كاتب إسرائيلي: هذه خيارات الفلسطينيين تجاه "صفقة القرن"

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "جيفوروم" الناطقة بالفرنسية، مقلا للكاتب الأمريكي الإسرائيلي زيف شافيتس، تساءل فيه عما إذا كان بإمكان الفلسطينيين معارضة "صفقة القرن" التي كشف صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن بعض تفاصيلها لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال شافيتس، الذي كان مساعدا لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيجن، في مقاله: "أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أن إسرائيل ستطلق اسم دونالد ترامب على مدينة في مرتفعات الجولان. ويشير هذا إلى أن نتنياهو يعرف تماما ما هو موجود في صفقة القرن التي وضعها ترامب والتي يجب الكشف عنها في يونيو/حزيران ويؤيدها بحماس".

ما خيارات الفلسطينيين؟

وعلى صعيد الخيارات المتاحة للفسطينيين، رأى الكاتب الإسرائيلي، أن "القادة الفلسطينيين يعرفون أيضا ما تحتويه الخطة (أو ما لا تحتويه). حتى الآن، هم في حالة إنكار علني، في الأسبوع الماضي برام الله، أخبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية السيناتور الأمريكي ميت رومني أنه لن يشارك في أي عملية سياسية لا تحترم الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية".

وأشار أشتية إلى دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على طول حدود عام 1967 وأن تكون القدس عاصمة لها وكذلك حل عادل لمشكلة اللاجئين، مستندا إلى القرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة (قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات أوسلو لعام 1993) لتعزيز موقفه.

وأكد الكاتب، أن هذه المواضيع ليست جديدة، لكنها لم تعد ذات صلة اليوم، فخطة ترامب ليست مجرد جهد دبلوماسي جديد لـ "عملية السلام"، فهو اعتراف بأن حرب المئة عام بين اليهود والعرب في فلسطين قد انتهت، وسيحصل قادة منظمة التحرير الفلسطينية على وثيقة توضح استسلامهم، والتي تشكل أساس القبول أو الرفض.

واعتبر شافيتس، أن "الزعماء الفلسطينيين ليس لديهم ثقل كبير، وأن رفض الالتزام بالصفقة، كتهديد أشتية، سيكون بمثابة دعوة للولايات المتحدة وإسرائيل لإقامة نظام جديد من جانب واحد في الضفة الغربية".

وتابع: "يأمل بعض الزعماء الفلسطينيين ألا يتم فعل شيء أو يحدث أي شيء خلال الفترة المقبلة، وانتظار انتهاء فترة رئاسة ترامب فلربما يأتي رئيس أقل تأييدا لإسرائيل في عام 2020. لكن هذه الإدارة أمامها عامان على الأقل، وربما ست سنوات لإثبات حقائق لا رجعة فيها".

وأشار الكاتب إلى أن هناك ثمة خيار آخر يتمثل في تقديم استئناف إلى المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية أو الاتحاد الأوروبي. وهذه الدعوات سينتج التعاطف والقرارات والإعلانات والمواقف الدبلوماسية، ولكن ليس أكثر من ذلك، فالقادة الفلسطينيون يعرفون هذا جديا من خلال التجربة.

وبين أنه في الماضي، كان بإمكان الفلسطينيين الاعتماد على المؤيدين الإسرائيليين لاتفاقيات "أوسلو" وحل الدولتين، لكن الانتفاضة الثانية والربيع العربي وغزة فقدت مصداقيتها في حل أوسلو وأضعفت "معسكر السلام" الإسرائيلي.

ونوّه الكاتب إلى أنه في انتخابات الكنيست الأخيرة، حصلت الأحزاب السياسية المؤيدة لحل الدولتين بالكاد على 15 بالمئة من الأصوات، وستحظى حكومة نتنياهو الجديدة بأكثر من الدعم الكافي للمبادرات الأحادية الجانب التي تدعمها الولايات المتحدة.

أين موقف العرب؟

وحول موقف الدول العربية من "صفقة القرن"، أكد شافيتس، أنه في الوقت ذاته لا يمكن للفلسطينيين انتظار مساعدة مواطنيهم العرب، حيث تجلى ذلك مؤخرا في رد جامعة الدول العربية (والشارع العربي) الضعيف على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، فأكبر دولتين عربيتين، السعودية ومصر ، ستعلن بالتأكيد معارضتها لخطة ترامب، وبالتأكيد أيضا لن يفعلوا أي شيء أكثر من ذلك لعدم إضعاف علاقاتهم بالولايات المتحدة.

