تشكيلة ميقاتي.. مركز عبري: هكذا أصبحت طهران "الحاكم الفعلي" في لبنان

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلط مركز عبري الضوء على كواليس تشكيل حكومة نجيب ميقاتي في لبنان، خاصة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى محادثات مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي لأخذ موافقته على إعلان التشكيل في 10 سبتمبر/أيلول 2021.

وأشار مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة"، ومقره تل أبيب، إلى أن "الليرة اللبنانية بدأت في الانتعاش فور إعلان تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد برئاسة نجيب ميقاتي".

وفي غضون ساعتين، وصل سعر الليرة في السوق السوداء إلى ما يقرب 20 ألف ليرة للدولار، لكن التعبير الأولي عن الثقة استبدل بأصوات أخرى سمعت في الصحف في 12 سبتمبر/أيلول 2021 مفادها أن "فرنسا تعاونت مع إيران في تشكيل الحكومة".

واستدرك المركز: "حصل هذا رغم حقيقة أن العالم الغربي وفرنسا في الطليعة يرون أن حزب الله هو أحد المذنبين الرئيسين في التدهور السياسي والاقتصادي بلبنان، وهو انتقاد اشتد أكثر بعد كارثة مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020".

وبحسب ما ورد، فإن ماكرون تفاوض مع رئيسي؛ لإعطاء موافقته على تشكيل الحكومة الجديدة، وهكذا كان رئيسي (المعروف باسم "جزار طهران" بسبب تورطه في قتل آلاف المدنيين بعد الثورة 1979) قد تحدث مع الرئيس اللبناني ميشال عون وأمره بالموافقة على تشكيل الحكومة.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع لموقع "جلوبس" العبري: "إذا كانت هذه القصة صحيحة، فهي خطوة أخرى في إطار السياسة الأوروبية غير المسؤولة بشأن قضية إيران".

وأضاف، أنه "رغم تغيير إيران للحكومة وسياساتها المتشددة، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدم تقارير عن تخصيب اليورانيوم المتقدم, وأن الإرهاب الذي تمارسه بمفردها، تريد أوروبا وفرنسا عبر ذلك إبرام اتفاق معها، فهذه سياسة تشامبرليونية، وتعني غض النظر وتجاهل ما تقوم به إيران من تخصيب اليورانيوم".

حكومة مقابل اتفاق

وقال الباحث في المركز العبري والخبير في شؤون لبنان، جاك نيريا، لموقع "جلوبس": إن "الاتفاقية تعني أن رئيسي أصبح هو الرجل الذي يقرر بشأن لبنان ويسيطر عليه عن بعد".

ووفقا له فإن الاعتبار الذي منحه ماكرون لرئيسي هو المساعدة في الاتصالات لتجديد الاتفاق النووي في فيينا.

وفي أغسطس/آب 2021، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا عن تخصيب اليورانيوم في إيران، والذي بموجبه "وصلت البلاد بالفعل إلى أعلى مستوى من التخصيب، وفي الوقت نفسه لا تسمح للمفتشين بدخول منشآتها أو مشاهدة الصور من هناك".

وبحسب نيريا، ليس من قبيل المصادفة أنه رغم التقارير الخطيرة التي تصل عن الانتهاكات الإيرانية، وبالتوازي مع تشكيل الحكومة في لبنان، جاء مدير عام الوكالة رافائيل غروسي، إلى طهران للتحدث مع قادة النظام هناك.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال اجتماع مجلس الوزراء في 12 سبتمبر/أيلول 2021، إلى التقارير المتعلقة بتسريع تخصيب اليورانيوم الإيراني والسياسة الأوروبية.

وقال بينيت: "أنا هنا أدعو القوى إلى عدم الوقوع في الفخاخ الإيرانية التي ستؤدي لاحقا إلى مزيد من التنازلات، يجب عدم التخلي عن استكشاف المواقع، والرسالة الأكثر أهمية هي أنه يجب تخصيص الوقت لذلك؛ فهم يلعبون في الوقت، لكن يجب عليهم تحديد موعد نهائي صارم وواضح يقولون فيه: إلى هنا". 

حالة كئيبة

ولفت المركز العبري إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت بيان تهنئة بتعيين الحكومة اللبنانية الجديدة، وأضافت أنه يتعين عليها اتخاذ قرارات سريعة لتحسين الحالة الكئيبة لاقتصاد البلاد ومواطنيها.

لكن الولايات المتحدة، تنظر في الاتجاه الآخر، ولا توسع المساعدة الأساسية التي وعدت بها للبنان، وفق المركز.

وقال البيان: إن "الولايات المتحدة تتبرع بمبلغ 372 مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب اللبناني"، ويتم تقديم المساعدات من خلال وكالات ومؤسسات الأمم المتحدة، حيث يسيطر حزب الله على الوزارات الحكومية ولا تثق بها الدول المانحة.

وتتكون الحكومة المشكلة "الجديدة" بالكامل من عدد قليل من التكنوقراط، رغم أنهم جميعا مرتبطون أيضا بالأحزاب والسياسيين وقادة الفصائل في البلاد.

فعلى سبيل المثال: وزير المالية يوسف خليل الذي كان من رؤساء البنك المركزي، ووزير الصحة الجديد هو فراس أبيعاد أحد رؤساء الجهاز الصحي، لكن الحكومة الجديدة لا تزال تتشكل وفقا للمفتاح العرقي القديم، وبحسب "نيريا" فهذا يعني أن "ما كان هو ما سيكون، وليس لدى التكنوقراط القدرة على تغيير أي شيء".

وأشار المركز العبري إلى أن "حزب الله عين وزيرين في الحكومة نيابة عنه، لكن ليس في المكاتب التي يريدها"، وبحسب التقارير الواردة في لبنان، قبلت المنظمة الحكم جزئيا لأنه بموجب الاتفاقات المبرمة بين ماكرون ورئيسي، ووعدت الحكومة الجديدة بمواصلة السماح لها بالعمل بشكل مستقل كدولة داخل دولة فالوضع الاقتصادي للتنظيم ليس مقلقا.

ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض الدعم الإيراني والحرب في سوريا، لكنه لا يزال أفضل بكثير من لبنان، ولدى حزب الله أنظمته المالية والتجارية، وتعتمد مصادره المالية، على شبكة تهريب الأسلحة والمخدرات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويحاول حزب الله إظهار أن العلاقات مع إيران جيدة للبلاد، وفق مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة".