بعكس فيسبوك.. لهذا لم يحظر تويتر حسابات مسؤولي طالبان

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رجحت صحيفة إيطالية عدم وجود توجه لدى موقع "تويتر" لإغلاق الحسابات المرتبطة بحركة طالبان الأفغانية على غرار ما فعلت شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، لافتة إلى أن ذلك سيعتمد على الاعتراف الدولي بسلطة الحركة من عدمه.

قالت صحيفة "إيل بوست": إنه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان أواخر أغسطس/آب 2021، شكل تويتر أحد وسائل التواصل الرئيسة التي حاولت من خلالها إضفاء الشرعية على حكمها للبلاد. 

وأضافت: إن تويتر، عكس شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، لا يتخذ أي خطوات للحد من نشر منشورات طالبان لأن وزارة الخارجية الأميركية لم تصنف الحركة كمنظمة "إرهابية".

مساحة تويتر

من جانبهم، يتساءل كثير من المراقبين عما إذا كان تويتر سيواصل توفير مساحة للحركة للتواصل والدعاية، وما إذا كان ذلك سيسهم في الاعتراف بقادتها كحكام شرعيين لأفغانستان.

وفقا لبعض الخبراء، يعني هذا السؤال أولا المجتمع الدولي والحكومات الأخرى، وعليه سيحدد تويتر ومنصات التواصل الأخرى موقفه.

الصحيفة الإيطالية لفتت إلى أن أحد المتغيرات التي تميز حكم طالبان الحالي مقارنة بآخر مرة حكمت فيها أفغانستان، بين عامي 1996 و2001، يتعلق باستخدام الإنترنت.

وأشارت إلى أن الإنترنت كان في تلك السنوات أقل انتشارا بكثير مقارنة باليوم، كما حظرت طالبان استخدامه في تلك الحقبة.

أما اليوم، يعد الإنترنت أحد الوسائل الرئيسة التي تتواصل بها الحركة مع العالم وتقدم من خلاله صورة قوة سياسية معتدلة تسعى إلى السلام. 

في هذا الصدد، ذكرت الصحيفة الإيطالية إلى نقل المؤتمرات الصحفية لقادة الحركة في بث مباشر، وأيضا نشر المتحدثين باسمها عشرات التغريدات والإصدارات ومقاطع الفيديو بصفة يومية وبلغات مختلفة.

وأضافت أن الحركة الإسلامية تستخدم موقع تويتر على وجه الخصوص في ظل الحظر المفروض على حساباتها ونشاطاتها من شركات فيسبوك ويوتيوب لأنهم يعتبرونها منظمة إرهابية.

أرجعت الصحيفة الاختلاف في التعامل بين هذه المنصات إلى حقيقة أن الحركة غير مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل جميع الإدارات الأميركية. 

وفي دفاعه عن موقفه، ذكر موقع فيسبوك بقرار وزارة الخزانة الأميركية وهي الهيئة المسؤولة عن إصدار العقوبات الاقتصادية، والتي صنفت طالبان منذ عام 2002 منظمة إرهابية. 

في المقابل، يتيح موقع تويتر لطالبان استخدام منصاته في ضوء عدم إدراج الحركة الإسلامية بلوائح المنظمات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية.

وعموما، طالبان تحكم الآن أفغانستان، لذلك يتساءل الكثيرون عن كيفية التعامل مع حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب الحسابات المختلفة التي يمتلكها أنصار الحركة على تويتر، أصبح لديها الآن أكثر من 800 ألف متابع وهو عدد هام إذا ما تم مقارنته بعدد متابعي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وهم حوالي 600 ألف متابع.

توثيق أم حظر؟

واعتبرت أن هذا يثير عددا من الأسئلة، أولها، عما سيفعله موقع تويتر بحسابات أعضاء الحكومة الأفغانية السابقين. 

الحساب الرسمي لرئيس أفغانستان الهارب، على سبيل المثال، لديه ما يقرب من مليون متابع، في حين أن حساب وزارة الخارجية يمتلك حوالي 100 ألف متابع.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة هذه الحسابات ستنتقل الآن إلى طالبان، كما يحدث في البلدان الأخرى بعد تعيين رئيس جديد أو رئيس حكومة.

هناك مسألة أخرى تتعلق بتوثيق حسابات قادة الحركة بعلامة تويتر الزرقاء التي تظهر بجانب حسابات الشخصيات العامة وهي الأداة التي يؤكد بها تويتر بأنه قد تحقق من حساب شخصية عامة وأنه رسمي وغير مزور.

 وبحسب منى السواح، الباحثة في الشؤون العربية في معهد أكسفورد للإنترنت التابع لجامعة أكسفورد، من المرجح جدا أن تحصل حسابات طالبان على علامة التوثيق الزرقاء، وهذا سيضفي شرعية لقوة الحركة واعتبار قادتها محاورين سياسيين على مستوى العالم. 

ردا على ضغوط المطالبين بحجب الحسابات المتعلقة بطالبان، قال متحدث باسم تويتر لموقع "Mediaite" إن الحركة بإمكانها استخدام المنصة لنشر رسائلها طالما أنها لا تنتهك القواعد التي تحظر التحريض على العنف ونشر المحتوى الذي يروج للإرهاب أو التطرف العنيف، وأن المنصة "ستظل يقظة". 

وأعلن تويتر أيضا أنه سيراجع المحتوى الذي قد ينتهك القواعد، لكنه لم يذكر أي إجراءات محددة فيما يتعلق بحسابات طالبان.

ذكرت الصحيفة الإيطالية أن موقف تويتر تعرض إلى الكثير من الانتقادات، بسبب المشاركة المستمرة والمتكررة جدا للتغريدات من قبل حسابات تابعة للحركة الأفغانية أثناء إعادة السيطرة على أفغانستان بشكل فيه انتهاك واضح تماما لنشر المواد التي حظرها الموقع، وفق تقديرها. 

جاءت الانتقادات بشكل أساسي من الجمهوريين الأميركيين الذين اتهموا تويتر بالتعامل مع طالبان بشكل أفضل من معاملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي تم تعليق حسابه على تويتر في يناير/كانون الثاني 2021، بعد أيام قليلة من هجوم أنصاره على  مبنى الكونغرس. 

في تلك المناسبة، اتهم تويتر ترامب بتحريض أتباعه على العنف في انتهاك واضح لقواعد المنصة.

من جانبها، ترى منى السواح أن قرار تويتر السماح بنشر تغريدات الحركة أو عدمه سيعتمد على الشرعية التي قد يضفيها المجتمع الدولي باعترافه بسلطة طالبان.

بدوره، اعتبر الصحفي الخبير في مجال التكنولوجيا كيسي نيوتن أن الجدل حول كيفية تعامل تويتر والمنصات الأخرى مع طالبان يتعلق بالمسألة السياسية الأوسع المتمثلة في الاعتراف بحكمها لأفغانستان. 

ويرجح  الصحفي أن تحصل طالبان على اعتراف كاف من الحكومات الأجنبية، وهو ما قد يدفع المنصات الأخرى للتصرف مثل تويتر أيضا، مما يسمح لطالبان بفتح حسابات عامة ورسمية للتعبير عن مواقفها.