وأردف  الكاتب: "غالبا ما يحذر المسؤولون الفلسطينيون من أن الضغط المفرط سيؤدي إلى خطر اندلاع صراع مفتوح أو حتى انتفاضة أكثر عنفا، يتخيل البعض أن حزب الله سيدعمهم بصواريخ باليستية، لكن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي قضى العقد الماضي في مخبأ تحت الأرض، لا يريد الموت، كما أن رؤساءه الإيرانيين، الخاضعين للعقوبات الاقتصادية الأمريكية المتزايدة الفعالية، لن يكونوا مستعدين لتمويل مثل هذه المغامرة".

ورأى شافيتس، أنه "في ظل المعطيات السابقة إذا قرر الفلسطينيون القتال، فإنهم سيقاتلون وحدهم، وإسرائيل الآن مستعدة بشكل لا يضاهى لهذا منذ أكثر من 20 عاما، حيث ستنهي الانتفاضة بقوة فعالة وستستخدمها كمبرر لاتخاذ تدابير أمنية أكثر صرامة تجاه الفلسطينيين".

ولفت إلى أنه من وجهة النظر الفلسطينية، فإن أمامهم الآن مجموعة من الخيارات المحبطة، ولكن هناك خيار آخر، يمكنهم قبول الواقع والجلوس على الطاولة والتفاوض بشأن أفضل الظروف الممكنة.

وأوضح الكاتب أن الفوائد التي ستحصل عليها إسرائيل جلية، سيتعين على منظمة التحرير الفلسطينية التخلي عن "حق العودة"، وقبول إسرائيل رسميا كدولة يهودية ووضع حد لتحريضها الداخلي وحرب الدعاية الدولية. كما يجب عليها قبول ديمومة وشرعية الاستيطان الإسرائيلي في مناطق محدودة من الضفة الغربية وكذلك قبول سيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية.

واستطرد قائلا: إن جيرار أرود، وهو دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، شرح مؤخرا الوضع الحالي المتعلق بصفقة القرن، وقال: "طوال تاريخ البشرية، عندما يكون هناك تفاوض بين الطرفين، يفرض الأقوى شروطا على الطرف الأضعف وهذا هو أساس (خطة ترامب). سيكون اقتراحا قريبا جدا مما يريده الإسرائيليون".

وأشار شافيتس إلى أنه من خلال المفاوضات، يمكن للفلسطينيين أن يطالبوا ويأملوا في الحصول على سلطة مستقلة ذاتيا منزوعة السلاح على معظم الضفة الغربية، وقوة أمنية داخلية، ومساعدات دولية ضخمة، وبعض التعويضات الإسرائيلية عن الممتلكات المفقودة، والسيطرة على المسجد الاقصى وغيرها من الأماكن المقدسة.

وتابع: "من المحتمل أيضا أن يسيطروا، من خلال بلدية في القدس الشرقية، على القرى ومخيمات اللاجئين داخل حدود المدينة الحالية، ويفتحوا الحدود مع إسرائيل تدريجيا ويكتسبوا صوتا في الترتيبات التي ستتم في غزة بعد سقوط حماس".

"حل الدولتين"

واعتبر الكاتب أن "الاعتراف بالهزيمة أمر مرير. ولكن شئنا أم أبينا، فإن خطة ترامب قادمة، ولا يوجد وقت ولا ميزان قوى على الجانب الفلسطيني".

وكان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، كشف عن بعض تفاصيل خطة أمريكا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة بـ"صفقة القرن"، وقال في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، أن هدفه "جعل الإسرائيليين والفلسطينيين في وضع أفضل".

وأقر بأن القضية الفلسطينية واحدة من "أكثر المشاكل في العالم التي يصعب حلها"، وأنه "كان يجري العمل على هذا الأمر على مدار عامين، وأنه لا يزال هناك القليل من الناس الذين يعرفون الخطة"، وأنه من المتوقع الكشف عن مقترحاته في يونيو/حزيران، بعد انقضاء شهر رمضان.

وأفاد كوشنر، بأن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط ستكرس القدس عاصمة لإسرائيل ولن تأتي على ذكر حل الدولتين، على الرغم من أن هذا الحل كان على مدى سنوات عديدة محور الدبلوماسية الدولية الرامية لإنهاء النزاع، وفيما يتعلق بموضوع "حل الدولتين" أوضح أن خطته للسلام لن تأتي على ذكر هذا الموضوع كونه خلافيا.