ماذا حققت إسرائيل بعد عام من اتفاقيات التطبيع مع دول عربية؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد مرور عام على اتفاقيات التطبيع العربي الأخيرة مع إسرائيل، تلوح تخوفات في الأفق من خروج أبوظبي من التحالف مع تل أبيب بفعل تغيرات السياسية الأميركية تجاه إيران.

وأشار موقع القناة السابعة العبرية الى أنه بعد عام على توقيعها في 15 سبتمبر/أيلول 2020، "أصبحت اثنتان من الاتفاقيات ساخنة بشكل خاص، مع الإمارات والبحرين ما أدى إلى ازدهار السياحة المتبادلة".

اتفاقيات ساخنة

وبين الموقع أنه جرى إحراز تقدم اقتصادي كبير بالفعل في دبي وأبوظبي وأن "المكانة الخليجية عميقة بالفعل في إسرائيل، وفي المجال الأمني ​​تم إحراز تقدم، معظمه لا يزال بعيدا عن أعين الجمهور، وفي هذه البلدان يتعامل الإعلام مع إسرائيل بطريقة أكثر تعاطفا".

ووفقا لغرفة التجارة الإسرائيلية أصبحت الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر عشرين شريكا تجاريا لإسرائيل في العالم.

ومع المغرب الوضع جيد نسبيا ويتقدم بسبب اتساع السياحة وازدهارها، وأيضا الجانب التجاري فيما بينهما آخذ بالازدهار، لكن السفارات لم تفتح بعد.

أما مع السودان الذي وقع اتفاق التطبيع أيضا (23 أكتوبر/تشرين الأول 2020)، فإن الوضع الداخلي فيه لا يسمح بالسيطرة على هذا الملف بشكل كبير. 

ويقول اللواء احتياط يعقوب عميدرور، الذي كان رئيس أركان الأمن القومي ورئيس قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي: إن إمكانات علاقات إسرائيل في اتفاقات أبراهام لا حدود لها، عليك أن تفكر باستمرار فيما يجب أن تفعله.

ويضيف: "مع الإمارات، هذه العلاقات أفضل، وهناك الكثير من النشاط المشترك، ومع البحرين تبدأ ولديها إمكانات عالية جدا، ومع المغرب نحن نسير على الطريق الصحيح، لكن السودان بلد يعاني من مشاكل داخلية أكثر؛ لذا سيكون الأمر أكثر صعوبة".

وأردف: "عندما تطور علاقة مع بلد ما، فأنت تحاول باستمرار التحسين كل مرة في جانب مختلف".

وتساءل اللواء عميدرور: كيف تختلف هذه الاتفاقيات عن اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر؟ زاعما أنه وبخلاف حقيقة أنه "ليس لدينا حدود مشتركة مع هذه الدول, ففي القاهرة وعمان الاتفاق مع الحكومة، لكن الشعبان أقل انخراطا فيه".

وفي الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين والمغرب تتدخل الشعوب بشكل كبير وهذا يقوي العلاقات بشكل كبير، "فالمعاهدات الإبراهيمية كانت مدفوعة في الواقع من قبل الولايات المتحدة".

ويعتقد أن إسرائيل "بحاجة إلى إقامة علاقات مع الدول العربية الأخرى، لقد فعلنا ذلك قبل أن يكون هناك اتفاق وليس هناك سبب لعدم الاستمرار".

وتابع: "لدينا مكسبان رئيسان، الأول هو التطبيع مع ست دول عربية بدون الحاجة إلى الاتفاق مع الفلسطينيين، وهو شرط كانت تضعه العديد من دول العالم.

وبينما اعتذر المصريون والأردنيون عن أنفسهم وقالوا: إن اتفاقياتهم مع إسرائيل كانت بناء على وعود للوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين، كان من الواضح جدا في الاتفاقات الإبراهيمية أن الأمر لم يكن كذلك.

وواصل: "فهم أن مستقبل العلاقات بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة ليس في أيدي الفلسطينيين أمر مهم للغاية، وهذا لا يعني أنه لا ينبغي معالجة المشكلة الفلسطينية إطلاقا"، وفق تعبيره.

المكسب الآخر من وجهة نظره هو الفوائد الاقتصادية والتجارية من هذه العلاقات، فضلا عن التوقعات بتحسن التعاون الأمني. 

القضية الفلسطينية

ولفت الموقع العبري إلى أن عضو الكنيست السابقة "كسينيا سفيتلوفا" مديرة برنامج العلاقات بين إسرائيل والشرق الأوسط في "معهد متفيم" ترى في السنة الأولى لاتفاقيات أبراهام نجاحا كبيرا.  

وتقول: إنه "بالرغم من كورونا، عشرات الآلاف من الإسرائيليين زاروا الإمارات وآلاف زاروا المغرب، وفتحت خطوط طيران جديدة ومنتظمة، وعينت الدول سفراء لها في إسرائيل".

وتوضح أنه "في المغرب هذا يتأخر قليلا، لكن هناك حديث أنه سيجري بعد أسابيع إلى بضعة أشهر, لكن هناك تعاون أوثق بين معاهد البحث والجامعات في المجال الاجتماعي والاقتصادي ، وكان هناك العديد من الأحداث خلال العام 2020".

 ومع ذلك ، في رأيها، فإن القضية الفلسطينية سواء كانت محجوبة أو موجودة في علاقات إسرائيل مع الدول التي تم تطبيع العلاقات معها، فإنه في الممارسة العملية هناك تأثير معين.

على سبيل المثال، خلال عملية  "حارس الأسوار" (العدوان على غزة مايو/أيار 2021)،  كانت هناك أصوات في الإمارات والبحرين شديدة العدوانية تجاه إسرائيل، بحسب قولها.

وتلمح إلى أن القضية الفلسطينية لم تذهب إلى أي مكان، وقد يكون من الصواب إدراج هذه المسألة بطريقة ما في اتفاقات التطبيع كذلك.

وخلصت إلى القول: "نحن مبهورون قليلا بالأصوات المتعاطفة التي تعبر عن دعمنا على وسائل التواصل الاجتماعي من الجانب الخليجي، السؤال هو ما إذا كان هذا هو رأي الأغلبية في بلدانهم".

وأردفت: "من المحادثات التي أجريتها مع أشخاص في دول الخليج، هذه أقلية لأن الغالبية لا تزال تتعاطف مع الفلسطينيين وهناك دعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في الإمارات، وهو شيء لم نشهده من قبل".

وبدوره، تساءل المحلل السياسي "نيتسان كيدار":  هل ستعمل الإدارة الأميركية على مساعدة إسرائيل في إقامة المزيد من هذه العلاقات؟ هذا سؤال كبير تطرحه إسرائيل.

ويقول: "على أي حال، تتواصل الجهود لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية على الرغم من أن أحد شركائها الرئيسين، بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء السابق) غير نشط حاليا في هذا المجال لأنه ليس عضوا في الحكومة".

ويستدرك: "على الحكومة الحالية التخلي عن بعض كرامتها والتشاور معهم (الحكومة السابقة)، فمن الممكن أن يتقدم تطبيع العلاقات المهمة التالية بسرعة أكبر - حتى لو ذهب جزء من الفضل إلى أولئك الذين عملوا على هذا التطبيع في البداية".

ويرجح المحلل أن علاقات نتنياهو الدولية "لا تزال قادرة على المساعدة لمواصلة الربط والتواصل مع الدول العربية الأخرى".