتيجي في آسيا واحتواء صعود التنين الصيني.

خصوصا وأن الأخير، بينما تنسج واشنطن مؤامراتها على الجانب الآخر من العالم، يواصل تحديثه المستمر (والمشروع من وجهة نظره) للجيش والاقتصاد والقطاع التقني-العلمي. 

وهذا يعني بحسب الموقع الإيطالي، أن الصينيين لن يخلقوا  في المستقبل القريب صعوبات للأميركيين فحسب، وإنما من المحتمل أن يتفوقوا عليهم في بعض القطاعات الإستراتيجية وهو ما يحدث بالفعل جزئيا.

لذلك يبدو أن الولايات المتحدة، كما لو كانت تتخلص من أي إلهاء ثانوي، تعمل على توجيه كل أسلحتها نحو الصين، الخطر المتنامي من وجهة نظرها والذي يعرض للخطر النظام الديمقراطي الليبرالي الذي بناه الأميركيون أنفسهم.

وفي نفس الوقت تعلن واشنطن ابتعادها عن أفغانستان والشرق الأوسط أو روسيا أيضا، يشرح إنسايد أوفر.

تحالفات تاريخية

وتابع بالقول: إن واشنطن بإمكانها الاعتماد على تحالفات تاريخية مختلفة إلى حد ما، لكنها قابلة للتكيف نظريا من حيث غاية الاحتواء المناهض للصين. 

أبرز هذه التحالفات هو الحوار الأمني ​​الرباعي المعروف باسم "كواد"، وهو تحالف إستراتيجي غير رسمي يجمع بين أستراليا واليابان والهند والولايات المتحدة.

أشار الموقع إلى أن هذا التحالف هدف أساسا منذ تأسيسه في عام 2007 إلى احتواء توسع نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ عبر التركيز على التعاون بين أعضائه، وعلى اللقاءات الإستراتيجية بين قادة الدول المعنية إلى جانب إجراء التدريبات العسكرية المشتركة. 

وألمح إلى أن أحد عيوب هذا التحالف الكبيرة يتعلق بغياب هدف حقيقي محدد معلن عنه، وهو ما يجعل الهيكل بأكمله أكثر رمزية على حساب فعاليته على أرض الواقع.

أضاف: أن تحالف "العيون الخمس" الذي يضم خمس دول ناطقة باللغة الإنجليزية، يعد تحالفا استخباراتيا تاريخيا يعود تأسيسه إلى نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف مراقبة الاتصالات من الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، ويضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. 

على مر السنين، ومن خلال إشراك دول أخرى بشكل رسمي إلى حد ما، تحول التحالف أيضا إلى مناهضة الصين.

وفي بداية عام 2018، طور إطار عمل مخصص لتبادل المعلومات لمواجهة تهديد التحركات المتزايدة للصين وروسيا.

ومما يذكر هنا أن رؤية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة (Foip) التي طرحتها اليابان عام 2016، تهدف إلى توحيد القارتين الآسيوية والإفريقية اقتصاديا وسياسيا إلى جانب المحيط الهادئ والهندي، وذلك بإنشاء منصة تقتصر على آسيا تضمن احترام نظام دولي قائم على سيادة القانون وحرية الملاحة وتعزيز التجارة الحرة وحل النزاعات سلميا.

ووفقا للعديد من الخبراء، بعد الإعلانات الأولية، لم يجر تفعيل هذه المبادرة وفشلت في تحقيق أهدافها وظلت خطتها وغاياتها غامضة للغاية. 

أما بالنسبة لمعاهدة أوكوس الجديدة، أفاد إنسايد أوفر بأنها تحالف آخر عسكري يظهر في الأفق ويشمل أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ويشترك، إلى حد ما، في نفس هدف التحالفات الأخرى وهو احتواء أنشطة الصين. 

أكد الموقع أن واشنطن بإمكانها الاعتماد على العديد من "الأسلحة الدبلوماسية" والتحالفات العسكرية الإستراتيجية لوقف صعود هيمنة بكين وإعادة تأسيس وجودها في المحيطين الهندي والهادئ. 

وإذا لم تنجح الإدارة الأميركية بفضل هذه الوسائل في منع صعود الصين، فستمنحها على الأقل الفرصة لإبطائه في منطقة جغرافية إستراتيجية للغاية، يختم الموقع.